مدخل :
لا تكره لأقصى حد ولا تحب لأقصى حد أيضا..
فلاتعلم متى سيتحول أحدهما للآخر .!!
في الصباح الباكر ..
وفي منزلين تقطنه صديقتان حميمتان ..
يفصل بينهما
سياج أبيض صغير ..
بدأ الاستعداد اليومي للمدرسة
وحيث ركن الباص الأصفر كالمعتاد في زاوية الطريق..
تجمع الأطفال ليركبوا وفيه ..
وخلال التوديع اليومي للأمهات لأطفالهن .. بالقبل والتلويح
تلتقي أم ليلى مع جارتها أم ابراهيم ..
لتودعا طفليهما .. ولتولحان لهما بالوداع حتى ينطلقوا للمدرسة ويعودا في الظهيرة ..
وعندما ركبت ليلى الباص ..
حتى بدأت مضايقات ابراهيم لها ..
تارة يخبرها بأن رائحتها كريهة ..
وتارة يخبرها بأنها صهباء .. ولون شعرها أعمى عينه ..
وتارة يتسائل عن فائدة التقويم فهي بشعة ..
حتى بلغ السيل زباة ..
فقامت ليلى وانتقمت لنفسها فعضت ذلك الوغد السمين
الذي بدأ بالبكاء والنحيب
وتصرخ قائلة هل عرفت فائدة التقويم يا صاحب البثور
حتى توقف الباص عند المدرسة وأرسلهم سائق الباص للناظرة
فلقد سئم عراكهم الدائم ..
وكأنهم ليسوا بجيران ..
وفي غرفة الناظرة :
ليلى تخبر الناظره ماجرى وهي تبكي بحرقة ..
وابراهيم وفي حاجبه 4 غرز يبكي ويقول بأنها كاذبه ..
فسئمت الناظره هذة الاسطوانه اليومية ..
ولكن اليوم الوضع مختلف فهنالك إصابات وغرز ..
وهي لن تسمح لهم بالمكوث في مدرستها ..
فاتصلت بأهاليهم لتخبرهم بأنها ستنقل ابنيهما لمدارس داخلية ..
فلقد سئمت العراك الدائم ..
وسئمت تبرير والدتيهما ..
ففنقولهم نقلا تأديبا لمدارس العاصمة ...
ومرت السنوات ..
فلا عطلات ليلى توافق عطلات ابراهيم أو العكس
فلم يشاهدا بعضيهما طيلة عشرة أعوام ..
أنهى خلالهما كلا منها المتوسطه والثانوية وشارفا على إنهاء الجامعة ..
حتى أتى ذلك اليوم الذي زاد بليلى شوقها لأمها
فخرجت تتمشى قليلا في المدينه مع صديقتها ..
ودخلت المطعم
والشوق قد بلغ مبلغا شديدا ..
وما إن جلست حتى بدأت قطرات الدموع بالانهمار قليلا ..
لتخفف وجعا يسكنها ...
فسرحت قليلا لتشاهد ذلك الشاب الوسيم ..أمامها
فأطالت النظر فيه قليلا ..
فأخبرت صديقتها بأن لديه ندبة كابن الجيران السمين وأخبرتها حكايته مع عدوها اللدود ابراهيم
وكيف فصلوها بسبب عراكهما وبدأت بالضحك ...
في كل هذه الأثناء بدأ الشاب بملاحظة من تمحصت النظر فيه ..
وتسائل من سيبكي مثل هذة الفتاة الفاتنه ..
ذات الوجه الملائكي ...
والشعر الأشقر ..الجميل ..
فأطال النظر هو فيها بدورة أيضا ..
وثم خرجوا جميعا من المطعم ...
وأتت عطلة منتصف العام الدراسي ...
وبدأ توضيب الحقائب .. وعلب الشوق للأهل .. والمنزل .. والحي .
فانطلقت ليلى بالتاكسي لمحطة القطار ..
حتى وصلت هنالك .. وشاهدت الرجل الوسيم من المطعم . فهي لم تنساه ..
فهو ذو ملامح لا تنسى ..
وهو أيضا تذكر تلك الفتاة الباكية ..
وكيف هي فرحة الآن ..
وجلسا كلا منهما في مقعدة يسترق النظر على الأخر : هل سيأتي رجل معها . ؟ أم ستأتي فتاة معه !
بدأ الفضول يدب في قلبيهما قليلا ...
