12-29-2014, 03:28 PM
|
|
|
|
أعظم حب واجمل وفاء
لولا الحب ما استقامت الدنيا، والحديث عن الحب في الإسلام لا ينضب، فكل موقف في حياة الرسول *صلى الله عليه وسلم * وصحابته بعد قصة حب رومانسية قائمة بذاتها، وتأتي روعة هذه القصص بأنها تنتهي دوما بالنهاية السعيدة علي عكس المتعارف عليه في أشهر قصص الحب والتي تنتهي دائما بالنهاية المأساوية.. ولقد جعل الله سبحانه وتعالي الحب عنوانا لعلاقته بأفضل خلقه فأطلق علي رسوله الحبيب محمد * غ * كما وصف الله تعالي علاقته مع خلقه وعلاقتهم به بقوله تعالي ûيجحِبجهجمْ ويجحِبجونه المائدة: آية .54
وذلك لأن الحب لا يحدث توازن داخل النفس البشرية فحسب بل في نظام الكون كله: فالقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة 'ارتباط' دائم، وكذلك الكواكب لا تفارق مجموعاتها لأنها في حالة 'انجذاب' دوما.
فالإسلام لا يحتقر الحب أو يحرمه بل إنه احترم هذه العاطفة النبيلة وانزلها مكانة عالية، ولقد حدد الله تعالي العلاقة بين الرجل والمرأة في قوله تعالي: ûوجعل بينكم مودة ورحمة الروم: ..21 فما أسمي هذه العلاقة التي تقوم علي المودة والرحمة وليس علي العنصر المادي الذي لا تستقيم معه الحياة الأسرية.. وسيرة الرسول * غ * وصحابته مليئة بالمواقف التي أباحوا وصرحوا فيها بالحب دون خوف أو خجل.
حب ناضج
ولنبدأ مع 'أقوي قصة حب بين محمد صلى الله عليه وسلم * والسيدة خديجة * رضي الله عنها * والتي كانت في سن الأربعين أي في سن اكتمال عقلها ورشدها، أما محمد صلى الله عليه وسلم ففي سن اكتمال الشباب ابن خمس وعشرين سنة، ولعل السبب الحقيقي في نجاح هذا الزواج الذي يبدو غير متكافئ. أن السيدة خديجة كانت تبحث عن الرجولة الكاملة بكل معانيها من أخلاق ومروءة وإيثار وكرم خصال، وما كان محمد ليقبل هذا الزواج لولا ما رآه في خديجة من رجاحة العقل وحسن الخلق وعراقة النسب، ولهذا وافقت رغبة خديجة رغبة محمد صلى الله عليه وسلم في الاقتران بها.. ولقد أحبت خديجة زوجها محمد حبا ملك عليها كل مشاعرها فكانت خديجة تهيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل أسباب الراحة وكانت سخية بعواطفها ومشاعرها وأموالها راضية النفس، بل لم تكن تبخل بحبها علي من يحب زوجها، فكانت تكرم من يحبه ولا أدل علي ذلك عندما فطنت خديجة الحب الأبوي الذي نشأ بين زوجها وزيد بن حارثة، ذلك الفتي الذي اشتراه حكيم بن حزام من سوق عكاظ، ووهبه لعمته خديجة، فقد تعلق محمد بزيد، كما أحب زيد محمدا صلى الله عليه وسلم حبا لم يحب أحدا مثله من قبل، فوهبت خديجة زيدا لزوجها فأعتقه، كما شرفه ورقاه بأن نسبه إلي نفسه فكان زيد بن محمد.
وقضي النبي * صلى الله عليه وسلم *أجمل أيام العمر مع خديجة في مودة ورحمة وطاعة لله، فلم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتزوج عليها حتي ماتت، ومم يدل علي منزلة خديجة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم ومكانتها عند الله تعالي أن النبي * صلى الله عليه وسلم قال: 'حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون'.
وحتي بعد وفاة خديجة * رضي الله عنها * لم تزده الأيام إلا حبا ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب من يحبها وكان يحب أن يري أو يسمع من يذكٌره بها وبأيامها العطرة المباركة حتي أن السيدة عائشة * رضي الله عنها * قالت ما عزت علي امرأة للنبي * صلى الله عليه وسلم * قدر ما عزت علي خديجة هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وربما ذبح الشاه يقطعها أعضاء ثم يبعثها إلي أصدقاء خديجة، فقلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إمرأة إلا خديجة؟ فيقول: 'إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد' رواه البخاري.
ومن الدلائل الرائعة علي وفائه صلى الله عليه وسلم * للطاهرة خديجة ما حدث في غزوة بدر الكبري، إذ أسر أبو العاص بن الربيع صهر الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب، فأرسلت الوفية زينب فداء لزوجها أبي العاص، ومن ضمن الفداء قلادة قلدتها بها والدتها خديجة * رضي الله عنها * ليلة زفافها، فلما رأها رسول الله * صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وتذكر زوجته المباركة الوفية خديجة، وقال لأصحابه: 'إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا'. فما كان من أصحابه الكرام إلا أن سارعوا بالاستجابة للنبي الكريم* صلى الله عليه وسلم، لأنهم رأوا في عين النبي ذكري للوفية خديجة حركت مشاعره، كما أن للسيدة خديجة دينا كبيرا في عنق المسلمين.
فهكذا قضي النبي * * صلى الله عليه وسلم * مع السيدة خديجة أجمل أيام العمر، فقد أحسنت صحبته وآمنت به ولم تبخل عليه بمالها وحبها، فهذا هو الحب الحقيقي ولذلك ظلت خديجة خالدة في قلب رسول الله ولم تزده الأيام بعدوفاتها إلا حبا ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب من يحبها بل وكان يحب أن يري أو يسمع من يذكره بها وبأيامها العطرة المباركة.
زواج الأحبة
إليك قصة 'الجمع بين المتحابين' فعن ابن عباس أن رجلا جاء للنبي* صلى الله عليه وسلم * وقال له عندنا يتيمة قد خطبها رجلان موسر ومعسر وهي تهوي المعسر ونحن نهوي الموسر فقال * صلى الله عليه وسلم *: 'لم ير للمتحابين مثل التزويج' صحيح مسلم.
Hu/l pf ,h[lg ,thx ,h[lg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 04:55 PM
|
#2
|
رد: أعظم حب واجمل وفاء
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 05:58 PM
|
#3
|
رد: أعظم حب واجمل وفاء
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
دمتي بالف خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-29-2014, 08:34 PM
|
#4
|
رد: أعظم حب واجمل وفاء
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-30-2014, 12:22 PM
|
#5
|
12-30-2014, 12:23 PM
|
#6
|
12-30-2014, 12:23 PM
|
#7
|
12-30-2014, 05:13 PM
|
#8
|
رد: أعظم حب واجمل وفاء
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-30-2014, 07:03 PM
|
#9
|
12-31-2014, 02:37 AM
|
#10
|
رد: أعظم حب واجمل وفاء
جــزـآآك الله خير ع ـآآلطرح
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:09 PM
| | | | | | | | | |