في الحياة هناك :
حيث المسابقة والتسابق نحو الوصول للكمالات ، التي لا تستثني ولا تقصي ورود الفشل بين تدافع الخطى ،
في بعض الأماكن والأوقات ، مع وضع ذاك الاحتمال ووضع العلاج للتعافي من ذاك العارض المدان .
ما تسير عليه حياة الكثير من الناس أنهم تائهون في الحياة تصفعهم الأحداث ،
وترديهم النكبات من غير أن يجعلوا منها نصل مناعة ،
كي لا تلتهمهم الحسرات ، وتحبسهم التحبيطات ، ولكي لا يكونوا ضحايا تنهشهم كواسر اليأس ،
وتنزع روح كفاحهم مدية الانكفاء على سيرة وتأريخ الماضي الذي فات .
قليل هم الذين يجعلون من الفشل والخطأ
سلّم نجاح به يتجاوزون ، ويتعالون على آهات وأنين الماضي ،
ويبتعدون بأجسادهم و أرواحهم عن جلد ذواتهم ، ولسان حالهم ومقالهم :
" ما فات مات والمرء وليد اللحظة والآن " .
ومنها ينطلق بجناحان يبتعد بهما عن مسرح الذكريات التي دفن فيها تلكم الأخطاء ،
ليبدأ بصفحة جديدة بعدما أضاف لرصيد حياته من التجارب والمشاهدات .
من هنا نفصل بين من :
" يخرج من رحم الماضي المعاش الذي طوقته الأخطاء بقوة ،
وعزيمة لا تعرف الخضوع والمستحيل " .
وبين من :
" يخرج منها وهو مكلوم يثعب كيانه وكنهه بالهزيمة والإنكسار " .
ليتنا نقول :
" يا أيها الخطأ شكرا ،
فمنك تعلمنا الصواب ،
ولولاك ما عرفنا وجهتنا ولا معنا لهذه الحياة " .
من هنا يطل برأسه السؤال :
لماذا لا نخضع أنفسنا لصدمات
الخطأ ؟ ولو كان عارضا وغير مقصود ، لنجعله وقود دفع ،
نحو التفوق وتجاوز البكاء على الأطلال الذي على أعتابه المقام يطول ،
بدل أن نجعله سببا :
للجمود والانحسار و الأفول !