هدي نبينا المصطفى ▪● عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ |
|
|
02-17-2017, 10:24 PM
|
|
|
|
أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة, قالت: خرجنا حتى قدمنا على النجاشي، ثم إنهما قدَّما هدايا إلى النجاشي فقبلها, طبعاً حينما سافرت أم سلمة إلى الحبشة مع أبي سلمة، وعلمت قريشٌ بهذه الهجرة، أرسلت من يوغر صدر النجاشي على هؤلاء المهاجرين، فقالوا:
((أيها الملك, إنه قد ضوى إلى بلدك غلمانٌ سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدينٍ ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك, فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم, لتردَّهم إليهم، فهم أبصر بهم، وأعلم بما عابوا عليهم، وعاتبوهم فيه .
قالت: ثم أرسل النجاشي إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فدعاهم، فلما جاؤوا قال لهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحدٍ من هذه المِلَل؟ -هؤلاء الرجلان؛ أحدهما عمرو بن العاص، وكان من دهاة العرب- .
قالت أم سلمة: فكان الذي كلَّمه جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه .
-الإنسان إذا كان إيمانه قوياً, يؤتى طلاقة لسان، يؤتى فصاحةً، يؤتى قوة حجةٍ، يؤتى موقفاً متماسكاً، هذا من بركات الإيمان، والإنسان حينما تنحرف خطواته نحو الشهوات؛ تضعف شخصيته، وينهار من الداخل، ويسقط في يده- .
فسيدنا جعفر بن أبي طالب قال: أيها الملك, كنا قوماً أهل جاهليَّة؛ نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله فينا رجلاً, نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله لنعبده, ونوحِّده، ونخلع ما كنا نعبد من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، وأن لا نشرك به شيئاً, فعدى علينا قومنا فعذَّبونا، وفتنونا عن ديننا، وقهرونا وظلمونا، وحالوا بيننا وبين ديننا، فخرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظْلَم عندك، كلامٌ ما بعده كلام .
قال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله شيء؟ .
قال جعفر: نعم .
قال: فاقرأه علي .
قالت: فقرأ عليه صدراً من سورة مريم .
قالت: فبكى والله النجاشي حتى أخضلَّ لحيته، وبكت أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم ، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاةٍ واحدة، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون، -هكذا تروي أم سلمة رضي الله عنها حديث الحبشة الطويل، كما أخرجه الإمام أحمد في المسند، وهو موجود بشكل مطوَّل في كتب السيرة- .
ثم عادا إليه في اليوم التالي وقالا له: إنهما يقولان في عيسى بن مريم كلاماً تنكره, ثم استدعاهم مرة ثانية، وقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ تلا عليه الآيات الكريمة، فسُرَّ النجاشي .
ثم إن المهاجرين إلى الحبشة, بلغهم أن أهل مكة أسلموا جميعاً, -خبر غير صحيح- حتى أقبلوا فرحين مسرورين، تركوا الحبشة، وعادوا إلى مكة بناءً على هذا الخبر السار، فلما دنوا من مكة, بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة, كان باطلاً لا أساس له، فلم يدخل منهم أحدٌ مكة إلا بجوار مشرك، أو مُسْتَخْفٍ عن أعين المشركين .
وتعود أم سلمة رضي الله عنها مع زوجها إلى مكة مستخفيةً عن أنظار الظالمين، وتمضي معه فيها أيام الصبر، والمصابرة في سبيل الله))
فأحياناً الإنسان قد يعاني بعض المتاعب بسبب إيمانه، قد يعاني بعض المتاعب بسبب إسلامه، قد يعاني بعض المتاعب بسبب استقامته، قد يعاني بعض المتاعب بسبب ورعه، هناك من يعجب فيقول: هو أطاع الله، فلماذا عانى من هذه المتاعب؟ ما الجواب؟ .