حتى وصلا لمحطة مدينتهما .. فإذ هما بنفس المدينة ..فأتجهو لمحطة الباص ..
ليرتحلوا على باص واحد أيضا ..
فبدأ كلا منهما يتسائل عن الأخر هل هو يلاحقني . ؟ أم هل سيخبرني شيئا !
لماذا كل هذه الابتسامات المتبادلة ..
وهو يتسائل من الذي تخبره بأنها على وصول .؟؟
وهي تتسائل مثله من التي يخبرها بأنه على متن الباص قبيل الحي ..!
هل هما سكان في حي واحد ؟؟
حتى وصلوا لزاوية الحي وإذ بهما في نفس الحي أيضا .,,
وحالما نزلا من الباص :
حتى شاهدا أم ابراهيم وأم ليلى ..
فأحتضنت ليلى بشوق أمها ... وصديقة أمها أيضا ..
وتخبرها بأنها اشتاقت لهما كثيرا ..
ولكن حالما التفتت ورائها حتى شاهدت ذلك الوسيم يقبل أم ابراهيم ويقول لها أمي اشتقت إليكي
وهي مشدوهه !!
ويلقى التحية على جارته أيضا ..
فقالت له : هل أنت ابراهيم .!
فقال : إذا أنتي ليلى !!
فصرخت بوجهة : هل تعتقد بأنك ستثير إعجابي إن كنت خلووقا طوال الرحلة !.؟
فصاح قائلا : ولكنني لم أعرف أن الصهباء أصبحت شقراء !!
فردت عليه : ولم تعرف ذلك الفك الذي أصاب حاجبك بندبة قبيحة تزين وجهك القبيح !
فأردف قائلا : لا بل عرفت ذلك الفم الكريه المليئ بالأسلاك والحديد !!
فقالت أم ابراهيم : كفاكما يا ابنائي ! فأنتم لم تشاهدا بعضيكما منذ سنوات ! فلا تفسدا فرحتنا بقدومكم !!
فجرّت ليلى حقائبها مسرعة للبيت وهي تقول : متعجرف غبي ! يعتقد بأن وجهه اختلف من بعد البثور
فحمل ابراهيم أمتعته وهم مسرعا للبيت قائلا : إنني أسمع ما تقولين يا صهباء فلا يفصل بيننا سوى هذا السياج الذي أتمنى أن يكون خراسنيا ذات بيوم لكي لا أشاهدكي ..!
ثم صعدت ليلى لحجرتها ..
واستلقت على سريرها لتريح جسدها بعد عناء الرحلة ..
وهي تتأفف ..( كم أكرهه الغبي .. كان ولازال قبيح جدا ..لا ليس جدا قليلا فقط .. اففففف أسخر ممن أنه اصبح وسيم ثم ابتسمت تتذكر ايام شجارهما حتى دخلت عليها أمها وبدأ بالضحك قليلا )
وفي البيت المجاور ما ان دخل ابراهيم منزله حتى استلقى على الأريكة ..
ثم بدأ يلعب بالكرة بيدة .. تارة يضربها بالحائط وتارة يتناولها بكلتا يدية بالتناوب ..
ثم بدأ يهمهم .. تبا لي كيف لم أعرف تلك الصهباء ..المتعجرفة ! كيف أعرفها وقد أصبحت امرأة ناضجة جميلة ! انها حقا فاتنه !
ومضى اليوم الأول بسلام ..
وفي صباح اليوم التالي خرجت ليلى لأحضار الجريدة لوالدتها من صندوق البريد ..
حتى تجد ابراهيم يهم بالخروج مرتديا لبس رياضيا .,,
فالقى نظرة خاطفة عليها .. وابتسم ببرود فصاحت بوجهه قائلة : ستبقى سمين لو ركضت حول الكرة الأرضية كلها !!
فضحك ابراهيم وانطلق يركض ..
وعلى هذة الحال مرة يتقابلان بالصدفة عن محل الخضار .. ومرة عند مداخل بيتهما ..
حتى حفظ كل منهما تحركات الأخر ..
حتى مرة أربعة أيام لم ترى ليلى فيها ابراهيم يجري حول الحي كعادته .!
فدب القلق يرتابها !
هل انتهت اجازته الصيفية ؟ أم انه رحل مع اصدقائه ! أم أين ذهب ! ثم تخبر نفسها وما شأنها به !
ولكنها لا تلبث قليلا حتى تخرج عند
سياج الحديقة لتشاهد هل خرج في وقت غير عادته ولكن دون جدوى !
