06-24-2019, 07:47 AM
|
|
|
|
تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي
506- وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ تَأْخِيرَهُ صَلاةَ الْمَغْرِبِ ، وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ
وَرَوَاهُ حَيْوَةُ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : بَادِرُوا بِصَلاةِ الْمَغْرِبِ طُلُوعَ النُّجُومِ
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : حَدِيثُ حَيْوَة أَصَحُّ
رجال الإسناد:
• محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر المطلبي، مولاهم، المدني، (ت 150).
اختلف فيه اختلافاً كبيراً بين أعلى درجات التوثيق، وأدنى مراتب الجرح، وقد جمع الذهبي، وابن حجر ما قيل فيه، ورد الذهبي على معظم الانتقادات الموجهة له.
وخلص الحافظ ابن حجر إلى أنه صدوق يدلس.
وقد بحث حاله بحثاً مطولاً شيخنا الفاضل د. أحمد معبد في تحقيقه للنفح الشذي، وجمع كل ما توصل إليه من أقوال عنه، وخلص إلى موافقة الحافظ ابن حجر في حكمه عليه.
انظر السير 7/33، التهذيب 9/38، التقريب 5725، النفح الشذي 2/708 - 792.
• يزيد بن أبي حبيب: سويد الأزدي، مولاهم، أبو رجاء المصري (ت 128).
روى عن مرثد بن عبدالله، وأسلم التجيبي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم.
روى عنه محمد بن إسحاق، وابن لهيعة، وحيوة بن شريح، وغيرهم.
قال ابن سعد، والعجلي، وأبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أحمد: لم يسمع من الزهري شيئاً. وقال أبو حاتم: يزيد عن عقبة بن عامر مرسل.
قال ابن حجر: ثقة فقيه. وكان يرسل.
انظر جامع التحصيل (372)، تهذيب الكمال 32/105، التقريب (7701).
• مَرْثَد بن عبدالله اليَزَني بفتح الياء والزاء، أبو الخير المصري (ت 90هـ).
روى عن أبي أيوب الأنصاري، وعقبة بن عامر، وزيد بن ثابت، وغيرهم.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وعبدالله بن هبيرة، وغيرهم.
وثقه ابن سعد، والدار قطني، والفسوي، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن يونس: كان مفتي أهل مصر في زمانه، وكان عبد العزيز بن مروان يحضره فيجلسه للفتيا. وقال ابن معين: كان عند أهل مصر مثل علقمة عند أهل الكوفة.
قال ابن حجر: ثقة فقيه.
انظر تهذيب الكمال 27/356، التهذيب 10/81، التقريب (6547).
• أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد بن كليب الأنصاري (ت 50هـ).
من كبار الصحابة، شهد بدراً، ونـزل النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة عليه حتى بنى بيوته، توفي في غزوة القسطنطينية زمن معاوية، ودفن هناك رضي الله عنه.
انظر الاستيعاب 3/159، السير 2/402، الإصابة3/56.
• عقبة بن عامر الجهني، أبو حماد، وقيل غير ذلك في كنيته (ت 60هـ تقريباً).
صحابي جليل، ولي مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيها فاضلاً.
انظر الاستيعاب 8/100، السير 2/467، الإصابة 7/21.
• حَيْـوَة بن شَُريح بن صفوان التُّجِيبي، أبو زرعة المصري (ت 158هـ).
روى عن يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن عجلان، وعطاء بن دينار، وغيرهم.
روى عنه ابن المبارك، وابن وهب، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وغيرهم.
ثقة ثبت فقية زاهد.
انظر تهذيب الكمال 7/478، التهذيب 3/69، التقريب (1600).
• عبد الله بن لهيعة، بفتح اللام، وكسر الهاء، ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري القاضي (ت 174).
اختلف فيه اختلافاً كبيراً، فمنهم من وثقه مطلقاً، ومنهم من ضعفه مطلقاً، ومنهم من صحح روايته قبل احتراق كتبه، ومنهم من خص رواية العبادلة عنه بالصحة. وغير ذلك.
قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق خلط بعد احتراق كتبه.
وقد بحث حاله بحثاً مطولاً فضيلة شيخنا أ.د. أحمد معبد في تعليقه على النفح الشذي, جمع فيه جميع الأقوال وقارن بينها، وخلص إلى أنه ضعيف مطلقاً، وازداد ضعفه بعد احتراق كتبه، وأن رواية العبادلة ومن في حكمهم أقل ضعفاً، ولكنها لا ترقى إلى الحسن.
