01-18-2017, 05:07 AM
|
|
|
|
|
كأنّهم كلّهم... بعثيّون
في أزمنة القلق والارتباك حيال الحاضر والمستقبل، يقوى الماضي بوصفه هاجساً ومثالاً.
أمّا العودة المستحيلة إليه فتغدو الهدف والخلاص في آن معاً.
هكذا، وفي الأربعينات السوريّة، مع ذواء الانتداب وبدايات الاستقلال، وفي موازاة توسّع الإدارة والجيوش،
وانطلاق الهجرات الريفيّة إلى المدن، وفيما العالم كلّه يتدبّر أمره مع انتهاء الحرب العالميّة الثانية، ولد حزب البعث العربيّ.
وإذا صحّ أنّ الأخير لم يكن أكثر الأحزاب القوميّة التي عرفها العالم العربيّ حينذاك تعويلاً على الماضي المتخيّل، إلاّ أنّه كان ماضويّاً بما فيه الكفاية.
فاسم الحزب نفسه يقول إنّ المستقبل الزاهر لا يكون إلاّ تكراراً لماضٍ ينبغي «بعثه».
أمّا الذين جرفوا الأمّة عن عظمتها المفترضة وفصلوا ذاك الماضي المجيد عن حاضرنا الرديء، فليسوا نحن. إنّهم أغراب وأجانب و «شعوبيّون»، كالأتراك والفرس.
هذه الخرافة تغدو اليوم عالميّة.
فمع الأزمة التي عبّر عنها انتخاب دونالد ترامب، بعد تصويت بريكزيت، وفي ظلّ قلق العولمة وتحدّيات الهجرة وانتقال مركز الكون إلى الدائرة الآسيويّة- الباسيفيكيّة، صار القادة الشعبويّون وأشباه الشعبويّين، في العالم بأسره، يعملون على «بعث» ماضٍ ما بوصفه هو المستقبل. فدونالد ترامب يريد أن يجعل أميركا عظيمة «ثانيةً»، على اعتبار أنّها كانت عظيمة في مرّة «أولى» انقطعت في الزمن. والرئيس الصيني شي جينبينغ ينوي «إعادة تجديد عظمى للشعب الصينيّ». وقبل ترامب بثلاثة أعوام، كان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين قد تعهّد، وبالحرف، جعل روسيا «عظيمة ثانيةً»، بينما السلطنة العثمانيّة هي القبلة التي يرنو إليها الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان. أمّا فيكتور أوربان، رئيس حكومة هنغاريا، فلا تغيب عن لسانه وذاكرته صورة بلده قبل أن يفقد الأراضي التي فقدها في الحرب العالميّة الأولى. وتصيب العدوى قادة لا تنطبق عليهم صفة الشعبويّة، أو لا تنطبق إلاّ بالحدّ الأدنى. فرئيس حكومة اليابان شينزو أبي يقود حملة «للإحياء القوميّ» استشهدت بنهضة الميجي في القرن التاسع عشر. وهكذا دواليك...
أكثر من هذا، يدفع الحنين إلى الماضي، بالفعليّ منه والمتوهّم، بعض اليمين الأميركيّ المتطرّف، على ما تروي «إيكونوميست» البريطانيّة، إلى «الانسحار بالقرون الوسطى». وهذا بعدما تركّز الاهتمام الأميركيّ بالتاريخ، ما خلا اهتمام الأخصائيّين، على أزمنة أحدث عهداً تمتدّ من تأسيس الجمهوريّة، فالنضال ضدّ العبوديّة والفصل العنصريّ، وصولاً إلى الانتصار على ألمانيا النازيّة.
وباستعارة «اليمين – الأميركيّ – البديل» فصولاً من التاريخ الأوروبيّ وتمثّلها، بذريعة «وحدة الحضارة المسيحيّة البيضاء»، تُقدّم اليوم وجوه كالملك شارل مارتيل الذي قاتل جيوش المسلمين في القرن الثامن، بوصفها وجوهاً معاصرة. أمّا هزيمة العثمانيّين على أبواب فيينا، التي تلت القرون الوسطى مباشرة، فتلوح حدثاً راهناً. وبالطبع تُرسم روسيا قلعة حدوديّة لـ «عالم المسيحيّين» في مواجهة «عالم المسلمين».
