المحبة بين البشر تضمن سلامة المجتمعات ما المانع رغم كل ما نمر به في حياتنا الدنيا الصاخبة بمعتركاتها القاصمة على ظهورنا أن نبقي حبل الوئام بيننا قائما! الحياة في مفهموها الحقيقي زائلة ولا يتبقى منها إلا العمل الصالح وما ينفع الناس، دعونا نفكر ولو برهة من الزمان ونحارب قسوة ووحشة الزمان ونذكر أنفسننا بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله الواحد القهار خالق السموات والأرض بلا عمد، السيرة الطيبة كنز لا يفنى والموت آية كبرى لمن لا يتعظ، فحبل الوئام يجعل الشيء السيء يذوب كالجليد ويرجع أصحاب القلوب الضعيفة إلى نصابها والعقول المغيبة إلى رشدها. مقال يتحدث عن الوئام و المحبة بين البشر .
ظلمة القلوب تفسد المودة والمحبة بين البشر عيون البومات ترقبنا هنا وهناك وتتمنى سقوطنا في بئر من الأوحال، زبانية الشر يلتفون حولنا ويريدوا تركيعنا بأي وسيلة كانت، سكوتنا ورضوخنا وخوفنا هم وقود الهزيمة وتسليم أرواحنا إليهم بكل سهولة ممكنة يفعلون ما يروق لهم فينا، محبتنا واتحادنا هما بمثابة الشوكة في حلقهم، في الواقع الذي نعيشه لا يمنعهم عنا شيء فطعامهم هو طعام الأثيم، أكل الحرام أصبح الغاية والوسيلة الكبرى، ضاعت الرحمة في دروب الحياة وتطاول الصغير على الكبير، وأصبح الاحترام خارج القاموس الآدمي، ما الفائدة من مال لا يضر ولا ينفع ومن علم احتفظنا به داخل أسوار أجسادنا وتركنا الساحة كاملة للجهل يتبوء المكانة العليا، أرادوا دفننا أحياء على ظهر الحياة، أصبحت بيوتنا كالقبور لا يسمع ولا يقال ولا يدعو فيها أحد، جعلونا سجناء من تلقاء أنفسننا فلا داعي لبناء سجون جديدة فحيطان بيوتنا قامت بالواجب وزيادة عن ذلك، ماذا يعلم الأب لأبنائه ويصر عليه أهو الانكسار بذاته أم ماذا؟ في وقت تداعت علينا الأمم كما تداعى القرضة على قصعتها وجعلونا تحت مطرقة سندانهم، الخارج فطنوا لمحاربتنا بأيادي فاسدة من بلادنا وأصبحوا هم بعيدون ويفرجون علينا ونحن نسقط في حفر عميقة لم ولن نستطيع أن نقف مرة أخرى.
الحق سينتصر إذا تصافت القلوب راية الحق ثابتة وراسخة في الأرض مهما حاول المغرضون أينما كانوا إقتلاعها، فرياح الحق سوف تجعلهم صرعى يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال، البصيرة مفقودة والرغبة مسروقة والحلم يقاوم ليل الظلمات، والفجر طالع رغم ضبابية المكان وسواد المشهد أضنى نفوسنا وجعل الغضة في القلب تنادي من مكان سحيق.
الرجوع إلى الله يقوي حبل الوئام و المحبة بين البشر شدوا الهمم وثابروا وصابروا وتوكلوا على الحي الذي لا يموت، يوم القيامة تشهد علينا أيدينا وأرجلنا وعيوننا وآذاننا وألسنتنا والنفس الأمارة بالسوء ليس لها من مرد، إني لأذكر نفسي وأذكركم بالإيمان والتقوي وسائر الأعمال الحسنة، قد كان لنا في رسول الله صل الله عليه وسلم المثل الأعلى والأخلاق القدوة الحسنة في الإيثار وحب الناس والدعوة إلي الله ومقابلة السيئة بالحسنة ، والدعوة إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر علي المصائب والشدائد، واللين في الحديث وعدم اليأس في تحقيق النجاح وتثبت الحق ورفع الظلم وترك لنا سنته الشريفة دستور عملنا، لم يترك القرآن الكريم شيئا إلا أحصاه كتابا موقوتا صالح لجميع الأزمان وسائر العباد، دعونا نعمر قلوبنا بذكر الله ونتقرب إليه بالعبادات ونتمسك بقول الحق ولو علي أنفسننا ، قال تعالي: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا”.