05-23-2022, 07:36 PM
|
|
|
|
وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
تفسير الآية
ثم بين- سبحانه- الأسباب التي أدت إلى اختلاف المختلفين في أمر الدين، وإلى تفرقهم شيعا وأحزابا فقال.
وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ.
والاستثناء مفرغ من أعم الأوقات والأحوال والضمير في قوله تَفَرَّقُوا يعود على كل الذين اختلفوا على أنبيائهم، وأعرضوا عن دعوتهم.
وقوله بَغْياً مفعول لأجله، مبين السبب الحقيقي للتفرق والاختلاف.
أى: وما تفرق المتفرقون في أمر الدين.
وأعرضوا عما جاءتهم به رسلهم، في كل زمان ومكان، إلا من بعد أن علموا الحق، ووصل إليهم عن طريق أنبيائهم، ولم يحملهم على هذا التفرق والاختلاف إلا البغي الذي استولى على نفوسهم، والحسد لرسل الله- تعالى- على ما آتاهم الله من فضله.
فقوله- تعالى-: إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ زيادة في ذمهم، فإن الاختلاف بعد العلم، أدعى إلى الذم والت****، لأنه يدل على أن هذا الاختلاف لم يكن عن جهل، وإنما كان عن علم وإصرار على الباطل.
وقوله- تعالى- بَغْياً بَيْنَهُمْ زيادة أخرى تحمل كل عاقل على احتقارهم ونبذهم، لأن هذه الجملة الكريمة تدل على أن اختلافهم لم يكن من أجل الوصول إلى الحق، وإنما كان الدافع إليه، البغي والحسد والعناد.
أى: أن اختلافهم على أنبيائهم كان الدافع إليه الظلم وتجاوز الحد، والحرص على شهوات الدنيا ولذائذها، والخوف على ضياع شيء منها من بين أيديهم.
ثم بين- سبحانه- بعض مظاهر فضله ورحمته بهذه الأمة فقال: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ.
والمراد بهذه الكلمة: ما وعد الله- تعالى-: نبيه صلّى الله عليه وسلّم من أنه لن يهلك أمته بعذاب يستأصل شأفتهم، كما أهلك قوم نوح وغيرهم، ومن أنه- تعالى- سيؤخر عذابهم إلى الوقت الذي يختاره ويشاؤه- سبحانه-.
أى: ولولا كلمة سبقت من ربك- أيها الرسول الكريم-، بعدم إهلاكهم بعقوبة تستأصل شأفتهم، وبتأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى في علمه- تعالى- لقضى بينهم بقطع دابرهم بسبب هذا الاختلاف الذي أدى بهم إلى الإعراض عن دعوتك، وإلى عكوفهم على كفرهم.
وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ وهم أهل الكتاب المعاصرين لك من اليهود والنصارى مِنْ بَعْدِهِمْ أى: من بعد الذين سبقوهم في الاختلاف على أنبيائهم.
لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ أى: لفي شك من هذا القرآن.
ومن كل ما جئتهم به من عند ربك، هذا الشك أوقعهم في الريبة وقلق النفس واضطرابها وتذبذبها، ولذلك لم يؤمنوا بما جئتهم به من عند ربك.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
( وما تفرقوا ) قال ابن عباس : يعني قريشا .
( إلا من بعد ما جاءهم العلم ) محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وكانوا يتمنون أن يبعث إليهم نبي ؛ دليله قوله تعالى في سورة فاطر : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير يريد نبيا .
وقال في سورة البقرة : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) على ما تقدم بيانه هناك .
وقيل : أمم الأنبياء المتقدمين ، فإنهم فيما بينهم اختلفوا لما طال بهم المدى ، فآمن قوم وكفر قوم .
وقال ابن عباس أيضا : يعني أهل الكتاب ، دليله في سورة المنفكين : وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة .
فالمشركون قالوا : لم خص بالنبوة! واليهود حسدوه لما بعث ، وكذا النصارى .
( بغيهم بينهم ) أي : بغيا من بعضهم على بعض طلبا للرياسة ، فليس تفرقهم لقصور في البيان والحجج ، ولكن للبغي والظلم والاشتغال بالدنيا .
ولولا كلمة سبقت من ربك في تأخير العقاب عن هؤلاء .
إلى أجل مسمى قيل : القيامة ، لقوله تعالى : بل الساعة موعدهم .
وقيل : إلى الأجل الذي قضي فيه بعذابهم .
( لقضي بينهم ) أي : بين من آمن وبين من كفر بنزول العذاب .
وإن الذين أورثوا الكتاب يريد اليهود والنصارى .
من بعدهم أي : من بعد المختلفين في الحق .
لفي شك منه مريب من الذي أوصى به الأنبياء .
والكتاب هنا التوراة والإنجيل .
وقيل : إن الذين أورثوا الكتاب قريش .
من بعدهم من بعد اليهود والنصارى .
لفي شك من القرآن أو من محمد .
وقال مجاهد : معنى من بعدهم من قبلهم ، يعني من قبل مشركي مكة ، وهم اليهود والنصارى .
,lh jtvr,h Ygh lk fu] lh [hxil : hgNdm vrl 14 s,vm hga,vn hgH]f hg.,vd jtvrkh dhHig
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
05-24-2022, 12:21 AM
|
#2
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ خياط على المشاركة المفيدة:
|
|
05-24-2022, 07:38 AM
|
#3
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
طرح قيم جزاك الله خير
يعطيك العافية على ماقدمت
لقلبك السعادة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
05-24-2022, 12:19 PM
|
#4
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيبة مشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
05-26-2022, 03:56 PM
|
#5
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خياط
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب نورت الموضوع بوجودك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-26-2022, 03:57 PM
|
#6
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيبة مشاعر
كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب نورت الموضوع بوجودك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-26-2022, 03:57 PM
|
#7
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحبة السمو
طرح قيم جزاك الله خير
يعطيك العافية على ماقدمت
لقلبك السعادة
كل الشكر والامتنان على مرورك الطيب نورت الموضوع بوجودك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-29-2022, 08:45 AM
|
#8
|
رد: وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم : الآية رقم 14 من سورة الشورى
===============
يعطيك الف الف عافيه موضوع رااائع وجهود أروع ننتظر مزيدكم بشوووق
===============
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| | | | | | | |