كان يبيع الخمر، فترك بيع الخمر، فانخفض الدخل إلى الرُبع، لماذا هكذا؟ الإنسان يتوهَّم أحياناً أنه حينما ترك بيع الخمر تضاعفت غلَّته، لو أنه وقف هذا الموقف الصُلب، قوَّاه الله عزَّ وجل، فلماذا يفعل الله بعباده المؤمنين الذين آثروا طاعته، وآثروا رضوانه، لماذا يعذَّبون أحياناً؟ لماذا يتحملون الشدائد أحياناً؟ .
الجواب بسيط جداً: نحن في زمن ابتلاء، الله جل جلاله يريد أن يجعلنا ندفع ثمن طاعته؛ ليكون هذا الثمن وسام شرفٍ لنا يوم القيامة، كان من الممكن إنسان يبيع الخمر، فلما تاب عن بيع الخمر، في اليوم نفسه تُضَاعف غلَّته، عندئذٍ لم يدفع ثمن هذه الطاعة، ولا شعر بلذَّتها، ولا شعر أنه آثر طاعة الله عزَّ وجل، ولا شعر أنه آثر رضوان الله عزَّ وجل، لكن بعد حين, يفتح الله له من الخير ما شاء، لا بدَّ من فترة تدفع ثمن طاعتك .
فتصور أصحاب النبي عليهم رضوان الله عليهم، جاؤوا إلى الحياة الدنيا، رأوا رسول الله فآمنوا به، والله عزَّ وجل قادر على أن يجعل كل أعداء هذا الدين في قارة ثانية، كل أعداء الدين حصراً؛ أبو جهل، أبو لهب، كل إنسان يعارض هذا الدين وُلِدَ في أمريكا، في العالَم الجديد، والنبي نشأ، جاءته الرسالة، حوله أصحابه، آمنوا به وأحبوه، لا معارك، ولا مشكلات، ولا هجرة، ولا شيء، فأين ثمن الجنة؟ .
أنا تأكيدي على هذه النقطة: حينما تعاني بعض المتاعب لأنك مستقيم، حينما ترفض هذا العمل، وهذا العمل، وهذا العمل، أعمال فيها شبهات، فيها دخل حرام، وربما لا تجد عملاً ، ولا تجد في جيبك درهماً واحداً، ما الحكمة من ذلك؟ أقول لك: هذا امتحان لا يطول، لكن لا بدَّ منه، هذا امتحانٌ من أجل أن تدفع ثمن طاعتك، هذه الضائقة الماديَّة التي تعاني منها, لأنك رفضت كل هذه الدخول المشبوهة، هذا وسام شرفٍ لك يوم القيامة، بها تدخل الجنة، بها تستحق الجنة، فأنت لا تمنع نفسك من أن تنال وسام شرف طاعة الله عزَّ وجل .
أحياناً الإنسان يطيع الله عزَّ وجل وكل من حوله يهزؤون منه، يصبح أضحوكة، يعلِّقون عليه تعليقات سخيفة، يغضّون من شأنه، يطعنون بعقله, لأنه أطاع الله عزَّ وجل، وقد يبلغه ذلك، وقد يتألَّم أشد الألم، لماذا سمح الله لهم أن يفعلوا هذا معه؟ هو الله جل جلاله يحمله على أن يدفع ثمن طاعته، إذا دفع ثمن طاعته، كانت سبب دخوله الجنة، ووسام شرفٍ له يوم القيامة .
أردت من هذا التعليق أن نفهم, لماذا عانى أصحاب النبي ما عانوا؟ الآن إذا واحد من أخواننا الحاضرين درس، وعانى من الدراسة ما عانى، وسهر إلى أنصاف الليالي، ونام على الكتاب، وراجع الكُتب، ولخَّص الكتب، وذاكر أصدقاءه بالكتب، ودخل امتحانات صعبة، ومرَّة نجح، ومرَّة ما نجح، إلى أن نال أعلى شهادة، لأنه بذل فيها جهداً كبيراً، ووقتاً مديداً، وعرقاً مُتَصبباً، يسعد بهذه الشهادة إلى آخر حياته، ويقول مترنِّماً: هذه الشهادة ما أخذتها إلا بشق الأنفس، وما نلت هذه الدرجة العلميَّة, إلا بعد جهدٍ جهيد، وكدٍ مضني، يسعد .
