.
"وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ"
الكثير من الناس يرعوي لو عاين بنفسه بطش شخصٍ أو جبار فيلتزم الأدب ويحتاط لنفسه من غضب هذا الجبار.
فإن كان هذا في حق مخلوقٍ ضعيف مهما بلغت قوته وسيفنى مهما طال عمره فلماذا لا نرعوي ونحن نشاهد آيات الله و قوته ليل نهار.
نراها في البرق ونراها في الرعد، نراها في البراكين ونراها في الزلازل، نراها في العواصف ونراها في السيول.
وكل هذا يسبح بحمده إلا عصاة الإنس والجان.
وقد نسوا أو تناسوا أمام كل تلك الدلائل أن الله هو صاحب القوى والقدر، القوة المطلقة التي لا تغالبها قوة في الوجود، شَدِيدُ الْمِحَالِ أي: شديد الحول والقوة فلا يريد شيئا إلا فعله، ولا يتعاصى عليه شيءٌ ولا يفوته هارب.
فإلى متى الهروب ومتى نتخذ قرار العودة ؟؟؟!!!!.
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 12 - 13].
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} أي: يخاف منه الصواعق والهدم وأنواع الضرر، على بعض الثمار ونحوها ويطمع في خيره ونفعه، {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} بالمطر الغزير الذي به نفع العباد والبلاد.
{وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} وهو الصوت الذي يسمع من السحاب المزعج للعباد، فهو خاضع لربه مُسَبح بحمده، {وَ} تُسَبِح {الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} أي: خشعا لربهم خائفين من سطوته، {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ} وهي هذه النار التي تخرج من السحاب، {فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} من عباده بحسب ما شاءه وأراده وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ أي: شديد الحول والقوة فلا يريد شيئا إلا فعله، ولا يتعاصى عليه شيء ولا يفوته هارب.
فإذا كان هو وحده الذي يسوق للعباد الأمطار والسحب التي فيها مادة أرزاقهم، وهو الذي يدبر الأمور، وتخضع له المخلوقات العظام التي يخاف منها، وتزعج العباد وهو شديد القوة - فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له.