12-16-2021, 08:46 PM
|
|
|
|
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى
قوله تعالى: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73]
﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾: القائل هو الله عز وجل؛ أي: فقلنا لهم بما أوحيناه إلى نبينا موسى: ﴿ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾.
والضمير في قوله: ﴿ اضْرِبُوهُ ﴾ يعود إلى القتيل المذكور في قوله: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 72]، والضمير في قوله: ﴿ بِبَعْضِهَا ﴾ يعود إلى ما عاد إليه الضمير في قوله: ﴿ فَذَبَحُوهَا ﴾ [البقرة: 71]، وهي البقرة المأمور بذبحها في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67].
أي: اضربوا هذا القتيلَ ببعض هذه البقرة؛ أي: بجزء منها، أو بعضو منها، فضربوه ببعضها فأحياه الله، وأخرَج ما كانوا يكتمون، فأخبَر بقاتله.
﴿ كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى ﴾ الكاف: للتشبيه، والإشارة إلى محذوف للإيجاز؛ أي: فضربوه ببعضها فأحياه الله؛ أي: مثل إحياء الله تعالى هذا القتيلَ يُحيي الله عز وجل الموتى، كما قال عز وجل: ﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ [يس: 53].
﴿ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾؛ أي: وكذلك يظهر الله لكم آياتِه الكونية والشرعية، الدالة على عظمته عز وجل، فإحياء القتيل بضربه بجزء من البقرة آيةٌ من آيات الله الكونية.
وأمرُ الله عز وجل لموسى بأمرهم بذبح بقرة، وضرب القتيل ببعضها، وحياته بذلك وإخباره بقاتله - إظهارٌ وبيان لصدق ما جاءهم به موسى من هذه الآيات، ومعجزة وكرامة له.
وقد ذكر الله عز وجل ما خلَقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع من هذه السورة:
في قوله: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ [البقرة: 56]، وهذه القصة، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ﴾ [البقرة: 243]، وقصة الذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها في قوله تعالى: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [البقرة: 259]، وقصة إبراهيم والطيور الأربعة في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ﴾ [البقرة: 260].
﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾؛ أي: لأجل أن تعقلوا عن الله عز وجل آياتِه وتتفهموها، وتتأملوا فيها وتتدبروها، وتنتفعوا بما منَحَكم الله من عقول.
وفي الإخبار بهذه القصة عَلَمٌ من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلالة على نبوة موسى عليه الصلاة والسلام، وعلى قدرة الله تعالى التامة على إحياء الموتى، وإثبات المعاد، وتحذير من التشدد في الدين وعواقبه الوخيمة، ومقابلة الظالم الباغي بنقيض قصده شرعًا وقدرًا، فإن القاتل قصدُه ميراث المقتول، ودفع القتل عن نفسه، ففضَحَه الله وهتكه، وحرَمَه ميراث المقتول.
المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
tQrEgXkQh hqXvAfE,iE fAfQuXqAiQh ;Q`QgA;Q dEpXdA hgg~QiE hgXlQ,XjQn hgXlQ,XjQn hqXvAfE,iE fAfQuXqAiQh dEpXdA tQrEgXkQh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ جنون الحرف على المشاركة المفيدة:
|
|
12-16-2021, 09:08 PM
|
#2
|
رد: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيبة مشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
12-17-2021, 01:48 AM
|
#3
|
رد: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى
~
سلمت كفوفك لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك .~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عزوف على المشاركة المفيدة:
|
|
12-17-2021, 05:43 AM
|
#4
|
رد: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك
..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
12-17-2021, 11:31 AM
|
#5
|
رد: فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
| | | | |