بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينبغي للمرء أن يجزم بمدح أحد إلا بعد خبرة،والأصل أن مدح الغير،كما قال الراغب الأصفهاني،ليس في نفسه بمحمود ولا مذموم،وإنما يحمد ويذم بحسب المقاصد،
المحمود، فمن قصده طلب ما يستحق به الثناء على الوجه الذي يستحب فذلك محمود ،
والمذموم منه، أن يميل إليه من غير تحريه لفعل ما يقتضيه،وقد توعد الله تعالى من طلب المحمدة من غير فعل حسنة تقتضيها،
فقال تعالى(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب)آل عمران،
وقال الغزالي،والمدح تدخله ست آفات،أربع في المادح،واثنتان في الممدوح،
فأما المادح،الأول، أنه قد يفرط فينتهي به إلى الكذب،
قال خالد بن معدان،من مدح إماماً أو أحداً بما ليس فيه على رؤوس الأشهاد بعثه الله يوم القيامة يتعثر بلسانه،
والثانية، انه قد يدخله الرياء فإنه بالمدح مظهر للحب،وقد لا يكون مضمراً له ولا معتقداً لجميع ما يقوله،فيصير به مرائياً منافقاً،
والثالثة، أنه قد يقول ما لا يتحقق ولا سبيل له إلى الاطلاع عليه،
روى أن رجلاً مدح رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال له عليه الصلاة والسلام(ويحك قطعت عنق صاحبك،ثم قال،إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل،أحسب كذا وكذا،إن كان يرى أنه كذلك،والله حسيبه،ولا يزكي على الله أحداً)أخرجه البخاري،
وهذه الآفة تتطرق إلى المدح بالأوصاف المطلقة التي تعرف بالأدلة،
كقوله،إنه متق وورع وزاهد وخيّر،وما يجري مجراه،فأما إذا قال،رأيته يصلى بالليل ويتصدق،ويحج فهذه أمور مستيقنة،وإنه عدل،فإن ذلك خفي،فلا ينبغي أن يجزم القول فيه إلا بعد خبرة باطنة،
الرابعة، أنه قد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق،وذلك غير جائز،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله عز وجل،يغضب إذا مدح الفاسق)أخرجه البيهقي في شعب الإيمان،
وقال الحسن، من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى الله تعالى،في أرضه،
والظالم الفاسق ينبغي أن يذم ليغتنم،ولا يمدح ليفرح،
وأما الممدوح فيضره من وجهين،
|
|
|
hpe,h hgjvhf tn ,[,i hgl]hpdk hgldh]dk hgjvhf hojkh ,dki