على ميزان الايام اذللت دمعا في الخد يسيل
و كلتا الدفتين تحمل دفاتري و الماضي الاليم
بخيوط رفيعة تربطني بالحياه الموحشة المسير
تحت سماء قوامها النجم الكثير
تضنيني الدنى بالصبابة التي توقد في نار الجحيم
و الشهب انجم ليست كالدرر يزدان بها فصل الربيع
و انما هي عدد شقاء السنين
عصفت فيها ريح الهوى مزمجرة تنوي الرحيل
و انا اجهشت بالكتابة لأحجب عن البشر احساسي الذليل
قلمي يتعبني و الورق اكبر دليل
و معتقل الذاكرة انا فيه سجين
فوضى و ضجيج قلب دقاته في ارتفاع سريع
و الحلم منكوب على قارعة الرصيف
عصر الأسى اصطبغت فيه الحياة بعار أبى الدهر تبنيه
شيب امس استبدل بشباب الجيل
و القديم ولَّّّّى فاندثر الوفا عند الكثير
حل محله القشيب و كأنما نزلت لعنة تبشر بالعسير!
تجرعت في لياليه خمرة تنسيني شياطين تدوس ارواحا من الياسمين
و الساقي في خدمتي لا يمل و لأمري مطيع
انجرفت و الوادي الى حانات يتسكع العقل فيها و يغيب
ابحث فيها ربما عن خاطفي و لا اجد سوى نعلي الومه على خطاه في اللامستقيم
و قد اكون انوي التأرجح على حد المُدى و الخناجر و السكاكين
فينقطع خيط الوصال و انا ادرك المصير
يسيح الشعر على الخدود و العرق يصب من الجبين
كل هذا تعب يلمني في فصل الشتاء الحزين
حين يصيح الناعي في صحابي ذاك هو السكير
كل منا في الحاضر يغرس شجرة يستظل بها ايام الحر الشديد
فتخلد مستقبلا و يتفرع الغصن فيها ليحمل بين طيات اوراقه الإرث العريق
و انا شجرتي مثلهم لكنها و البردي اخط فيهم
بدمي وصف الخريف
و على الاغصان كلمات اصطك فكاها لذكرى البرد و الصقيع
و على جبهة القمر الخفي
قد ارسم يوما بسواد
عيني حلما تتساقط اوراق الشجون فيه
فهلم يا عمري بالركض على عتبات الضياء