الغيرة كما نعرفها كلنا هي ببساطة خليط من أفكار ومشاعر انعدام الأمن والخوف والقلق وحتى الحسد، لا داعي لتكرار التحذير من سلبياتها على الحياة الشخصية والأسرية؛ لكن لا بأس من التوسع في فهم ما تعنيه وما يمكن أن يبقيها في حدود الإيجابية؛ ما يحفز مشاعر الرضا.
الدكتور روبرت ليهي، أستاذ سريري لعلم النفس في جامعة ويل كورنويل الطبية، ومؤلف كتاب “تخلص من القلق واهزم الحزن، نشر في موقع “سايكولوجي توداي” بحثاً تناول هذه القضية التي تخرج أحيانا عن حدودها الإنسانية وتؤدي إلى هدم العلاقات الحميمة وحتى إلى الجرائم.
إيجابيات الغيرة
وتشدد الدراسة على أهمية الإقرار بأن الغيرة تقود للتفكير بالأمور السلبية دون التفكير بالنواحي الإيجابية.
فمن إيجابيات الغيرة أنها كعاطفة قد تعكس ارتفاع احترام الذات والقيم العالية التي تتمثل بالالتزام والزواج والحب والصدق والإخلاص. فعلاقة الاحترام والمحبة والثقة لا تعني أن أحد الطرفين يملك الآخر بل إنها علاقة تُبنى على حرية اختيار الشريك واتخاذ القرار للاستمرار معاً.
مشاعر الغيرة تختلف عن سلوكياتها
وتقول الدراسة أنه كما يوجد فرق شاسع بين الشعور بالغضب والتصرف بطريقة عدوانية، فهناك فرق بين الشعور بالغيرة والإجراءات المترتبة عليها.
ولذلك ينصح الكاتب المرأة بملاحظة سلوكها والتوقف عن كيل الاتهامات المتكررة لشريكها، مع الحرص على اختيار التعابير والتصرفات الهادئة، وأن تقنع نفسها بأن هذا الشعور الداخلي يجب السيطرة عليه.
الدراسة لا تعتبر مشاعر الغيرة والقلق بانها إشارة لوجود مشكلة، فهذه الأمور تسمى في علم النفس “التفكير العاطفي” الذي غالباً ما يكون وسيلة سيئة لاتخاذ قرارات مهمة في حياة الشخص.
ولذلك تنصح المرأة بالانتباه إلى أن طفولتها وما تعرضت له من تجارب مثل انفصال والديها بسبب خيانة أحدهما قد تؤجج شعورها بالغيرة؛ ما يستلزم منها فحص افتراضاتها حول العلاقة، والتيقن من أن الغيرة تُغذي وتؤجج بعض الأفكار غير الواقعية مثل علاقات الشريك السابقة والاعتقاد بأن عليه ألا يهتم بأي طرف آخر.
ويخلص الدكتور ليهي إلى التأكيد على ضرورة استخدام مهارات العلاقة الفعالة لتحارب المرأة الغيرة القاتلة بالامتناع عن السخرية والانتقاد، دون نسيان الثناء على الشريك إن قام ببعض الأمور الإيجابية وتطوير قائمة السلوكيات الممتعة التي تروق لكليهما.