سكن البشر
بورما أو
ميانمار منذ 15000 سنة على الأقل، فقد تم اكتشاف آثار العصر البرونزي في نيانجان، وقد انتقل شعب بيو إلى شمال
بورما وأسسوا 18 ولاية، بما في ذلك سري كيسترا، وبيناكا، وهالينجاي، وكانت المدينة الرئيسية هي سري كيسترا مركز الطاقة في المنطقة من (90-656) م، وذلك في القرن الأول قبل الميلاد، ثم -بعد القرن السابع- تم استبدالها بمدينة منافسة ربما هالينجاي، ودمرت هذه العاصمة الجديدة من قبل المملكة نانزهاو في منتصف عام 800، وبذلك انتهت فترة بيو.
وقد امتدت إمبراطورية الخمير في أنغكور وبلغت قوتها حد إجبار شعب مون من تايلاند إلى الذهاب غربًا لميانمار، وأنشأوا ممالك في جنوب
ميانمار بما في ذلك ثاتون وبيغو في حوالي القرن السادس - القرن الثامن.
في عام 1527 تم توحيد
ميانمار مرة أخرى تحت حكم تونغو الذي حكم وسط
ميانمار من عام 1486 إلى عام 1599 ، غير أن تونغو حاول احتلال مزيد من الأراضي حتى خسر تحكمه في العديد من المناطق المجاورة، وانهارت الولاية كليًا في عام 1752، وجزئيًا بتحريض من المسؤولين الاستعماريين الفرنسيين.
كانت الفترة ما بين 1759-1824 تمثل
ميانمار في قمة قوتها، فقد استطاعت التوغل بواسطة مملكة كونباونغ تايلاند، في أجزاء من جنوب الصين ، وكذلك مانيبور ، وأراكان ، وآسام ، والهند، وهذا التوغل في الهند جلب انتباه بريطانيا غير المرحب به.
لذا قامت الحرب الأنجلو بورمية الأولى في عام (1824-1826)، والتي تعاونت فيها إنجلترا مع سيام لإلحاق الهزيمة بميانمار، وبالفعل خسرت
ميانمار بعضًا من غزواتها الأخيرة، ولكنها لم يصبها ضرر في الأساس، ومع ذلك لم تتوقف أطماع بريطانيا التي سرعان ما بدأت في استغلال موارد
ميانمار الغنية، وشرعوا في الحرب الأنجلو بورمية الثانية في عام 1852، وفيها سيطر البريطانيون على جنوب
بورما في ذلك الوقت، ثم أضافوا بقية البلاد إلى مجالها الهندي بعد الحرب الأنجلو الثالثة في عام 1885.
أدى الاستعمار البريطاني إلى سرقة خيرات
ميانمار، فبرغم إنتاج الأخيرة الكثير من الثروة، إلا أن كل الفوائد تقريبا ذهبت إلى المسؤولين البريطانيين وأفراد أسرهم من الهند، والشعب البورمي حصل على فائدة ضئيلة، وأدى ذلك إلى نمو أعمال اللصوصية والاحتجاجات والتمرد.
وقد رد البريطانيون على استياء البورميين بأسلوب ثقيل في وقت لاحق ردده الديكتاتوريون العسكريون الأصليون، وفي عام 1938 قتلت الشرطة البريطانية طالبًا في جامعة رانغون خلال مظاهرة، كما أطلق الجنود النار على احتجاج يقوده راهب في ماندالاي مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، وقد تحالف البورميون مع اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وحصلت
بورما أو
ميانمار الآن على استقلالها عن بريطانيا عام 1948.
حكومة ميانمار :
يعتبر ثين سين هو رئيس
ميانمار الحالي والذي تم انتخابه كأول رئيس مدني غير مؤقت لميانمار منذ 49 عامًا، أما المجلس التشريعي للبلاد فله مجلسين، المجلس التشريعي والذي يتكون من 224 مقعدًا، و مجلس النواب الذي يتكون من 440 مقعدًا، وعلى الرغم من أن الجيش لم يعد يدير
ميانمار بشكل مباشر، إلا أنه استمر في تعيين عددًا كبيرًا من المشرعين (حوالي 56 من أعضاء مجلس الشيوخ ، و 110 من أعضاء مجلس النواب المعينين عسكريًا)، وينتخب الشعب الأعضاء الباقية من المجلسين.
يذكر أن أونغ سان سوو كيي قد فازت في انتخابات رئاسية ديمقراطية فاشلة في ديسمبر عام 1990، ثم تم الاحتفاظ بها قيد الإقامة الجبرية في معظم العقدين التاليين، وأصبحت الآن عضوة في بييتو هلوتاو ممثلة لشركة كوهمو.
سكان ميانمار :
يبلغ عدد سكان
ميانمار حوالي 55.5 مليون نسمة تقريبًا، وتعتبر
ميانمار هي المصدرة لكل من العمال المهاجرين (عدة ملايين في تايلاند وحدها)، واللاجئين، ويصل مجموع اللاجئين البورميين إلى أكثر من 300 ألف شخص في تايلاند والهند وبنغلاديش وماليزيا، كما تعترف حكومة
ميانمار رسميًا بـ 135 مجموعة عرقية.
اللغة الرسمية في ميانمار :
اللغة البورمية هي لغة
ميانمار الرسمية ، وهي عبارة عن لغة صينية تبتية، وتعتبر اللغة الأصلية لأكثر من نصف سكان البلاد، كما تعترف الحكومة رسميًا بعدة لغات للأقليات التي تسود في ولايات
ميانمار المتمتعة بالحكم الذاتي وهي ولاية جينغفو ، ومون ، وكارين ، وشان.
الديانة في ميانمار :
تعد
ميانمار مجتمع بوذي في المقام الأول؛ إذ يبلغ عدد معتنقي البوذية حوالي 89 ٪ من عدد السكان، والحكومة لا تسيطر على الممارسة الدينية في
ميانمار، وهكذا تتواجد ديانات الأقليات علانية، بما في ذلك المسيحية (4 ٪ من السكان)، والإسلام (4 ٪)، والأرواحية 1%، ومجموعات صغيرة من الهندوس ، والطاويين، والماهايانيين البوذيين. معظم البورميين متدينون جدًا، ويعاملون الرهبان باحترام كبير.
الاقتصاد في ميانمار :
يعتمد اقتصاد
ميانمار أساسًا على الزراعة بنسبة 56٪ من الناتج المحلي الإجمالي، والخدمات بنسبة 35٪ ، والصناعة بنسبة ضئيلة تبلغ 8٪، وتشمل منتجات التصدير الأرز، والنفط، وخشب الساج البورمي، والياقوت، واليشم، وأيضًا 8 ٪ من مجموع المخدرات غير المشروعة في العالم، ومعظمها من الأفيون والميثامفيتامين، وتقديرات دخل الفرد لايمكن الاعتماد عليها، كما أن عملة
ميانمار هي كيات.
وقد كانت
ميانمار يومًا ما أغنى
دولة في جنوب شرق آسيا ، مغمورة بالياقوت ، والنفط ،