03-21-2025, 12:50 AM
|
|
|
|
لذة العبادة في رمضان
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرح صدورنا بالإيمان، ووفَّقنا لطاعته بالعون والإلهام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صاحب الجود والإنعام، والهادي إلى دار السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خيرَ من تلذذ بطاعة الرحمن، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان؛ أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي وصية الله تعالى لعباده المؤمنين: ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، فأصحاب القلوب المؤمنة التقية المخلِصة هم الذين يعرفون معنى التقوى، ويلتزمون بها ظاهرًا وباطنًا، فبالتقوى ينال العبد السعادةَ في الدنيا والآخرة.
عباد الله: إن الله تعالى بعظمته وحكمته خلقَنا لعبادته، ومن عرَف العبادة حقَّ المعرفة، وذاق حلاوتها، اجتهد في سبيل الوصول إلى أعلى درجاتها؛ فالعبادة كما عرَّفها العلماء: هي كل ما يُحبُّه الله تعالى من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فكل طاعة يقوم بها العبد هي سبيله إلى السعادة والراحة في الدارين، فمن أراد أن ينال الرضا والرضوان، ومجاورة الكريم المنَّان، فليسعَ للحصول على هذه اللذة التي لا يستطيع أحد الحصول عليها، إلا بمحبة الله والتعلق به، والتوكل عليه، والتلذذ بطاعته، والعمل بما يُرضيه.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
"في القلب شعثٌ لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يُزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يُسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسَراتٍ لا تُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسُدُّها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبدًا".
أيها المسلمون:
لذة العبادة إنما تحصُل بحصول أسبابها، وحريٌّ بالمسلم أن يسعى في تحصيلها لينعَم بالحياة السعيدة، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال: ((أرِحْنا بالصلاة يا بلال))؛ وذلك لِما يجد فيها من اللذة والسعادة القلبية.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجُعِلت قرة عيني في الصلاة))؛ [رواه أحمد والنسائي].
قال ابن القيم رحمه الله: "الصلاة إنما تُكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه، فهذا إذا انصرف منها، وجد خِفَّةً من نفسه، وأحس بأثقال قد وُضعت عنه، فوجد نشاطًا وراحة ورَوحًا، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قرة عينه، ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها، فيستريح بها، لا منها، فالْمُحِبُّون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا؛ كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم: ((يا بلالُ، أرِحنا بالصلاة))، ولم يقل: أرحنا منها"؛ [انتهى كلامه].
فالصلاة فيها الراحة، وفيها السعادة، وفيها اللذة التي لا تضاهيها لذة، فمن أحب ربَّه، وقام بين يديه وركع وسجد، وتلذذ بمناجاته وقربه، نال السعادة، وكيف لا ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: ((وجُعلت قرة عيني في الصلاة))، وقال: ((يا بلالُ، أرِحنا بالصلاة))؟
قال ثابت البناني: "كابدت الصلاة عشرين سنة، وتنعَّمت بها عشرين سنة".
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذا هدأت العيون، وأرخى الليل سدوله، سُمِع له دويٌّ كدوي النحل، وهو قائم يصلي.
وهذا عبدالله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما كان إذا قام في الصلاة، فكأنه عود من شدة الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره، لا تحسبه إلا جذعَ حائطٍ.
وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل، فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه: "أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه؟ والله لأزاحمنَّهم عليه، حتى يعلموا أنهم خلَّفوا بعدهم رجالًا"، ثم يصلي إلى الفجر.
وكان عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسَّسه، ثم يقول: "ما ألينك! ولكن فراش الجنة ألين منك"، ثم يقوم إلى صلاته.
وقال بعض السلف: "إني لأفرح بالليل حين يُقبل؛ لِما يلتذُّ به عيشي، وتقر به عيني من مناجاة من أُحب، وخلوتي بخدمته، والتذلل بين يديه، وأغتمُّ للفجر إذا طلع؛ لِما اشتغل به".
