لا تتخوف فلن أدس لك شيء حتى تنتهي - على الأقل - من قراءة الموضوع مع ان ما تعرفه انت عن السموم يربو أضعافا عما يعرفه غيرك وعما ورد في الكتب أيضاً .
انك ايه الانسان مجمع نموذجي يحتوي على عدد مذهل من أنواعها : في المعده والمخ والأمعاء والكلام والنظر والشرايين والأظافر وأهداب العيون والأنفاس ومسام الجلد والابتسامه الجذابه بالغة النقاء .
والسم هو العامل الذي يحدث بتأثيره الكيميائي أو العضوي ضرراً وقد يكون مميتا اذا تسلل الجسم او دون تسلل .
فله تركيبات عديده ومنها تركيبت السيانيد أو
- السيانور -والذي ترى اثره في قصص انتحار عملاء المخابرات والتجسس وكبار القادة في ظروف الانهيار النفسي الشديد بعد الهزيمة المروعه - الجملة الاخيرة تلتقي بما يدور في ذهنك عن نهايات أدولف هتلر أو عبدالحكيم عامر - وآخرين سوف يضيق بهم سرادق الاحتفاء الوقتي خلال هذه السطور !!!
ثم السموم الأكثر انتشاراً وهي التي تقوم بتركيبها الطبيعة وقد يتدخل الانسان في تهذيبها أو أعدادها بشكل إنساني لائق ، انها السموم العضوية التي توجد في بعض النباتات وكلها تحتوي على مادة الاتروبين التي تدس في اغلب حالات التسمم مخلوقة بالعجوة او الحلوى او القهوة او الشاي ، ثم هناك
سموم كثيره مماثله من السموم العضوية .
ثم السموم الاجتماعية التي تتسرب الى الذوق من المشاهد العارية في الكتب والأفلام
ونظرت العيون البريئة تمهيدا لموقف مدهش ومثير للحرج إذا ما كان أفراد أسرتك يشاركونك المشاهدة .
ومقالات نقاد الأدب حين يفتعلون رؤى لا يتحملها النص الأدبي الهزيل .
والنظرة الحاقدة من حاسد اذا حسد .
والتماع عيون الكلاب داخل كياننا الإنساني حين نسعى خلف أنثى .
ودفقة فحيح ثعبان الحداثة الأدبية في خرائب أشعار وقصص متهالكة .
وما تفرزه بكتيريا مستنقعات الوخم والكسل والتناوم تحت ظل عدم الحاجة إلى العمل .
وما نفثته ألسنة من لا علم لهم حين يجدون أنفسهم في مواقع أهل العلم .
والرذاذ المتبخر في أجواء النميمة والوشاية ضد أناس قد لا تكون لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم أو الاحتماء منها .
وحركة النقود على مائدة الميسر ذهاباً وإياباً ودوراناً ملتمعاً بالغ الدناءة في عيون الكاسب أو الخاسر وتحريك الأذهان بعيداً عن زوايا مداهمة الخطر .
وجراح المحبين حينما يستعصي عليهم السلوان
-صبراً أو عجزاً .
وبؤس امرأة تفقد الطريق إلى تراحم أبنائها .
والبيانات أو التصريحات الرسمية التي تصوغ الوقائع عسفاً لصالحها دون اهتمام بأن الأمة كلها تعرف الحقائق الواضحة .
وتفسير حوادث التاريخ لحساب أفراد أو أنظمة تهيمن على كتب التاريخ .
وأعشاب النفاق الخضراء الجميلة التي لا تلبث ان تنمو أشجاراً يزحف على أغصانها زعيق حناجر المغنين المغنيات يتراقصون في التواء حول جثمان الفضيلة المخدرة على المسارح المتلألئة .
وحصار المقاعد المذهبة ذات الهياكل براقة الطلاء لتحول بين الجسد ومتعة الاسترخاء الفطري المفتقد!!!
وأهمال مصححي صفحات الجرائد والمجلات للعناوين الغليظة وقد وقع الفاعل في حفرة النصب والمفعول به في سماء الرفع والحال في ضائقة الضم !!!!
فإذا أضفنا إلى ذلك هذا الوجه المبتسم الجميل ،
الذي يبدي أعجابه بك في حرج ودلال .
ليهمس :
يا سم ، فإن السم هناك يخرج عن دائرة ما نسعى إليه ، ويصبح للمعنى أمر آخر يتسامى بنا
إلى دوائر من التعبير المجازي الذي يشع سعادة بعيداً عن علوم السموم والطب الشرعي والسياسي والأخلاق أيضاً .