هناك العديد من الصفات التي ذمها
الدين الإسلامي و نهى عنها ، و كان من بين هذه الصفات صفة
البخل و
الشح ، هذه الصفة التي ذكرت في العديد من المواضع في القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة .
الفرق بين البخل و الشح
– الإنسان البخيل هو ذلك الإنسان الذي يبخل على الجميع في حين أنه كريم على نفسه ، و بخله لا يظهر فقط في الأموال ، و إنما يظهر في كل جوانب حياته ، أما عن الإنسان الشحيح فهو ذلك الإنسان الذي يبخل على غيره و على نفسه ، حتى أنه لا يمنع ضرر و لا يعجل نفع .
– يعتبر
الشح من أعظم درجات
البخل ، ذلك الشخص الذي لايرق قلبه و لا تتهيج عواطفه ، و ينتظر ذلك الشخص الحياة المضنية و العذاب في الدنيا و الآخرة .
العسرة للبخيل
تحدث القرآن الكريم عن عاقبة البخيل في الدنيا و الآخرة ، فقيل أنه سوف يكون ميسر للعسرة ، و يعني هذا أن الله جل وعلى سوف يعسر عليه طريق الصلاح ، و أنه هالك في نار جهنم لا محالة ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ (11) ( سورة الليل ) .
البخل شر
البخل من بين الشرور التي ذكرت في القرآن الكريم ، و قد قيل أنه طوق يلتف حول عنق البخيل كلما منع العطاء كلما زاد ثقل هذا الطوق ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) ( سورة آل عمران ) .
عاقبة البخل
– شمل القرآن الكريم العديد من العقوبات التي تخص الدنيا و الآخرة ، فكان من بين هذه العقوبات المذكورة ما تعلق بالبخل ، فقد اقترن
البخل بالنفاق في العديد من الآيات ، و اعتمادا على هذا فقد تحدث القرآن عنهم عدة مرات ، و منها قوله تعالى وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) ( سورة التوبة ) .
– هذا فضلا عن أن من بين ما ذكر عن عاقبة
البخل و
الشح ، أن أصحابه أعد لهم عذاب مهين ، هذا فضلا عن الاذلال في الدنيا و الآخرة ، و ذلك اعتمادا على قوله جل وعلى الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37) ( سورة النساء ) .
البخل في السنة النبوية
– من بين المصادر التي توضح مدى كراهة هذه الصفة في
الدين الإسلامي ، ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر حين اقترن بعدد كبير من أكبر المذمومات ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ ، فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ .
– هذا فضلا عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال أن الجنة لا يدخلها بخيل و لا منان ، بالإضافة إلى أنها من مهلكات النفس حسب ما قاله صلى الله عليه وسلم ” ثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ وَثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ , فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ : فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ , وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ : فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ , وَإِفْشَاءُ السَّلامِ , وَالصَّلاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ : فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا , وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ , وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ , وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ : فَشُحٌّ مُطَاعٌ , وَهَوًى مُتَّبَعٌ , وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ
ششششكرا لمتابعتكم