نحو اللقاء أفرد أشرعتي ..
وأمخر لجج الصعاب ..
وفي قلبي دليل أحبتي ..
وحبي لهم لي عنوان ..
أسري في غياهب الليل ..
والريح تعصف قاصفا ..
وعيني في سهاد ..
والقلب يتمتم والقلب يخفق ..
والشعور يثور ثورة بركان ..
والعزم يجعل من اليأس يخبو ..
فاليقين يطمئن القلب ..
ويقرؤه السلام ..
فما كانت رحلتي ..
مفروشة بالورود ..
بل محفوفة بالأخطار ..
والمصاعب تربو ..
وتجاوز تصور الأذهان ..
غير أني قوي الشكيمة ..
ولولا ذاك ما كنت يوماً لذاك ربان ..
أحمل في قاربي ..
أشواق توزن بالأطنان ..
هم أحبتي ..
لهم في قلبي مسكن ..
وأنا لهم أوطان ..
على أعتاب الإخاء بقايا عتاب :
هناك حيث نقاء القلوب التي تتنفس الصفاء ،
بعيدة عن صخب المهاترات ،
وما يوقد في القلب من نار الحزازات ،
جعلوا من حسن الظن بالآخرين حصنا لهم ،
يحتمون :
به من هجمات سوء الظن ،
وما يرافقه من جنود ممثلة في
استباق الأحكام ،
وتعجل البيان ، حياة لا يعكر صفو
ودادها غير أدواء القلوب
التي بها تباعدت القلوب ،
واضمحلت معاني المحبة ،
وقطعت أواصر ،
حتى :
صار مكانها التدابر والنفور ،
فكم من أخوة أذاع بصدقها منادي الحياة ،
وسار بوصفها حادي الإخاء ،
سار سفينها على بحر الصفاء ،
حتى أتاها عصف البلاء ،
فكم :
رأينا من جثث الأخوة ملقاة على قوارع الطرقات ،
مهترِئة لم تسلم من نهش القيل والقال ،
وما كان ذنب صاحبها غير ذنب مقترف ،
قد تاب منه واعترف !
فما وجد من صاحبه غير التوبيخ ،
وقطع الطريق :
فكان الحكم النطق بالإعدام فراقا حتى الموت !
فما أقسى القلوب حين تتبدل مشاعرها ،
وعندما يسأل لم هجرت صاحبك ؟!
يرد كان ذلك تأديب له ، فلعله بذاك يتوب !
فما حال من أفرد لنا الحب بعد ذلك ؟!
أما :
يكون ردة الفعل تكون نكوص ؟!
وفي الخطأ يسبح فيه ويغوص ،
هي مفاهيم تباين الناس في
إدارك كنهها ،
فما :
أحوج الصاحب لصاحبه وقت الأزمة ،
ووقت نزول البلاء في ساحته ،
ما لنا ندير الظهر لمن جاءنا بالعذر !
لما :
لا نأخذه بالأحضان ،
ونقول له :
لا عليك فأنت أخي كنت بالأمس والآن ،
أما كان ذلك يكفي ليذوق بذاك العقاب ؟!
ويراجع :
نفسه بالحساب ،
ليعود الى رشده بإحسان ،
هي قلوب وعقول قد أرجفت
وضاعت عنها الحكمة ،
فشحَّت بعد ذاك منها الأذهان .