والوجهة هذه، بنضاليّتها وتوكيدها على الصراع والغلبة، إنّما تناقض وجهة إنسانيّة طغت، منذ انتهاء الحرب العالميّة الثانية، على النظر إلى الماضي. فهذه الأخيرة، ومن خلال الفنون وعلم النفس والأنثروبولوجيا، بدت مهجوسة بالتشديد على الواحديّة الإنسانيّة وعلى ما هو مشترك بين «البدائيّ» والمتقدّم.
أهمّ من ذلك أنّ معظم القادة المذكورين أعلاه يبنون أنظمة أشدّ فساداً وزبونيّة، وأكثر خلطاً بين العائليّ والسياسيّ، فضلاً عن إمعانها في تيسير مصالح المقرّبين من الحاكم وأهل بيته على حساب منافسين لا تصحّ فيهم المواصفات هذه. وإلى ذلك، فهي أنظمة أثقل وطأة على الإعلام والحرّيّات، وأشدّ عداء للتنوّع في الميادين الحياتيّة والثقافيّة والجنسيّة.
وهذا أيضاً فيه الكثير من البعث الذي صادر عهد الإسلام الأوّل واستعاده لصالح عهد صدّام الأخير، وعهد بشّار الذي يجهد أقوياء العالم للحؤول دون صيرورته أخيراً.
;Hk~il ;g~il>>> fued~,k ;Hk~il
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
01-18-2017, 07:18 AM
|
#2
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
وسلمت الأنآمـل المتألقه
على روعة جلبها وانتقائها الراقي
بإنتظار روائعك القادمه بشوووق
لـروحــك آلـــجوري ,,~
|
|
|
01-18-2017, 09:58 AM
|
#3
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
ربي يعطيك العافيه
على الموضوع الجميل
ارقى التحايا لروحك الطيبه
|
|
|
01-18-2017, 10:27 AM
|
#4
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
تسلم الأيـــآدي ع الجلب الرائع
ربي يعطيكـَ الف عـآافيه
لا حرمنـــا جديدكـَ وجهودكـَ
ننتظر جديدكـ ب كل شوق
لروحكـَ بسـآتين اليـآسمين
|
|
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
01-18-2017, 02:04 PM
|
#5
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك متوهّجاً بِروَعَةْ مَا تِطَرحْ
لروحَكَـ جِنآئِن وَرديهّـ..,
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ كبرياء أنثى على المشاركة المفيدة:
|
|
01-18-2017, 10:59 PM
|
#6
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
تسسسلم الايـآدي
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
لروحك الجوري
وودي
|
|
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
01-18-2017, 11:50 PM
|
#7
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
سَـلِمتْ الأيَـادي , و بُـوركَ في عطَــائها الـفَــريد
اختيَـار مُـوفَّـق استَـمتـعنَـا بتـصفُّـحه ..
جَـنائن من الوَرد , و عَـاطِـر التَّـقدير لسُموّك
أَلف ألف شُكْــر ..
|
|
|
01-19-2017, 12:26 AM
|
#8
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
طرح اكثر من رائع
سلمت اناملك
ويعطيك الله العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميله
ودائما في إبداع مستمر
|
|
|
01-19-2017, 03:00 AM
|
#9
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
_
عَبور مُتألق , شُكرا عَ الحضوُر +
|
|
|
01-19-2017, 03:16 AM
|
#10
|
رد: كأنّهم كلّهم... بعثيّون
طرح رائع وإنتقاء مميز
الله يعطيك العافية
|
|
هناك اشخاص نحبهم ليس لشيء
انما نحبهم لطيب نواياهم
و اشخاص لا نعرفهم وربما لم نراهم أبدا في حياتنا
و مع ذلك نحبهم ونحترمهم وندعو لهم بظهر الغيب
اللهم اسعدهم اينما كانوا
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:34 PM
| | | | | | | | | |