وفي اليوم الخامس وهي تراقب منزل جارهم ..
شاهدته خارجا من بيته ..
ففتحت النافذة وشاهدته خارجا من بيته يربط حذائة وما إن شاهدته حتى تسارعت نبضات قلبها دون أن تعرف السبب ..
وعندما شاهدها صاح قائلا : شكرا لكي لبحثك عني فقد شاهدتك من نافذة غرفتي وأنتي تلتفتين يمنة ويسرا ! للبحث عني ..خلال الأيام الفائته ولكنني كنت أعاني من نزلة برد
فقالت : لا تكن واثق من نفسك جدا ولكنني أحب حديقة منزلنا وأحب أن اتمشى فيها !!
فقال لها : وأنا بدأت أحبها وأحب من فيها
وما ان سمعت هذة الكلمات حتى تسارعت أنفاسها فصرخت قائلة : أتمنى أن تعود لك الوعكة حتى تريحنا منك أسبوع أخر !!
فاغلقت نافذتها وهي ترتعد من الربكة لا تعرف لماذا قالت هذا الكلام !! وهي كانت بالفعل تنتظر خروجه
فأنهى ربط حذائه وعاد للجري ..
وما إن عاد حتى وجد جارتهم أم ليلى تتسامر قليلا مع أمه ..
فأخبرته أمه بأنه أم ليلى سوف تتغدا عندهم .. فهل له بأن يذهب لاحضار ليلى للتناول الغداء أيضا ,,
فما إن سمع الخبر حتى انطلق مسرعا لبيت ليلى يضغط الجرس مرارا وتكرارا !
فنزلت ليلى مسرعة صارخة من الأحمق الذي حرق الجرس !
وما إن فتحت الباب حتى شاهدت ابراهيم فسألته ماذا تريد !
فأخبرها بأن والدتيهما سبقتهما لمطعم الحي لتناول الغدا وأرسلوه لكي يحضرها معهم ..
فقالت له : أمي لم تخبرني بذلك
فقال لها : حدث الأمر بالصدفة ,, هيا لا تثرثري كثيرا معي أبدلي ملابسك لنخرج ,,
فقالت وأنت ابدل وجهك الكريه !
وما ان ذهبت لغرفتها حتى دخل صالة منزلهم يشاهد صور الصهباء .. كيف تحولت الى شقراء والتقويم الذي كشف عن ابتسامة خلابة
حتى صرخت من خلفة من سمح لك بأن تدخل هيا اخرج لقد جهزت ..
وما ان دخلوا المطعم حتى جلسا على الطاولة فسألته : أي والدتينا . ؟ فلم أشاهدهما حتى الآن ,,
فأخبرها بأنهما يتناولان الغداء في منزله ,,
وأخبرهما بأنه سوف يخرج للغداء معكي ولم يصدقى الأمر حتى أخبرتهم بأنهم يراقبنني من خلال النافذة ,,
فلو أخبرتك أنني أريدك في مكان خاص لما قبلتي ! فلذلك احتلت قليلا !
فارتسمت ملامح مشدوهة على ليلى : فسألته ماذا تريد.؟
فقال لها : لا أخفيك سراً بأنكي أعجبتيني .. وأحب تصرفاتك الصبيانيه ,, ولا أطمح بأنك تبادليني نفس الشعور ولكنني أريد أن تمنحينني فرصة فقط ,,
فقالت ليلى : هل أنت معتوة .؟ من أجل ماذا أمنحك فرصة !
فقال ابراهيم : ليلى .. أعلم بأنك لا تكرهينني وأجزم بأنك تبادلينني نفس الشعور ولكنك خجلة من أن تصارحينني ,,
فقط امنحيني فرصة
فارتجفت ليلى وابتسمت قليلا قالت : حسنا وهي في سرها كادت أن تموت من الفرحة ولكنها لا تريد بأن تخبرة ,,
وتجاذبا أطراف الحديث عن الطفولة ومشاكلهما والندبة في حاجبة والتقويم السابق في فمها ..
حتى ألتفت كل من كان في المطعم على أصوات ضحكهما ,,
وفي طريق العودة مسك ابراهيم يد ليلى وقال لن أدعها ,,
فقالت له : غبي طوال حياتك .. وستبقى كذلك ...
وحتى أوصلها باب منزلها وهو متمسك في يدها ,,
وودعها قائلا : لن تكون أخر مرة ..
