13 سنة مرحلة بين الطفولة المتأخرة والمراهقة
الفتيات والشباب في عمر الـ13 عاماً، يمرون بمرحلة صعبة.. تفصل بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، ولكن الفتيات يشعرن بصعوبة هذه المرحلة أكثر من الفتيان.
والسبب في ذلك أن بداخل الفتاة يختبئ جانبان عكس بعضهما البعض؛ الأول يمثل الطفولة والبراءة، وبالجانب الآخر تعيش الفتاة المراهقة مرحلة الشعور بالذات.
في هذه المرحلة وهذه السن، تكون الفتاة عنيدة متمردة؛ تحب أن تنفتح على الحياة وأن يصبح لها أصدقاء جدد، قد يزيدون عليها في العمر بقليل.
فضلاً عن زيادة تعلقها بالسوشيال ميديا؛ فنجدها تلتقط لنفسها الصور التي تظهر أنوثتها، والتغيرات التي طرأت على شكلها؛ حتى تشعر بأن لها شخصية مستقلة.
احتياجات الفتاة بمرحلة 13 سنة
تحتاج بنت 13 سنة إلى الحب والتقدير من الوالدين
تحتاج الفتاة في هذا العمر أن تشعر بذاتها، وبتقديرها من الوالدين، وتغضب كثيراً وتقوم بانفعالات غير سوية إن تعمّد الأهل التقليل من شأنها، خاصة أمام الغرباء.
كما تحتاج إلى الاستجابة السريعة لطلباتها، دون إدراك لقيمة التفكير؛ لأن المسيطر الوحيد عليها هو أهواؤها وليس عقلها.
انفعالات الفتيات في هذه المرحلة العمرية غير طبيعية وغير منظمة، وتخرج عن كل حدود المنطق، فهي تحب بشدة، وأحياناً أخرى تكره بشدة لمجرد حدث بسيط.
التغيرات الجسدية وبداية مرحلة البلوغ، يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على الفتيات من الأولاد، وعلى الأم أن تكون أكثر اطلاعاً على تلك التغيرات ومدركة لها.
يجب تثقيف الفتاة وجعلها أكثر استعداداً للتعامل مع تلك التغييرات الطارئة، دون الشعور بأي ذنب، سواء كانت في الهرمونات أو الحيض أو النظافة الشخصية.
طرق التعامل مع الفتاة في سن 13 سنة
علمي ابنتك متى وكيف تقول "لا"
على الأم احتواء الفتاة بشكل لين وحاسم في الوقت نفسه؛ عن طريق الحوار والاستماع الجيد لها، وامتصاص غضبها ومصادقتها.
أن تعتبر أن ابنتها في هذا العمر وهذه المرحلة في حالة احتياج لمن يساندها، وينير لها الطريق- من دون أن تطلب- حتى تمرّ من هذه المرحلة بسلام.
على كل أم ذكية أن تعرف كيف تمتص غضب وانفعال فتاتها؛ حتى تتكون شخصيتها، وتتفتح علاقتهما معاً في هذه المرحلة وفيما بعد.
قومي بتعليم أبنائك -فتيان وفتيات- أن البنات والأولاد على قدم المساواة، والتأكيد من حصولهم على نفس الفرص؛ حتى يتعلموا تقدير واحترام بعضهم.
اسمحي لابنتك بقول "لا"، وعلّميها كيفية اتخاذ الخيارات وحدها.. حتى إن شعرت بعدم الارتياح؛ ما يساعدها على الشعور بأنها تستطيع السيطرة على الأشياء.
الفتيات بصفة عامة قد يشعرن بالخجل من الحديث عما يزعجهن، إلا أنه على الأم قول الأشياء الصحيحة، بحيث تكون أول من تتعامل معها ابنتها في أوقات الشدة.
يجب أن تكوني بجانب طفلتك في كل لحظة، وفي أوقات غيابك عنها لسبب ما. علّمي ابنتك أن تكون قوية قادرة على حماية نفسها من الناحية البدنية والعاطفية.
على الأم توفير مناخ عائلي انفعالي طيب في الأسرة، أساسه التفاهم والمودة والرعاية.. وألا تشغلك الحياة عن قضاء وقت طيب مع ابنتك.
حاوري ابنتك وأنصتي إلى حديثها
حاوري ابنتك وأنصتي إليها
وتعرفي إلى مشاعرها إزاء الموضوعات المختلفة، وقومي بتقويم فهمها لها.
دربي نفسك على المرونة، وأخبري معلمي ومعلمات ابنتك بالمدرسة بذلك؛ أمام كل ما تصدره ابنتك من انفعالات حادة، مع الحرص على توجيهها وليس عقابها.
وفّري لطفلتك فرص النجاح لها؛ حتى لا يتدنى مفهوم الذات لديها، وعلّميها ممارسة عمليات التعويض الشرعي؛ للتخفيف من حدة قلقها وتوترها وإحساسها بالدونية.
ساعدي طفلتك على اكتشاف وتحديد ميولها الدراسية والمهنية، ويتم ذلك بعمل مقابلات مع أصحاب التخصصات والمهن المختلفة.. بشكل لطيف يتناسب وسنها.
ساعدي طفلتك على اتخاذ سياسة التعاون والتكامل، بدلاً من التنافس والانفصال عن الجماعة، ونمّي لديها الشعور بـ"نحن" بدلاً من شعور "الأنا".
درّبي طفلتك المراهقة على ضغط انفعالاتها، وتعليق الحكم على الأمور بعد تفهم الظروف المحيطة.. والاستماع لحجة الطرف الثاني.
ولا تنسي تدريب طفلتك المراهقة على أسلوب النقد السليم؛ وذلك بإخبارها أن توجّه النقد للأعمال وليست الأفراد؛ للحد من شدة الانفعالات التي تنشأ عند نقد فرد لفرد.
في النهاية، ولضمان صداقة إنسانية جميلة تربطك بابنتك بعمر 13 عاماً؛ فلا تعامليها بطريقة مهينة، وفي حالة إصابتها بمشاكل نفسية؛ يجب إدخال تعديلات على البيئة والمناخ النفسي والبشري المحيط بها.. إلى جانب العناية الشخصية بها.