08-04-2024, 10:30 PM
|
|
|
|
ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
كلمة من رضوان الله يقولها العبدُ بقلب مخلص يبتغي بها وجهَ الله، لا تكلِّفه جهدًا ولا معاناة
- ترفعه بها في عليين.
أخرج البخاري في صحيحه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
((إن الرجل ليتكلَّم بالكلمة
من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا ترفعه في الجنة درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله
لا يُلقي لها بالًا تهوي به في نار جهنم)).
فللكلمة الطيِّبة تأثيرٌ يفوق التصوُّر، ولعظم وَقعها ضرب الله بها مَثَلًا: ï´؟ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ï´¾ [إبراهيم: 24]، فكم من كلمة أزاحَت همًّا، وبدَّدت حُزنًا، وشرحَت
صَدرًا، ودفعَت نَفسًا للأمام! فطوبَى لمن طابَ لسانه ولانَت كلمته.
يا عِظَم فضلك يا ألله وسَعة رحمتك؛ تعطي العطاء الجزيل على العمل القليل.
لقد غفرتَ للبغي على سقياها ل***،فجزاؤك أعظم من جنس العمل، فعملها بسيط، لكنه
عند الله أصبح عظيمًا، فكانت المجازاة عظيمة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ
مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ
مِنَ الْمَاءِ؛ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ)).
فالعمل القليل في نظر الناس، قد لا يُكلِّف من الجُهد أو الوقت شيئًا، لكنَّ الله تعالى بواسع رحمته
وعظيم كرمه جعل ما فعله سببًا في مغفرة ذنوب العبد ودخوله الجنة، استحقه بنيَّتِه الحسنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة
في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين)).
بكلمات معدودات وبقلب موحد ينجي الله يونس من الغرق وهو في ظلمات البحر.
يقول الله سبحانه وتعالى: ï´؟ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي
الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾ [الأنبياء: 87].
لقد كان يونس
عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام في موقف صعب، إنه في ظلمات ثلاث، ظلمة الليل
وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، وكان قد خرج غاضبًا من قومه؛ لأنهم لم يتبِعوا دعوته،
وعندما التقمه الحوت، صار في ظلمة رابعة هي "ظلمة الغم"، ولكنه تذكر قدرة الله سبحانه
وتعالى فدعا ربه ï´؟ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾، ولو تأملنا هذا الدعاء
ستجد أنه اعتراف مصحوب بندم، ï´؟ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ï´
¾ [الأنبياء: 88].
يا بن آدم لك رب كريم، رب رحيم، مِنْ عظيمِ فضلهِ، وجزيلِ إِنعَامِهِ، أنْ يَسَّرَ علينا التكاليفَ الشرعية،
وَوَهَبَنَا عليها الأجورَ العظيمة، دَلَّنَا سُبحانهُ على أعمالٍ يُضاعِفُ بها الحسناتِ، وكفاراتٍ
يَمحُو بها السيئات.
وَمِنْ جَزِيلِ عَطَاءِ الكريمِ سبحانه: ما جاء في البخاري ومسلم من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ
وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ
بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ
بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً
وَاحِدَةً)).
هذا إذا همَّ بالحسنة فلم يعملها، أما إذا همَّ بها ثم وفِّق فعملها، فتكتبُ بعشرِ أمثالها؛
كما قال تعالى: ï´؟ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ï´¾ [الأنعام: 160].
ثم بعدَ العشرِ يُضَاعِفُهَا تعالى إلى سبعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرة؛ يقول تعالى: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ï´¾ [النساء: 40]،
ويزدادُ هذا العطاءُ، وتَعْظُمُ المضاعفةُ، ويتفاوتُ الناسُ فيها؛ بناءً على ما يَصْحَبُ العملَ
من الإخلاصِ والمتابعة؛ فكلما كانَ الإنسانُ في عبادتهِ أخلصَ لله، كان أجرُهُ أكثر، وكلما كان
أتْبَعَ في عبادته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت عبادَتُهُ أكمل
وثوابُه أكثر.
يقول الله تبارك وتعالى: ï´؟ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
ï´¾ [البقرة: 261].
يا بن آدم، ألم يقنعك كلُّ هذا حتى تسعى إلى جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
صدق نية وكلمة طيبة من رضوان الله، أو عمل يسير تصل إلى هذه المنزلة.
ما أسعد من وعى هذا وعمل به!
يا هناه من سار يجمع الحسنات ويزداد رضاه بهذا الوعي وهذا السعي المستمر حتى يلقى الله بقلب
سليم.
ربِّ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
lh H;vl; dh Hggi>> Hpgl; Hggi!
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-05-2024, 06:52 PM
|
#2
|
[
رد: ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الجنرال على المشاركة المفيدة:
|
|
08-05-2024, 10:42 PM
|
#3
|
رد: ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
طرح قيم جزاك الله خير
يعطيك العافية على ماقدمت
لقلبك السعادة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيبة مشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
08-05-2024, 11:50 PM
|
#4
|
رد: ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
الجنرال
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-20-2024, 09:42 AM
|
#5
|
رد: ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
الله يعطيك العافية
علي الموضوع القيم
وبارك الله فيك
تحياتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-21-2024, 11:39 PM
|
#6
|
رد: ما أكرمك يا ألله.. ما أحلمك يا ألله!
يعطيك العافيه ويسلم يدينك
لروحك الجوري
ودي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:30 PM
| | | | | |