كفكفْ
دموعَك . .
ابراهيم طوقان
كفكف دموعك,فليس ينفعك البكاء ولا العويلُ!
و انهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسولُ
و اسلك بهمّتك السّبيل,ولا تقل كيف السبيل؟
ما ضلّ ذو أملٍ سعى يوماً وحكمته الدليلُ
كلا ولا خاب امرؤٌ يوماً ومقصده نبيــــلُ
* ** *
أفنيتَ يا مسكينُ عمركَ بالتأوّه والحزنْ
وقعدتَ مكتوف اليدين تقول:حاربني الزَّمنْ
مـــا لم تقمْ بالعبءِ أنتَ فمن يقوم به إذن؟!
* ** *
كمْ قلتَ(أمراضُ البلاد) ، وأنت من أمراضها
و الشّؤم علَّتُها، فهل فتَّــشت عــن أعراضها؟!
يا من حملتَ الفأسَ تهدمـها علـى أنقاضها
اقعد فما أنت الذي يسـعى إلى إنهاضــها
و انظر بعينيك الذئاب تعبُّ في أحواضــــها!
* ** *
وطنٌ يباع ويشترى وتصيح:فليحيى الوطنْ
لو كنت تبغي خيرهُ لبذلت من دمكَ الثمــنْ
و لقمتَ تضمد جرحهُ لو كنت من أهل الفطـنْ
* *** *
أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة والسّــــليقـهْ
مثل الغراب ، نعى الديار و أسمع الدنيا نعيقهْ
تلك الحقيقةُ ، و المريض القلب تجرحه الحقيقهْ
أملٌ يلوح بريقُــهُ فاستهدِ يا هذا بريقَـــــهْ
ما ضاق عيشُكَ لو سعيتَ له، ولو لم تشكُ ضيقَهْ
* *** *
لكن توهّمت السَّقامَ ، فاسقمَ الوهمُ البـدنْ
وظنتَ أنّك قد وهنتَ فدبَّ في العظم الوهنْ
و المرء يرهبهُ الرَّدى ما دام ينظر للكفـنْ
اللهَ ثمَّ اللهَ ما أحلى التَّضامن والوفاقا !
بوركت مؤتمراً تألّف لا نزاع ولا شقاقا
كم من فؤادٍ راق فيـهِ ، ولم يكن من قبلُ راقا
اليوم يشرب موطنـــي كأس الهناء لكم دهاقا
لا تعبأوا بمشاغبـــينَ ترون أوجههم صفاقا
* *** *
لا بدَّ مــن فئـــةٍ -أُجِلْكمُ – تلذُّ لــها الفتـــنْ
تلك النفوس من الطفولة أرضعت ذاك اللبـــــنْ
نشأت على حبِّ الخصام،وبات يرعاها الضَّغَنْ
* *** *
لا تحفــلوا بالمرجفيــن فإنَّ مطلبــهم حقيـــرُ
حبُّ الظّهور على ظهور النَّاس منشـــأه الغرورُ