ويتوهُ نَبْضُ الليلِ تَقْتُلُهُ الخُطى
وَسْطَ الظلامِ وحُرْقَةِ العَبراتِ
** لا ترحلى **
لا تَرْحَلى فغَدَاً يكونُ زمانُنا
وَرْداً وعطراً طيّبَ النَسَماتِ
لاتَرْحَلى فغداً يعودُ رَبيعُنـا
ونَظَلُ نَحْلُمُ بالربيعِ الآتـى
وسَتُورِقُ الأحلامُ فى بُستانِنا
ونَعيشُ أيامَ الهوى النَّضِراتِ
وغَدَاً يَفِيقُ الحبُّ مِنْ عَثْراتِهِ
وأعودُ أجمعُ فيكِ كُلَّ فُتاتى
وغَدَاً يَفيضُ الحبُّ بينَ جَوانِحى
وتَهِيجُ مِن نار الهوى خَفَقاتِى
تتصارعُ الأشواقُ بين ضلوعِنا
ويذوبُ قَلْبانا مع الناياتِ
وأعودُ أجعلُ من عيونِكِ مِرْفَأى
بعد الرَّحيلِ وغُرْبَةِ الخُطواتِ
** لا ترحلى **
اليومَ توصَدُ كُلُّ أبوابِ المُنى
وتموتُ فى قلبى الأمانىّ الجميلةْ
تتقاسمُ الأشباحُ قلبَ مدينتى
وتموتُ فى الأعماقِ أحلامى القليلةْ
وعلى جِدارِ الصَّمتِ تحْترِقُ الخُطى
وتَشُدّنى صَوْبَ الظلامِ خُطىً هَزِيلَةْ
** لا ترحلى **
لا تَرْحلى فالبدرُ عادَ مُجَدِّداً
عهْداً عليهِ مُبَدِّداً ذكرى رَحيلَهْ
لا ترحلى فالنَّجْمُ عادَ مُعانِقاً
جَوَّ السماءِ مُفَارِقاً ذِكْرَى أُفولَهْ
عودى يُعيدُ الحبُّ أزماناً مَضَتْ
فى الهَجْرِ فى قصصِ الفِراقِ المُسْتَحيلَةْ
تشدو لنا الأطيارُ تُعلِنُ حُبَّنا
ونُعالِجُ الجُرْحَ الأليمَ بألْفِ حيلَةْ
عودى لنُعْلِنَ للهوى أنَّا هُنا
بعدَ العناءِ ورحلةِ الجُرْحِ الطويلَةْ
فَغَداً تعودُ الشمْسُ تُشْرِقُ من جديدْ
وغداً يعودُ العيدُ يَصْحَبُ ألفَ عيدْ
وغداً نُعانقُ فى الهوى أحلامَنا
ودموعُنا طَيْفٌ تَوارَى من بَعيدْ
** لا ترحلى