السؤال : قال صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ على الصلاة أربعين يوما كتبت له براءتان :براءة من النار وبراءة من النفاق ) ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
الجواب : الحديث هو : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق )(9 )
نسأل الله أن يحققّ ذلك فينا جميعا ،وهذا أمر صعب يحتاج إلى مجاهدة للنفس وحرص شديد ،ولا يتأتى لنا ذلك إلا إذا بكّرنا في كل صلاة ؛لا يؤذن إلا وهو حول المسجد أو فيه ؛فهذا يتأتى له هذا إن شاء الله ،واحرصوا على هذا الخير .
السؤال : بعض أهل العلم قال : إن من فقه الخلاف أنه إذا نزل المرء على أهل بلد وهو مخالف لمذهبهم في مسألة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف أن ينزل على رأيهم منعا للتلبيس على العامة ،فما مدى صحة هذا القول وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب : يرى ابن تيمية رحمه الله أنّ من مصلحة الدعوة أنك تتنازل عن سنة ولا تتشدد فيها حتى تتجاوز مرحلة يمكن أن يقبلوا منك تطبيق هذه السنة - رحمه الله - .
وقد يضرب مثلا لهذا : أن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك هدم الكعبة لأجل المصلحة ودرء المفسدة عليه الصلاة والسلام ؛هذا أمر مطلوب ومع ذلك لدفع المفاسد التي تترتب على هدمها وبنائها ؛يعني الرسول عليه الصلاة والسلام قال لعائشة : ( يا عَائِشَةُ لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ وَجَعَلْتُ لها بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا وَزِدْتُ فيها سِتَّةَ أَذْرُعٍ من الْحِجْرِ فإن قُرَيْشًا اقْتَصَـرَتْهَا حَيْثُ بَنَتْ الْكَعْبَةَ )(10 )
ففقه الحديث أننا إذا رأينا عملا من السنن يترتب عليه مفسدة حتى لو كان واجبا ؛كالأمر بالمعروف ؛الأمر بالمعروف واجب وأصل من أصول الإسلام ؛إذا كان نهيك عن هذا المنكر يؤدي إلى مفسدة أعظم فلا يجوز لك أن تنكر لأنه يؤدي إلى مفسدة أعظم .
الشاهد : أن الدعوة تحتاج إلى حكمة وتحتاج إلى علم : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ولهذا الله سبحانه وتعالى تدرج بالأمة في التشريع ؛ما حرم الخمر إلا في الأخير وتدرج في تحريمه ،وما حرم الربا إلا في الأخير ،فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية : الداعية إلى الله في بلد فاسد لا مانع أن يتدرج ؛يتدرج في الدعوة ،لا يأتي بالإسلام كله يصبّه على شعب منحرف .
لا تأتي إلى شعب رافضي ،شعب صوفي غال في القبورية ،وتطالبهم بالسنن وهم واقعون في الضلالات والشركيات ! ابدأ بالدعوة إلى التوحيد وإقامة الواجبات ،وإذا عندهم مخالفات في السنن ؛بعدما تقطع هذه المراحل ادخل في تعليمهم السنن .