وأوضح أن هذا هو رأي الحافظ الذهبي، وابن حجر أحياناً.
انظر النفح الشذي 2/794 - 863، السير 8/11، التهذيب 5/373.
• أسلم بن يزيد،أبو عمران التجيبي، المصري، من الثالثة.
ثقة، متفق على توثيقه.
انظر تهذيب الكمال 2/528، التهذيب 1/265، التقريب (404).
تخريج الحديث:
روى هذا الحديث يزيد بن أبي حبيب، واختلف عليه، وعلى أكثر الرواة:
أولاً: رواه محمد بن إسحاق، واختلف على أحد الرواة عنه:
1- فرواه عدد من الثقات، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي أيوب، مرفوعاً(لا تزال أمتي على الفطرة، مالم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم)).
2- ورواه إبراهيم بن سعد، واختلف عليه:
أ- فرواه ابنه يعقوب،عنه، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي أيوب، مرفوعاً.
ب- وروي عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي أيوب، موقوفاً.
ج- وروي عن إبراهيم بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب، موقوفاً.
وتابع إبراهيم عليه: عبد الحميد بن جعفر، في أحد الأوجه عنه، كما سيأتي.
ثانياً: ورواه حيوة بن شريح، واختلف عليه:
1- فرواه عبد الله بن يزيد، وابن المبارك، عن حيوة، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال(كنا نصلي المغرب حين تجب الشمس، نبادر بها طلوع النجوم)).
2- وروي عن حيوة بن شريح، عن يزيد، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب، قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادروا بصلاة الغرب طلوع النجوم)).
ثالثـاً: ورواه ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم)).
رابعـاً: ورواه عبد الحميد بن جعفر، واختلف عليه:
1- فرواه عبد الله بن موسى، عن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم)).
وتابع عبد الحميد على هذا الوجه: ابن لهيعة، كما تقدم.
2- وروي عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، موقوفاً.
وتابع عبد الحميد على هذا الوجه: إبراهيم بن سعد - في أحد الأوجه عنه - كما تقدم.
خامساً: ورواه ابن أبي ذئب واختلف عليه:
1- فرواه حماد بن خالد، وأبو عامر العقدي، وابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، مرفوعاً(صلوا المغرب لفطر الصائم وبادروا طلوع النجم)).
2- ورواه معاوية بن هشام، عن ابن أبي ذئب، عن أبي حبيبة، أنه بلغه عن أبي أيوب.
3- ورواه شبابة بن سوار، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد، عمن أخبره، عن أبي أيوب، قال(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب لفطر الصائم مبادرة طلوع النجوم)).
وفيما يلي تفصيل ما تقدم:
أولاً: رواه محمد بن إسحاق، واختلف على أحد الرواة عنه:
1- فرواه عدد من الثقات، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي أيوب، مرفوعاً(لا تزال أمتي على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم)):
أخرجه أبو داود 1/291، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب، رقم 418، - ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 8/90، والبيهقي في الخلافيات (1/ق 137/أ) -. من طريق يزيد بن زريع.
وابن خزيمة 1/174، رقم 339، وأحمد 5/417 - ومن طريقه الحاكم 1/190 (وعنه البيهقي في الكبرى 1/370)، وابن الجوزي في التحقيق 1/282، رقم 325 -. عن إسماعيل بن علية.
وابن خزيمة 1/174، رقم 339، من طريق عبد الأعلى، وزياد بن عبدالله.
والحاكم 1/190 - وعنه البيهقي في الكبرى 1/370، وفي الخلافيات (1/ق 137/أ) - من طريق يزيد بن هارون.
وأحمد 5/417، و5/422، عن محمد بن أبي عدي.
والحكيم الترمذي في كتاب الصلاة ومقاصدها (180)، من طريق حماد بن خالد.
وتابع من تقدم: عمر بن حبيب- كما في علل الدارقطن/125-.
كما تابعهم إبراهيم بن سعد - في أحد الأوجه عنه - كما سيأتي.
كلهم عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب,به نحوه مرفوعاً.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
2- ورواه إبراهيم بن سعد، واختلف عليه:
أ- فرواه ابنه يعقوب، عنه، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد بن عبدالله، عن أبي أيوب، مرفوعاً:
أخرجه أحمد في المسند 4/147 - ومن طريقه ابن قطلوبغا في مسند عقبة بن عامر (ق 23/ب)[1]-.
