كل منا يتخيل ويتمنى أن تكون نفسه ذات شفافية وروحانية تلامس بروحانيتها السماء الزرقاء ..
ونقرأ سوياً هذا الحديث الذي يصف نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه عبدالله بن الشخير
رضي الله عنه حين قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز المرجل من البكاء )
صحيح رواه أبو داود
وهذا التشبيه الغريب والعجيب من هذا الصحابي لما سمعه من صوت خير البشرية
يدل على مدى امتزاج هذه الروح الشفافة بكلام الله سبحانه وتعالى
وها هم أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي المقدمة منهم أبو بكر رضي الله عنه
إذ كانت عائشة رضي الله عنها تخشى أن يصلي فلا يسمع الناس من شدة خشيته
من الله العزيز الحكيم والبكاء الشديد الذي كان يصدر منه.
فعن أن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة رضي الله عنها: ( إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن غلبه البكاء فقال: مروا فليصل )
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: ( إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء ) متفق عليه
فإن دل ما سبق على شيء، فإنما يدل على الإيمان الصادق والتجرد من كل زخارف الدنيا
والانفراد بكلام الله ـ سبحانه وتعالى ـ بكل خشية وتضرع ..
فهنيئاً لكل من رزقه الله هذه الشفافية، والرقة في نفسه، وروحه.
شكراًلمتابعتكم