10-02-2017, 03:35 AM
|
|
|
|
جوانب تربوية في سورة الأنفال
جوانب تربوية في سورة الأنفال
قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 46، 47].
يجب التنويه أولًا إلى أن هذه المجموعة من الأوامر والنواهي تابعةٌ للنداء الأخير للمؤمنين في السورة الكريمة، وهو قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وهذه المجموعة من الأوامر والنواهي التي بدأَتْ بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الأنفال: 45]؛ هي:
1- الثبات عند اللقاء.
2- ذكر الله كثيرًا عند اللقاء.
3- طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
4- النهي عن التنازع وبيان العاقبة.
5- الصبر.
6- النهي عن التشبه بالمشركين، خصوصًا في ثلاثة أمور:
الأول: البطر.
الثاني: رئاء الناس.
الثالث:الصد عن سبيل الله.
ولعل هذه الأوامر والنواهي تعدُّ جانبًا من جوانب التربية الإيمانية، ومن عناصرها التي تتصل بالنواحي العملية في التربية الإيمانية، والممارسة الفعلية والتطبيقية على أرض الواقع، فهي توضح وتحدد أدب الحرب، وما يجب أن يتحلى به المؤمن عند لقاء أعداء الله المشركين، فهو لا يقاتل بطرًا ورئاء الناس، ولا تفاخرًا واختيالًا، ولا يريد علوًّا في الأرض ولا فسادًا، ولكن يريد إحقاق الحق وإبطال الباطل، فقد اضطرَّه أعداء الدعوة إلى أن يشهر السيف في وجوههم، وكان يرجو في أول الأمر هدايتَهم، ولكنهم أبَوا إلا العدوان.
ولعل هذه الأوامر والنواهي - التي التزم بها الصحابة رضي الله عنهم في "بدر" - كانت هي عوامل النصر التي هيَّأت أسبابه الحقيقية، والتي تمثلت في المطر والنُّعاس وإنزال الملائكة، فقد ثبتوا عند اللقاء ولم يتولَّوا، وذكروا الله واستغاثوا وأطاعوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واتفقت كلمتُهم بعد عرض الأمر عليهم وأخذ مشورتهم مهاجرين وأنصارًا، وصبَروا على القتال ومواجهة الموت والجراح، فمنَّ الله تعالى عليهم بمدد النصر، وعادوا إلى ديارهم غانمين.
ولعل هذه الأوامر والنواهي هي معالم باقية على طريق الجهاد، لتكون نبراسًا وهَدْيًا يسير عليه المؤمنون في مواجهاتهم مع المشركين وأعداء الدين إلى آخر الزمان، فهي قانون النصر، وأدب الحرب، وأخلاق الجهاد.
أما عن الثبات، فقد أُمِروا بعدم التولي يوم الزحف؛ لأن تولية الأدبار عارٌ وجريمة[1]، إلا في إطار خطة حربية هجومية أو دفاعية.
وأما الذكر الكثير، فقد أعَدوا أنفسهم للقتال، وتجهَّزوا قدر استطاعتهم، ثم توجَّهوا إلى الله تعالى بالدعاء والاستغاثة وطلب المدد من الله تعالى، ولقد أطاعوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واستجابوا لداعي الحياة، وهو الجهاد.
وأما التنازع، فقد انتهى أمره، وزالت دوافعه بحكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، لما عرض عليهم الأمر وأخذ مشورتهم، واستعان بأصحاب النفوس الملتهبة حماسة؛ لتقوية النفوس المترددة، كما أنهم رَضُوا بحكم الله في الأنفال، وزال الاختلاف حولها بعد السؤال، ثم صبَروا على ذلك وما قبل ذلك.
غير أن التحذير من التشبه بالمشركين يحتاج إلى تفصيل، نبينه في المقالات التالية..
[1] انظر: موسوعة قوانين مصر - الإصدار الجنائي - الجزء الثاني - إعداد: مركز الأبحاث والدراسات القانونية، 11 ش الشواربي، بجوار النقابة العامة للمحامين، تليفاكس 012946618، وجاء فيها ما يلي:
مادة (130): يعاقب بالإعدام أو بجزاءٍ أقلَّ منه منصوص عليه في هذا القانون - كل شخص خاضع لأحكام هذا القانون ارتكب إحدى الجرائم الآتية:
1- ارتكابه العار بتركه أو تسليمه حامية أو محلًّا أو موقعًا أو مركزًا.
2- ارتكابه العار بإلقاء أسلحته أو ذخيرته أو مهماته أو تجهيزاته أمام العدو.
3- تسهيله دخول العدو إقليمًا من الأقاليم للدولة عليها سيادة أو سلطان، أو تسليمه مدنًا أو حصونًا، أو منشآت، أو مواقع، أو موانئ، أو مخازن أو مصانع، أو سفنًا، أو طائرات، أو وسائل مواصلات، أو أسلحة، أو ذخائر، أو مهمات حربية، أو مؤنًا أو أغذية أو أدوية، أو غير ذلك مما أُعد للدفاع، أو مما يستعمل في ذلك، بدون أن يستنفد جميع وسائل الدفاع التي لديه، أو بدون أن يعمل بكل ما يأمر به الواجب والشرف.
4- تسليمه، أو إفشاؤه للعدو أو لأحد ممَّن يعملون لمصلحته بأية صورة من الصور، وعلى أي وجه، وبأي وسيلة - سرًّا من هذه الأسرار، بقصد تسليمه أو إفشائه للعدو، أو لأحد ممن يعملون لمصلحته.
5- تسلميه للعدو الجنودَ الذين تحت قيادته.
6- مكاتبته العدوَّ، أو تبليغه أية أخبار أو بيانات بطريقة الخيانة، أو اتصاله بنفسه، أو بواسطة غيره بأية صورة من الصور.
وانظر القسم الثاني من الموسوعة: الجرائم العسكرية - الباب الأول: الجرائم المرتبطة بالعدو ص 62 - 65، مع ملاحظة أن الجريمة الأولى والثانية تخصُّ التولِّي عن القتال، وعدم الثبات أمام العدو، وأن ذلك عار، ويُعاقَب فاعله بالقتل، وأن الجرائم الأخرى المذكورة تخصُّ الخيانة والتواطؤ مع العدو ومساعدته بأي شكل من الأشكال، كما هو مبيَّن.
[,hkf jvf,dm td s,vm hgHkthg jvf,dm [,hkf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
10-02-2017, 07:08 AM
|
#2
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله خير
طَرحٍ رَائِع وّ مُميز
وَلاَعَدمْنا هَذاْ الأبّداعْ
دَام عَطائٍك وّ حُضّورك
تَحيْاتي ّ~...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2017, 08:27 AM
|
#3
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2017, 12:16 PM
|
#4
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله كل خير
انتقاء مميز
سلمت ودام عطاءك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2017, 02:12 PM
|
#5
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا
وقلبا خاشعا
دمت برضى الله وفضله
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2017, 03:30 PM
|
#6
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-02-2017, 06:39 PM
|
#7
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
جزاك الله خيرا
وجعلها في موزين حسناتك
يعطيك العافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-03-2017, 11:56 AM
|
#8
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-05-2017, 11:13 AM
|
#9
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
^
جزاك الله خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-06-2017, 04:30 PM
|
#10
|
رد: جوانب تربوية في سورة الأنفال
سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:12 AM
| | | | | | | | | |