والطبراني في الكبير 4/183، رقم 4083، من طريق أبي خيثمة: زهير بن حرب.
والدولابي في الكنى والأسماء 1/15، عن علي بن معبد بن نوح.
ثلاثتهم عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه: عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد، به.
وتابع إبراهيم على هذا الوجه عدد من الثقات، كما تقدم.
قلت: ويعقوب بن إبراهيم ثقة (التقريب 7811).
ب- وروي عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد بن عبدالله، عن أبي أيوب، موقوفاً:
ذكره الدار قطني في العلل 6/125، ولم أقف على من أخرجه.
ج- وروي عن إبراهيم بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب، موقوفاً:
ذكره الدار قطني في العلل 6/125، ولم أقف على من أخرجه.
وتابع إبراهيم على هذا الوجه عبدالحميد بن جعفر - في أحد وجهين عنه - كما سيأتي.
قلت: ولعل الوجه الأول أرجح هذه الأوجه عن إبراهيم؛ حيث رواه عنه ابنه وهو ثقة، كما تابعه عليه عدد من الثقات، في حين لم أقف على من رواه عنه في الوجهين الآخرين، ولم يذكر الدار قطني رواته في هذين الوجهين لنرى هل هما ثقات أم لا.
ثانياً: ورواه حيوة بن شريح، واختلف عليه:
1- فرواه عبدالله بن يزيد، وابن المبارك، عن حيوة، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال(كنا نصلي المغرب حين تجب الشمس، نبادر بها طلوع النجوم)):
أخرجه الطبراني في الكبير 4/176، رقم 4057، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 177). من طريق عبدالله بن يزيد المقريء.
والطبراني في الكبير 17/312، رقم 863، - ومن طريقه ابن قطلوبغا في مسند عقبة بن عامر (ق 43/ب) -. من طريق عبدالله بن المبارك.
كلاهما عن حيوة بن شريح، به.
وذكره الدار قطني في العلل 6/125، من رواية حيـوة به، مثله.
قلت: وعبدالله بن يزيد: ثقة. وابن المبارك: ثقة ثبت (التقريب 3713، 3570).
2- وروي عن حيوة بن شريح، عن يزيد، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب، قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادرو بصلاة المغرب طلوع النجوم)):
ذكره المصنف في هذه المسألة، مقروناً برواية ابن لهيعة، عن يزيد، به.
قلت: وهذا المتن إنما هو لرواية ابن لهيعة وحده، كما سيأتي، ولم أقف عليه من رواية حيوة بهذا المتن مرفوعاً، ولعل المصنف جمع بينهما لاتفاق معنى الحديث، ولأن رواية حيوة في حكم المرفوع، ولاشتراكهما في الإسناد، في مقابل رواية ابن إسحاق المتقدمة التي ذكرها، والمخالفة لهما في الإسناد والمتن.
ولعل الوجه الأول أرجح عن حيوة؛ حيث رواه عنه كذلك ثقتان، في حين لم أقف على من أخرجه عنه على الوجه الثاني، إضافة إلى أن الدار قطني قد فرق بين رواية ابن لهيعة وحيوة في الوجهين، وذكر رواية حيوة على الوجه الأول فقط، كما تقدم. والله أعلم.
ثالثاً: ورواه ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم)):
أخرجه الدار قطني 1/260، رقم 13، من طريق معلى بن منصور.
وأحمد 5/415 – ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق 1/282، رقم 325 -، ورواه الشاشي في مسنده 3/72، رقم 1129. من طريق قتيبة بن سعيد.
والروياني في مسنده 1/193، رقم 258، من طريق ابن وهب.
والطبراني في الكبير 4/176، رقم 4058، من طريق سعيد بن أبي مريم.
وابن عبدالحكم في فتوح مصر (177)، عن أبيه: عبدالله بن عبدالحكم.
كلهم عن ابن لهيعة، عن يزيد، به، نحوه مرفوعاً.
وتابع ابن لهيعة: عبدالحميد بن جعفر - في أحد وجهين عنه – كما سيأتي.
قلت: وابن لهيعة: ضعيف، كما تقدم في ترجمته.
