حول العالم نجد العديد من الأشخاص الذين يقومون بأكل بعض الأشياء الغريبة، مثل الذين يأكلون الورق أو يأكلون الزجاج ويرجع السبب وراء ذلك إلى وجود العديد من الاضطرابات النفسية، مثل متلازمة تريكوفاجيا وهي متلازمة أكل الشعر القهري، حتى أن علماء علم النفس قاموا بإدراج هذه المتلازمة ضمن قائمة الاضطرابات النفسية، وهي عبارة عن متلازمة قهرية يقوم فيها المصاب بنتف شعره وتناوله.
تعرف متلازمة تريكوفاجيا باسم متلازمة رابونزل، وذلك نسبة لقصة صاحبة الشعر الطويل التي جاءت في قصص الأخوين غريم، وهي مجموعة قصص إنجليزية قديمة، كما أن هذه المتلازمة ليست مرتبطة بتناول الشعر فقط، بل غالبًا ما تصاحبها ظاهرة اضطراب نتف الشعر، أو ما يعرف بهوس نتف الشعر، وتصيب هذه المتلازمة الأمعاء وتسبب للإنسان العديد من المخاطر الصحية والتي سنتحدث عنها لاحقًا.
نقلًا عن خبراء علم النفس فإنهم يقولون أن اضطراب أكل الشعر هو أحد الاضطرابات الموجودة في الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية والوسواس القهري، لأنه مرض قهري متكرر، ولقد تم إدراجه في الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية والوسواس القهري لأن هذا الدليل يحتوي على مجموعة متنوعة من السلوكيات المتكررة بشكل قهري والتي تقوم بالتركيز على ما يتعلق بالجسم، وذلك مثل متلازمة قضم الأظافر أو متلازمة العض على الشفاه.
وتقول الطبيبة سوزان موتون أودوم (رئيسة قسم علم النفس بكلية بايلور للطب في هيوستن) والتي كانت مصابة بهذه المتلازمة وهي صغيرة، تقول أن المصاب بمتلازمة تريكوفاجيا يشعر بأن نتف الشعر هو عامل مهدئ ذاتي، وأنه طريقة فعالة تساعده على الاستغراق في النوم بشكلٍ عميق، كما قالت أنه يمكن التعرف على المصابين بهذه المتلازمة عن الطريق إجراء اختبار الجهاز الهضمي أو الخضوع لمنظار المعدة ، والذي يعمل على كشف الإصابة بهذا الاضطراب.
اخترنا لكمكلمات جداويه تضحك
قد تكون أعراض متلازمة غير واضحة للأشخاص المحيطين للشخص المصاب، وذلك لأن معظم الأعراض هي أعراض بدنية بالتالي تكون مخفية عن المحيطين به، كما تؤكد الطبيبة كاثرين فيليبس وهي أستاذة بجامعة ورن ألبرت بانجلترا في قسم علم النفس السلوكي، وتقول أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة وخاصةً الفتيات المراهقات، وغالبًا ما تظهر أعراض الإصابة بمتلازمة تريكوفاجيا على الشخص المصاب منذ مرحلة الطفولة، ومن أبرز أعراض متلازمة تريكوفاجيا:[1][2]
نزول شعر مع البراز.
الشعور بآلام في البطن بصورة متكررة.
الشعور الدائم بالغثيان نتيجة تراكم الشعر في الأمعاء.
الإصابة بالقيء.
فقدان الشهية.
شحوب الوجه.
الإصابة بالاكتئاب.
عد وجود الشعر في بعض المناطق بفروة الرأس، أي الإصابة بالصلع بشكل جزئي، مما يدفع بعض المصابين بهذا الأمر بارتداء الشعر المستعار من أجل إخفاء الأمر.
علينا أن نعلم أنه من الصعب ملاحظة هذه الأعراض حتى على القريبين من الشخص المصاب، وذلك بسبب أن معظم الأعراض ليست ظاهرة للمحيطين إلا عن طريق المراقبة عن كثب، لذلك إن قمت باكتشاف أحد هذه الأعراض على شخص قريب منك عليك التوجه به لأجل الخضوع لبعض التحاليل والفحوصات، لأن هذه الأعراض تدل على احتمالية إصابة الشخص بهذه المتلازمة وهي غالبًا ما تقود إلى الوفاة إن لم يتم الخضوع للجراحة، ويمكن معرفة كيفية تشخيص متلازمة تريكوفاجيا كما يأتي:[3]
اخترنا لكمكيف تعرف ان شخص معجب بك دون ان يتكلم ” من نظراتة “
تحليل صورة دم كاملة CBC.
الخضوع لمنظار المعدة.
القيام بفحص الأشعة المقطعية CT.
القيام بالتصوير المغناطيسي والموجات فوق الصوتية Ultrasound.