وكان ثابت البناني يقول: "اللهم إن كنت أعطيت أحدًا الصلاةَ في قبره، فأعطِني الصلاة في قبري".
نعم، لم يعُد للصلاة عندنا طعم ولا لذة، وإنما أصبحت مجرد حركات تؤدَّى دون أن يصاحبها الاستشعار لعظمة الله، والتذلل له، والاستسلام له، والاستشعار للثواب والعقاب.
معاشر الصائمين والصائمات: ولقراءة القرآن لذةٌ وجمال، وسرور وجلال، كلام الله يُتلى على الألسن، ويطرُق الآذان، فتخشع النفوس، وتلين القلوب، وتسكن الجوارح؛ خشيةً وخشوعًا، حبًّا وحبورًا، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم؛ فهو لذة قلوبهم، وغاية مطلوبهم.
وكيف يشبع المحب من كلام من هو غاية مطلوبه؟ يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهُرت قلوبكم، لَما شبعت من كلام الله".
في تلاوة القرآن الكريم وفي تدبره سعادة لا تعدلها سعادة، وأنسٌ لا يُحِسُّ به إلا من ذاقه، والمؤمن لو صح إيمانه، وصلح قلبه، ما شبع من كلام ربه سبحانه.
واللذة في الذكر - عبادَ الله - روح وريحان، ولهذا سُمِّيت مجالس الذكر برياض الجنة، وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل؛ فليس شيء من الأعمال أخفَّ مؤونةً، ولا أعظمَ لذةً، ولا أكثر فرحةً وابتهاجًا للقلب من الذكر.
عباد الله: في الذكر والدعاء سعادة وهناء، وفي تركهما بؤس وشقاء؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾ [طه: 124، 125].
وقال: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
قيل لبعض الصالحين لما أكثر الخلوة: "ألا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟".
وقال آخر: "كيف أستوحش وهو يقول: وأنا معه إذا ذكرني؟".
فالذي يذكر ربه صاحب قلب حيٍّ يُحِسُّ طعم الإيمان وحلاوته؛ عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت)).
قال ابن القيم رحمه الله:
"إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغنِ أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أُنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم، وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه، تَنَلْ بذلك غاية العز والرفعة".
قال بعض الزهَّاد:
"ما علمت أحدًا سمع بالجنة والنار، تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة، أو قراءة أو إحسان".
عباد الله:
أين الشعور بلذة العبادة التي وجدها السلف يومَ أن قال قائلهم:
"إنه لتمرُّ بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا؛ إنهم لفي عيش طيب"؟
ويقول الآخر:
"مساكينُ أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه".
وفي الإنفاق، أيها المسلمون لذةٌ وُجد حلاوتها؛ وهذا أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه حين نزل قوله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245]، قال: يا رسول الله، وإن الله لَيريد منا القرض؟ قال: نعم يا أبا الدحداح، قال: أرِني يدك يا رسول الله، فناوله يده، قال: فإني أقرضتُ ربي حائطي))، ولقد كان حائطه من سبعمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها، فجاء إليهم ونادى: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: اخرجي؛ فقد أقرضته ربي عز وجل، فقالت: ربِح البيع يا أبا الدحداح.
فخرجت من مزرعتها فرحةً مسرورة، فقد أبدلها الله تبارك وتعالى أجرًا جزيلًا، ولذةَ إنفاق، وحلاوة إيمانٍ تجعل القلب يرقص فرحًا وهو يبذل أغلى ما يملك.
وكان الصحابة إذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للإنفاق وليس عندهم شيء، قصدوا السوق فاشتغلوا حمَّالين، وأنفقوا ما كسبوا ولو كان قليلًا؛ لتنفيذ أمر النبي عليه الصلاة والسلام؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كنا نحمل على ظهورنا".
وأما الأغنياء من الصحابة، فقد أنفقوا النفقات العظيمة في سبيل الله تعالى؛ فأنفق أبو بكر ماله كله، وأنفق عمر نصفه، وجاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهَّز جيش العسرة، فنثرها في حجره؛ قال عبدالرحمن: ((فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم؛ مرتين))؛ [رواه الترمذي وحسنه].