رابعاً: ورواه عبدالحميد بن جعفر، واختلف عليه:
1- فرواه عبدالله بن موسى، عن عبدالحميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم(بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم)):
أخرجه الطبراني في الكبير 4/176، رقم 4059، من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبدالله بن موسى التيمي، عن عبد الحميد بن جعفر، به نحوه[2].
وتابع عبدالحميد على هذا الوجه ابن لهيعة، كما تقدم.
قلت: وعبدالله بن موسى: صدوق كثير الخطأ (التقريب 3645).
وعبدالحميد بن جعفر: صدوق ربما وهم (التقريب 3756).
2- وروي عن عبدالحميد بن جعفر، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، موقوفاً:
ذكره الدار قطني في العلل 6/125، ولم أقف على من أخرجه.
وتابع عبدالحميد على هذا الوجه: إبراهيم بن سعد - في أحد الأوجه عنه - كما تقدم.
قلت: والوجه الأول من رواية عبدالله بن موسى، وهو كثير الخطأ، ومتابعة ابن لهيعة لعبدالحميد على هذا الوجه لا تفيده كثيراً، وذلك لضعف ابن لهيعة.
وأما الوجه الثاني فلم أقف على من أخرجه، وعليه فلا أستطيع الجزم بأي الوجهين أرجح.
إلا أنه يمكن أن يقال: إن جزم الدار قطني بالوجه الثاني يدل على ثبوته عنده، وعليه فيحتمل أن يكون أرجح من الأول، إلا أني متوقف في ذلك.
خامساً: ورواه ابن أبي ذئب واختلف عليه:
1- فرواه حماد بن خالد، وأبو عامر العقدي، وابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، مرفوعاً(صلوا المغرب لفطر الصائم، وبادروا طلوع النجم)).
أخرجه أحمد 5/421، عن حماد بن خالد، به.
وتوبع حماد بن خالد: تابعه أبو عامر العقدي، ومحمد بن أبي فديك:
ذكره الدار قطني في العلل 6/125، ولم أقف على من أخرجه.
قلت: وحماد بن خالد، وأبو عامر ثقتان (التقريب 1496، 4199).
ومحمد بن أبي فديك: صدوق (التقريب 5736)، ولكنه من أروى الناس عن ابن أبي ذئب (تاريخ ابن معين 2/505).
وأما ابن أبي ذئب: محمد بن عبدالرحمن: فثقة فقيه فاضل (التقريب 6082).
2- ورواه معاوية بن هشام، عن ابن أبي ذئب، عن أبي حبيبة، أنه بلغه عن أبي أيوب الأنصاري، نحو المتن السابق:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/329، عن معاوية، به.
وذكره الدار قطني في العلل 6/126، من رواية معاوية، به.
قلت: ومعاوية بن هشام: صدوق له أوهام (التقريب 6771).
3- ورواه شبابة بن سوار، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد، عمن أخبره، عن أبي أيوب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب لفطر الصائم مبادرة طلوع النجوم.
ذكره الدارقطني في العلل6/125، ولم أقف على من أخرجه.
قلت: وشَبَابة بن سَوَّار: ثقة حافظ (التقريب 2733).
ولعل الوجه الأول أرجح هذه الأوجه عن ابن أبي ذئب؛ حيث رواه ثقتان، وصدوق من أثبت الناس في ابن أبي ذئب، في حين لم أجد من تابع رواته في الوجهين الباقيين.
النظر في المسألة:
مما تقدم يتضح أنه اختلف على يزيد بن أبي حبيب، وعلى من دونه في الإسناد والمتن، وخلاصة ما تقدم من الاختلاف عليه ما يلي:
1- رواه محمد بن إسحاق - في الراجح عنه -، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبدالله، عن أبي أيوب، مرفوعاً(لا تزال أمتي على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم)).
2- ورواه ابن إسحاق - في وجه مرجوح عنه -، عن يزيد، عن مرثد بن عبدالله، عن أبي أيوب، نحوه، موقوفاً.
3- ورواه إبراهيم بن سعد - في وجه مرجوح عنه -، وعبدالحميد بن جعفر - في وجه محتمل عنه -، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، نحوه، موقوفاً.
4- ورواه حيـوة بن شريح - في الراجح عنه -، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال(كنا نصلي المغرب حين تجب الشمس، نبادر بها طلوع النجوم)).
