بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في الجزء السابع ، أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان يبكي كلما تذكر فتح تستر .
( ذكرها البخاري في صحيحه في كتاب :
صلاة الخوف ، تعليقا قبل حديث رقم : ٩٤٥ ، وذكرها ابن أبي شيبة في المصنف ٣٠٨/١٨ ، وذكرها ابن سعد في الطبقات : ٣٣٣/٥ ) .
تلك المدينة الفارسية الحصينة التي حاصرها المسلمون سنة ونصف ، ثم سقطت في أيدي المسلمين، وتحقق لهم فتحاً مبيناً ، وكان من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون .
إذاً ،، لماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تستر ؟!
لماذا يبكي والمسلمون قد انتصروا انتصارا عظيما ؟!
لقد تم فتح باب حصن تستر قبل
صلاة الفجر بساعات ، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن، ودارتْ معركة عظيمة بين ثلاثين ألف مسلم ، ومائة وخمسين ألف فارسي ، وكان قتالاً شرسا ، وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم ،،
ولكن في النهاية – بفضل الله - كتب الله النصر للمؤمنين ، وانتصروا على عدوهم انتصاراً باهراً، وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس ،،
وأدرك المسلمون أن
صلاة الصبح قد ضاعت في ذلك اليوم الرهيب ،،
لم يستطع المسلمون في داخل هذه الأزمة الطاحنة والسيوف على رقابهم أن يصلوا الصبح في موعده ،،
ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع
صلاة الصبح مرة واحدة في حياته ، يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين معذور، وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الإسلام مشغول بالجهاد لكن الذي ضاع شيء عظيم ،،،
يقول أنس رضي الله عنه : وما تستر ؟! لقد ضاعت مني
صلاة الصبح، ما وددت أن لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة !!
هنا ندرك لماذا كان ينتصر هؤلاء ،،،،
هنا نعلم كيف كانوا يعظمون الصلاة ،،،،
فما هو قدر
صلاة الفجر فى حياتنا نحن ؟
الصحابة رضوان الله عليهم ضحوا بحياتهم فى سبيل الله ، فهل نستطيع أن نضحي بلذة النوم من أجل
صلاة الفجر ؟ .
إذا لم نستطع فأي نصر نأمل ؟!
من يشاهد المساجد في
صلاة الفجر ، يدرك حجم المصيبة التي يمر فيها الكثير من المسلمين ، ويدرك حجم الخطر القادم علينا !!
هذه الصلاة العظيمة التي سنتها خير من الدنيا ومافيها ، فكيف بها هي إذن ؟!
قال ﷺ كما عند مسلم من حديث عائشة : ركعتا
الفجر خير من الدنيا وما فيها .
ألم يقل النبي ﷺ. كما في صحيح مسلم : من صلى الصبح فهو في ذمة الله ؟
ألم يقل ﷺ كما في صحيح مسلم : لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ؟
ألم يقل ﷺ كما في الحديث المتفق عليه : من صلى البردين دخل الجنة ؟
ألم يأنِ لنا أن نعود إلى ربنا ، ونعاهده على المحافظة على هذه الشعيرة ؟
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
وصلى الله وبارك على نبينا محمد .