هي...
وجهُك غيرُ وجه الأمس نظراتُك التي تخشى أن تستقر في عيني
وانشغالُك عن الخوض في أحاديثنا الطويلة تنقل لي آلاف الرسائل
أين صوتك الذي كان يضج بالصخب والعفوية؟
أين ضحكاتك التي كانت تملأ حياتي بهجة؟
أخشى أن يكون ما توقعتُ بعد هذا العمر من الود والألفة
أخشى أنك تسعى لاستيطان أرضٍ غير أرضي والعبور إلى حيث لا أكون .
أخشى صدمةَ قرارك بأن تغادر قلبي إلى غير رجعة وأتلظى من جحيم الغدر أتلقى سياط الغدر تهوي على قلبي الذي أحَبك
ماذا لديك...؟!
أيها الرفيق:
انزل بالتقرير الهادر أوقف بقلبي شريانَ الأمن
اجعلني أفيق من غيبوبة السلام المؤقت تلك النظرات التي تنفذ إلى قلبي فتورق بذورَ الشك منشِدة ..
((...أكاد أشك في نفسي؛ لأني أكاد أشك فيك وأنت مني...))
هي كل ما أخشى!
هو...
ظننتُ -مثل كل الرجال- أنني بارع في التخفي
بارع أن أحيا بعيدًا بغير أن أقض مضجعَ من أحببت
بغير أن أثير بقلبك المخاوفَ وهواجسَ الظنون
حاولتُ تقليد العصفور؛ يحلق في الفضاء، ثم يعود سريعًا إلى عشه
ظانًّا أني أمارس انطلاقي بغير أن يضير أحدًا
ولكني أعترف أني قد أخفقت في نظرية الإخفاء
قلت للرفاق ذلك
قلت لهم: إنكِ ستشعرين أني لست رجلَ الأمس الذي تعرفين
قلت لهم: إن امرأتي غير كل النساء حدسُها يقين!
غاليتي:
قَري عينا، وعودي إلى حضن الأمن
فقراري هو حبك
قراري هو العودة إلى كنزك الثمين
محالٌ أن أقتلع من الجذر الضارب في القدم حتى صار جزءًا من تاريخي وتكويني
قراري هو أن تصفحي
قراري هو حبك فاحتويني
حين أعود كالطفل الذي هاله ما كسر
هاله خوفه من العقاب
أعود بأخطائي وأعرف أنكِ صاحبة القلب الكبير!
دمتم برعاية الله وحفظه