فبادلته ليلى ابتسامة ودخلت في منزلها حتى وجدت أمها التي كانت تعرف عن حب ابراهيم لابنتها من أمه ,,
وأنه يريد خطبتها بعد انهاء الجامعة ..
فحكت لها كل ماحصل لها معه ..
وتكررت اللقائات والمواعيد ,,
حتى أنتهت الأجازة وعاد كلا منهما لجامعته .. وما ان انتهى الفصل الأول حتى همّوا بالرجوع لحيهم ,, فالشوق لأمهاتهم ولبعضيهما لا يوصف ..
وما أن وصل لمنزليهما حتى تواعدا
فقال ابراهيم لليلى : ألم تتغير مشاعرك اتجاهي . ؟. لقد تحولت من أعجاب لحب ! وأنتي لم تنطقي لي بكلمة واحدة تعبر عن مشاعرك ! لا أجد سوى شتائم وضحك وكأنني أخرج مع شاب وليس من ستكون خطيبتي َ!
فقالت ليلى : ولن تجد سواها فمن أخبرك بأنني أخرج معك لأنني أحبك بل لأنني اتسلى وأقضي وقتا ممتعا معك ,, وبالنسبة لمشاعري فقد تغيرت كليا فأصبحت لا أكرهك على الإطلاق وهذا تغير كبير لم تكن لتحلم به ,,
فقال ابراهيم : اعلم بأنك تحبينني ولكنني أريد أن اسمعها منكي .؟
فقالت ليلى : غدا عندما ستكون خاطبي ستسمعها حتى تسئم ,,
فقال : وماذا اذا لم يأتي غدا ؟
فرمته بعلبة المياه المعدنية هل تريدنني أن أموت ؟
فضحك ابراهيم ضحكة هستيرية صارخا بأنها يحبها
وهي احمرت خجلا من تصرفاته ., وكانت تريد أن تخبره عن مشاعرها ولكنها تخشى بأن يتكبر عليها
وفي صباح اليوم التالي خرجت ليلى لتشاهد ابراهيم يجري كعادته ..
وما أن عبر الطريق حتى أتت سيارة مسرعة وصدمته ! أمام عينيها !!
فصرخت تطلب المساعدة واتصلت بالاسعاف والشرطة ..
فأتوا وأجروا الاسعافات الأولية دون فائدة . ونقلوة إلى المستشفى ..
وهي معه في سيارة الإسعاف تقبل يده : قم يا ابراهيم .. لا تتركني أرجوك .!
قم يا حبيبي !
ودموعها تنهمر بغزارة
حتى دخلوا بوابة المستشفى وأدخلوه غرفة الأنعاش وهي تصرخ ابراهيم لاتتركني !
وتشاهدهم من خلف البوابة وهم ينعشونه بالصدمات الكهربائية دون فائدة تذكر !!
حتى أوقفوا انعاشة وغطوا وجهه بالشرشف الأبيض
ففجعت ليلى تصرخ في المستشفى مع ام ابراهيم وامها !!
حتى غيبها الإرهاق وغشي عليها !!
وعندما استيقظت ارجعوها للمنزل وهي تنحب وتبكي ..
وفي صباح اليوم التالي ..
ذهبت لمنزل ابراهيم ..
ودخلت غرفته ..
تشاهد صورة .. تشتم بقايا عطرة لتتعتصرها ألما ..
ووقفت من نافذته لتجدها مطلة على حديقتهم ... فابتسمت حينما تذكرته كيف عرف بأنها تراقبه حينما لم يخرج ليركض عندما اصابته الوعكة ..
فشاهدت دفترا أسود ..
فإذ به مذكرات ابراهيم ..
كتب في أخر صفحه : اليوم توسلت لها بأن تخبرني بأنها تحبني ولكنها لم تفعلا .. فعلا أنها مختلفة عن كل الفتيات كم أحبها ..
فضمت الكتاب لصدرها بكل ألم ..
حتى وقع منه خاتم .. حفر عليه اسمها ..فارتدته قائلة : إن لم تسمعها أنت فلن يسمعها مني أحد غيرك ..
وخرجت حاملة دفتر المذكرات والخاتم ...
وذهبت ليلى ....
وذهب ابراهيم ..
والسياج يفصل بينهما ....
مخرج :
لا يشترط أن تتلي الليل الشمس ..
فقد تكون أخر شمس ستشاهدها قد غربت اليوم .
sdh[ hgp]drm