لو أعطوه شهادة فخريَّة مثلاً، لو أعطي الأسئلة، ونال درجاتٍ عالية، ولم يبذل جهداً إطلاقاً، والله هو أول من يحتقر نفسه، فكلَّما سمعت، أو قرأت، أو شاهدت، أو عاينت أن إنساناً, لأنه أطاع الله, يعاني من أزمة مالية، لأنه أطاع الله, يعاني من أزمة اجتماعيَّة، لأنه أطاع الله, يعاني أزمة نفسيَّة، لأنه أطاع الله, ضاقت به السُبُل، هو الله جلَّ جلاله, يحمله على دفع ثمن الجنة بهذه الطريقة، بعد حين يفرِّج عنه .
لو أن أحدكم قال لي: هذا الكلام ما دليله في القرآن؟ الجواب أن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً﴾
[سورة التوبة الآية: 28]
حينما مُنِعَ المشركون أن يدخلوا مكة المكرَّمة، بارت تجارة مكة، ولم يعد هناك سياحة، وقلَّ كثيراً رواج البضاعة, قال تعالى:
﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً﴾
[سورة التوبة الآية: 28] |
|
|
معنى هذا؛ أنه لا بدَّ أن يحمل الله هؤلاء الذين نفَّذوا أمر الله على دفع ثمن طاعتهم، لكن إلى حين, قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾
[سورة التوبة الآية: 28]
فإذا جاءتك متاعب بسبب استقامتك، بسبب طاعتك، بسبب اتجاهك الصحيح، بسبب وضوحك، بسبب تمسُّكك بالقيَم الصحيحة، بسبب خوفك من الله، إذا ركلت بقدمك الثروة الطائلة، والمكانة العليَّة، والأشياء الثمينة ورعاً وخوفاً، فهذا وسام شرفٍ تضعه على صدرك يوم القيامة، هذا تفسير ما عانى منه الصحابة الكرام في عهد رسول الله، وبعد عهد رسول الله ، هؤلاء الصحابة الكرام حملوا الإسلام، ونحن الإسلام يحملنا.
هذه قصة أم سلمة في هجرتها إلى الحبشة . |
|
|
Hl sglm jv,d p]de i[vjih Ygn hgpfam hglwdv hgw]hu alum
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل رحيل المشاعر يوم
02-17-2017 في 10:40 PM.
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
02-18-2017, 02:39 AM
|
#2
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-18-2017, 07:09 AM
|
#3
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا
وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-18-2017, 11:25 AM
|
#4
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
جزاك الله خير
يعطيك العافيه يارب .. موضوع مميز وجميل كــ جمالك .. دمت ودام ابداعــــــك !
ودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-18-2017, 11:26 AM
|
#5
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
ابدعتي بأختيارك الرائع
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-19-2017, 12:21 AM
|
#6
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
ملاك
تسسسلم الايـآدي
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
لروحك الجوري
وودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-19-2017, 12:21 AM
|
#7
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
شموخ
تسسسلم الايـآدي
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
لروحك الجوري
وودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-19-2017, 12:21 AM
|
#8
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
شموع
تسسسلم الايـآدي
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
لروحك الجوري
وودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-19-2017, 12:21 AM
|
#9
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
فاتن
تسسسلم الايـآدي
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
لروحك الجوري
وودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-19-2017, 01:01 AM
|
#10
|
رد: أم سلمة تروي حديث هجرتها إلى الحبشة
سلمت اناملك الذهبيه على الانتقاااء الجميل منك
وبأنتظار جديدك القادم
لروحك أكاليل الــــــورد لا تــــذبل
لاعدمناك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:17 PM
| | | | | | | | | | |