قال الخطابي رحمه الله تعالى:
"كان عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف خازنين من خُزَّان الله تعالى في أرضه، يُنفقان في طاعته، وكانت معاملتهم لله تعالى بقلوبهما".
وكان النساء يُنافسن الرجال في الإنفاق، فدعاهن النبي عليه الصلاة والسلام للإنفاق، فجعلت المرأة تُلقي خُرْصَها وسِخَابها؛ [رواه الشيخان]، والخرص حلية الأذن، والسخاب قلادة الرقبة.
ولَكَمْ يُحِسُّ المؤمن بطعم الإيمان حينما تمتد يده لمساعدة الناس، حينما تمتد يده لتأخذ بيد مصاب أو منكوب، حينما تمد يده لمسح دمعة حزين أو تمسح على رأس يتيم
أيها المسلمون:
المؤمن يبكي ويتحسر عندما يرى من هو مشرد جائع، ومحتاج ضائع، وبائس فقير، المسلم لا يشبع وأخوه جائع، ولا يرتاح وأخوه يعاني الفاقة والشدة.
كيف نفرح وبين أظهُرنا فقراءُ محاويجُ؟
كثير من البيوت حولكم ليس عندهم ما يأكلون، بيوتهم خاوية، ليس بها زاد إلا رحمة رب العباد.
وكم من أرملة مغمومة مهمومة، يتلوَّى صغارها، ويتقطع خمارها، ولكن هيهات أن تجد مَغاثها إلا من الرحمن الرحيم، ونحن متفرجون ولها مكذِّبون، نظن حالهم أعلى من حالنا، والله أعلم بما تُخفي وتُكِنُّ من فقرها.
وتلك نبَذها أهلها ومعها أبناؤها وصغارها، فمن سيعولهم ويقوم بحقهم ويعطيهم الطعام؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
أينكم أيها المسلمون؟ أيها المسؤولون: هل يهنأ لكم عيش وتفرحون ومن حولكم يتجرعون غُصَصَ الجوع؟ انظروا المحاويج والْمُعْسِرين، ما أكثر من أثقلتهم المتغيرات والخطوب، وطحنتهم الأحداث والحروب، فأصبحوا في فقر وبطالة، وذلٍّ ومهانة، وتشريد ونزوح، لا تؤويهم البيوت، ولا يسعهم مكان، فأين نحن منهم؟! ألَا نستحي من الله؟ أعطانا الكثير وأمرنا بإخراج القليل، كسانا وعافانا وآوانا، وهم يَسْتَجْدُون ولا مجيب.
كم متعفِّفٍ باتَ خاليًا! وكم من آيسةٍ ضائقة بائسة، استهواها الشيطان وحزبه؛ لفقرها وحاجتها، وبكاء صغارها، والذئاب يريدون أن يفتكوا بعرضها! أينكم يا مسلمون؟ الكثير من الأُسر بيوتهم أوهى من بيت العنكبوت، الرياح تُسقطها، والمطر مصدر بؤسها، لا يفرحون بالغيث لأنه زوال بيوتهم، والله المستعان.
أينكم يا من بالملذات تفتخرون وتتنعمون، ولها تنوِّعون؟ موائدكم متعددة، وبطونهم متيبسة من خوائها.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].
بارك الله لي ولكم...
g`m hgufh]m td vlqhk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-21-2025, 10:17 PM
|
#2
|
رد: لذة العبادة في رمضان
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-21-2025, 10:49 PM
|
#3
|
url=http://www.tra-sh.com/up/]  [/url]
رد: لذة العبادة في رمضان
رحيل المشاعر
مبدعة ورآئعة
مميزة في ما تقدمين
ربي يسعد قلبك ويوفقك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-22-2025, 12:57 AM
|
#4
|
رد: لذة العبادة في رمضان
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-27-2025, 11:50 PM
|
#5
|
رد: لذة العبادة في رمضان
جزاك الله خير
يعطيك العافية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:43 AM
| | | | |