تعتبر متلازمة تريكوفاجيا اضطرابًا نفسيًا كما أنها تقع ضمن قائمة الاضطرابات النفسية الموجودة في الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية والوسواس القهري، ومن الأسباب التي تسبب الإصابة بمرض تريكوفاجيا هي الأسباب الآتية:
هوس نتف الشعر
إن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة تريكوفاجيا هم الأشخاص المصابون بهوس نتف الشعر، لأنهم في العادة يشعرون بأنهم مجبرون على نتف شعرهم، مما يجبرهم على وضع هذا الشعر المنتوف في الفم بعد قطعه، لأن هذا يُشعرهم بالسعادة والاسترخاء، وذلك عند وضع الشعر على طول الشفاه، كما أن هناك بعض الدراسات التي أكدت أن الأشخاص المصابين بهوس نتف الشعر 20% منهم يقومون بأكله وهذه أحد عاداتهم اليومية، كما أثبتت دراسة أخرى أن هؤلاء الأشخاص الذين يتناولون الشعر بشكلٍ يومي هما الذين يصابون بتكتل لكرة الشعر في المعدة، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل القرحة والأورام التي تستدعي استئصال المعدة.
اضطراب الوسواس القهري
تقع متلازمة تريجوفاجيا ضمن الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية والوسواس القهري، أي أن هذه المتلازمة هي عبارة عن عادة قهرية يقوم بها المصاب والذي يعاني من مرض الوسواس القهري، لأنها قائمة على بعض الأوهام والهواجس في مخيلة الشخص. مخاطر الإصابة بمتلازمة تريكوفاجيا
عند ملاحظتك لأحد أعراض متلازمة تريكو فوجيا يجب على المريض الخضوع للفحوصات اللازمة وذلك لما يحمله هذا المرض من الخطورة على حياة المصاب مما قد يودي بحياته وذلك طبقًا لتقرير أطباء قسم علم النفس في الولايات الأمريكية المتحدة، وأن هذا المرض قد تودي بحياة المصابين به، وذلك بسبب أن الجسم يجد صعوبة في القيام بتحليل الشعر وهضمه داخل المعدة، وبالتالي تتراكم كميات كبيرة من الشعر بالأمعاء، وهو ما قد يتسبب في أحد الأمور الآتية:[3]
اخترنا لكمما هي أكثر الالوان جاذبية ؟.. وملفتة للنظر
الإصابة بقرحة في المعدة.
الإصابة بالانسداد في أمعاء بسبب حدوث عرقلة في القناة الهضمية.
عند إدراكنا لإصابة من حولنا بهذا المرض علينا اللجوء للعلاج بالطبع، وينقسم علاج متلازمة تريكوفاجيا إلى مرحلتين، وبالطبع يعتمد ترتيب هذه المراحل على حالة المريض، فهناك بعض الحالات التي تستدعي اللجوء إلى الجراحة أولًا وهناك حالات أخرى لا تستدعى اللجوء إلى التدخل الجراحي لأن المرض يكون في بدايته، بالتالي فإن كانت حالة المريض متفاقمة عليه أن يلجأ أولًا إلى التدخل الجراحي على الفور، وهذا ما سوف تحدده التحاليل والأشعة التي يجب أن يقوم بها المريض فور اكتشاف الأمر.[1]
العلاج بالجراحة
يتم التدخل الجراحي عن طريق إجراء عملية في المعدة لإزالة كتل الشعر وذلك قبل أن يتفاقم الأمر، عن طريق إحداث شق من منتصف المعدة العلوي ثم يتم التخلص من كتل الشعر في الداخل، لكن إذا كان المريض مصاب بأي ورم يتم استئصال جزء من الأمعاء.
علاج سلوكي معرفي
متلازمة تريكوفاجيا وهي أكل الشعر هي متلازمة لا يمكن التعامل معها في المنزل دون اللجوء إلى العلاج، لأن هذا الفعل هو أمر قهري يحدث للإنسان وبالتالي لا يمكن للأساليب العادية أن تؤتي ثمارها في علاج هذا المرض لذلك يجب أن نلجأ للعلاج المعرفي السلوكي من أجل العلاج وهذا ما أكدته جميع المصادر العلمية والذي يستلزم من أهل المريض ما يأتي:
يجب أن يتقبل كلًا من الأم والأب ما يمر به الطفل ، ويجب أن يقوموا بعدم إبداء التوتر والخوف أماه لأن هذا سيزيد من الأمر ولن ينفعه.
يجب البحث عن جميع وسائل التهدئة التي يمكن أن تساعد الطفل على تهدئة جهازه العصبي، والحرص على عدم تعرضه لنوبات توتر.
يجب أن يخضع المريض للمراقبة خاصةً عند قيامه بنتف شعره.
يجب أن يلجأ الجسم لمنفس آخر عند التعرض لحالة توتر أو تعصب، مثل القيام بالضغط على كرة التوتر بدلًا من إفراغ هذه الطاقة على الشعر.
يجب أن نحرص على أن يبتعد المريض عن الأمور التي قد تحفز نتفه للشعر، مثل الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز.