{قال فاخرج منها فإنك رجيم }
إبليس شيطان لأنه أبعد آدم عن الجنة ويبعد ذريته عن الله فلا يجدون غير الله يلجؤون إليه،
وهو اللعين؛ لأن ذنبه التصق به ودام إبعاده فاستحق العقاب من الله تعالى،
لكن ما
المراد بوصفه بأن "رجيم"
مادة "رجم" مستعملة في الإبعاد والتغييب والستر؛
ويكون ذلك بعدة أساليب؛ منها القتل، والطرد، والسجن، والهجر،
ومن أدواته؛ الرمي بالحجاردة لطرده أو قتله، والهجران له، وإبعاده بالسب والشتم ورميه بالقول.
فالمرجوم قد لزمه تغير حاله بإفراده وإبعاده والإحاطة به مغلوبًا على أمره،
ففي (لسان العرب) مادة "رجم"
الرجم : القتل، لأَنهم كانوا إِذا قتلوا رجلاً رَمَوْهُ بالحجارة حتى يقتلوه، ثم قيل لكل قتل رَجْمٌ، ومنه رجم الثيِّبَيْنِ إِذا زَنَيا، وأَصله الرمي بالحجارة. [فمتى قتل غاب عن الحياة وغاب جسده تحت الحجارة والتراب]
والرَّجْمُ الهِجْرانُ، والرَّجْمُ الطَّرْدُ، والرَّجْمُ الظن، والرَّجْمُ السَّب والشتم. [وكلها في البعد والخفاء لأن الهجر والطرد والسب والشتم يؤدي إلى البعد ومع البعد الستر والخفاء، والظن يكون فيما خفي وستر وليس عليه دليلا صريحًا]
والرَّجْمُ القول بالظن والحَدْسِ، وفي الصحاح: أَن يتكلم الرجل بالظن؛ ومنه قوله: {رَجْمًا بالغيب}.
ومنه قوله تعالى: {سَيقُولونَ ثَلاثةٌ رابعهم كَلْبُهُمْ ويقولون خَمْسَةٌ سادِسُهم كَلْبُهُمْ رَجْمًا بالغيب}؛ وما يعانيه المُنَجِّمُونَ من الحَدْسِ والظن. [وهو قول فيما خفي وستر ، ولا يقين فيه، فلا يعرف أنهقد أصاب حقيقة أم لم يصبها]
وراجَمَ عن قومه: ناضَلَ عنهم. [لإبعاد وطرد أعدائهم أو المتكلمين فيهم ]
والرَّجْمُ والرِّجامُ: الحجارة المجموعة على القبر؛ [فهي ساترة ومخفية لما تحتها]
ورَجَمَ القبر وضع عليه الحجارة. [غطَّاه وستره بالحجارة]
والرَّجْمُ أَيضاً: الحُفْرَةُ والبئر والتَّنُّور. [وكلها لستر باطنها عن النظر مباشرة فيها]
والرُّجمة، بالضم: وِجارُ الضبع.[لكونه يستر ويخفي الضبع في داخله من الجبل ]
ويقال: صار فلان مُرَجَّمًا لا يوقف على حقيقة أَمره؛ ومنه الحديث المُرَجَّمُ، [لستر وخفاء حاله والمقصد من موقفه وكلامه]
والمَراجمُ: الكلِمُ القَبيحة. ولسان مِرْجَمٌ إذا كان قَوَّالاً. [ يطرد ويبعد من شاتمه بقبح كلامه الذي يرميه به]
والرِّجامُ: حجر يشد في طَرَف الحبل، ثم يُدَلَّى في البئر فتُخَضْخَض به الحَمْأَة حتى تثور، ثم يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتستنقى البئرُ، وهذا كله إِذا كانت البئر بعيدة القعر لا يقدرون على أَن ينزلوا فَيُنْقُوها، [وهذا الفعل فيما بعد وستر عن العين لبعد قعر البئر]
وقال ثعلب: الرَّجْمُ الخَليل والنَّدِيم. [فعندهما السر الخفي لخليلهما.]
والتَّرْجُمانُ والتُّرْجُمانُ: المفسِّر، ويقال: قد ترْجَمَ كلامَه إِذا فسره بلسان آخر. [تاء ترجم مثلها مثل تاء تقدم وتأخر، تؤخر المتقدم وتقدم المتأخر، والكلام الأعجمي المستور معناه تجعله مفهومًا وتبعد عجمته بالتفسير له]
ومَرْجُومٌ: لقب رجل من العرب كان سيِّداً ففاخر رجلاً من قومه إِلى بعض ملوك الحِيرة فقال له: قد رَجَمْتُكَ بالشرف، [قد يريد بقوله؛ أنه أبعده عن مجلسه ورمى به قومه بما يشرفه بتعيينه سيدًا على قومه]
وكلام آخر في لسان العرب ... ولكن فيه نظر؛
((والرَّجْمُ اللعن، ومنه
الشيطان الرَّجِيمُ أَي المَرْجُومُ بالكَواكب، صُرِفَ إِلى فَعِيلٍ من مَفْعُولٍ، وقيل: رَجِيم ملعون مَرْجوم باللعنة مُبْعَدٌ مطرود، وهو قول أَهل التفسير، قال: ويكون الرَّجيمُ بمعنى المَشْتُوم المَنسْوب من قوله تعالى
وقوله تعالى، حكاية عن قوم نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لتَكونَنَّ من المَرْجومينَ؛ قيل: المعنى من المَرْجومين بالحجارة، وقد تَراجَمُوا وارْتَجَمُوا؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد: فهي تَرامى بالحَصى ارْتِجامها والرَّجْمُ ما رُجِمَ به، والجمع رُجومٌ.
والرَّجْمُ والرُّجُوم: النجوم التي يرمى بها. قال الله تعالى في الشُّهُب: وجعلناها رُجوماً للشياطين؛ أَي جعلناها مَرامي لهم.
وفي حديث قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاثٍ: زينةً للسماء، ورُجوماً للشياطين، وعَلاماتٍ يُهْتَدى بها؛ قال ابن الأَثير: الرُّجُومُ جمع رَجْمٍ، وهو مصدر سمي به، ويجوز أَن يكون مصدراً لا جمعاً))