5- ورواه حيـوة بن شريح، وعبدالحميد بن جعفر - في وجه مرجوح عنهما -، وابن لهيعة، عن يزيد,عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب، مرفوعاً(بادروا بصلاة الغرب طلوع النجوم)).
6- ورواه ابن أبي ذئب - في الراجح عنه -، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، مرفوعاً(صلوا المغرب لفطر الصائم، وبادروا طلوع النجم)).
7- ورواه ابن أبي ذئب - في وجه مرجوح عنه -، عن يزيد، عمن أخبره، عن أبي أيوب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب لفطر الصائم مبادرة طلوع النجوم.
وأقوى هذه الأوجه: الوجهان الرابع والسادس، وهما:
• رواية حيـوة بن شريح - في الراجح عنه -، عن يزيد، عن أسلم، عن أبي أيوب، قال: كنا نصلي المغرب حين تجب الشمس، نبادر بها طلوع النجوم.
• ورواية ابن أبي ذئب - في الراجح عنه -، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، مرفوعاً(صلوا المغرب لفطر الصائم، وبادروا طلوع النجم)).
وحيـوة، وابن أبي ذئب كلاهما ثقة,كما تقدم، ولعل الوجهين محفوظان عن يزيد.
ويمكن الجمع بينهما بأن الرجل المبهم في رواية ابن أبي ذئب هو أسلم.
وأما الاختلاف في الرفع والوقف، فلعل أبا أيوب كان يرويه مرة مرفوعاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم ومرة من فعلهم زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعارض بينهما، والله أعلم.
وأما بقية الأوجه فلا تخلو من مقال؛ فإما أن تكون أوجهاً مرجوحة عن أصحابها، أو أن رواتها أدنى حالاً من حيـوة وابن أبي ذئب، كما تقدم مفصلاً أثناء التخريج، والله أعلم.
وقد ذكر ابن أبي حاتم أن أبا زرعة سئل عن رواية ابن إسحاق في الوجه الأول، ورواية حيـوة، وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران التجيبي، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم)).
فقال أبو زرعة: حديث حيـوة أصح.
قلت: وترجيحه لحديث حيـوة، من حديث الإسناد صحيح؛ حيث تقدم أن روايته أحد وجهين راجحين عن يزيد.
ولكن يستدرك عليه أن رواية حيـوة ليست بهذا المتن، وأن هذا المتن إنما هو من رواية ابن لهيعة لوحده، كما تقدم التنبيه عليه، والله أعلم.
والحديث من الوجه الراجح الأول إسناده صحيح؛ كما تقدم في دراسته، وله شواهد كثيرة على استحباب التعجيل بصلاة المغرب.
قال ابن المنذر: وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن التعجيل بصلاة المغرب أفضل، وكذلك نقول. (الأوسط 2/369). والله أعلم.
المصدر: كتاب "علل الحديث"، للإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
[1] لم يذكر الطبراني متن الحديث، ولكنه أحال على رواية ابن لهيعة السابقة، فقال: عن أسلم أنه سمع أبا أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
[2] وقع في مسند عقبة: عن يعقوب، عن ابن إسحاق، بدون ذكر أبي يعقوب، ولعله خطأ من الناسخ
jprdr jovd[ lsHgm ( gh j.hg Hljd ugn hgt'vm )
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
06-24-2019, 02:55 PM
|
#2
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
سلمت أناملك على جمال طرحك
الله يعطيك العاافيه
لك جنائن الورد وأصدق الود
ربي مايحرمنا من روعة ابداعك
دام عطائك ياذوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-24-2019, 09:29 PM
|
#3
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-24-2019, 10:17 PM
|
#4
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
جزاك الله جناته
وجعله في ميزان حسناتك
لا خلا ولا عدم
../
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-25-2019, 03:27 PM
|
#5
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-25-2019, 03:36 PM
|
#6
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-25-2019, 05:33 PM
|
#7
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-26-2019, 01:01 AM
|
#8
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
طرح قيم جزاك الله خير
يعطيك العافية على ماقدمت
لقلبك السعادة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-26-2019, 01:15 AM
|
#9
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
*,
جَزَآك الله خَيْر جَزآء..’
وأسْعَدَك الله فِي ....الدآرَيْن ..,
,’
دُمْت بِحِفْظِ البَآرئ
* *,
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-26-2019, 07:53 PM
|
#10
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( لا تزال أمتي على الفطرة )
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:44 PM
| | | | | | | | | |