تندرج المدافئ تحت ثلاث خانات:
• المدافئ الحطب المدمجة بالحوائط، والمزوّدة بمداخن ترتفع إلى أسطح الأبنية، حتّى تنفث ثاني أُكسيد الكربون في الأعلى. في هذا الإطار، يُرجع المهندس شامي تاريخ المدافئ المذكورة إلى قرون خلت، ويلفت إلى حضورها البارز في الشقق الفرنسيّة التابعة للأبنية المصّممة وفق الطراز الهوسماني (نسبة إلى المهندس والسياسي جورج أوجين هوسمان (1809- 1891) الذي وضع مخطّط باريس في القرن التاسع عشر، لغرض تحسين عماراتها). ويقول إن "المدافئ الحطب عرفت تشكيل الحوافي حولها، باستخدام الحجر أو الجصّ، وذلك في قرون لاحقة"، ويضيف أنّها "عمّرت طويلاً، وصولاً إلى وقتنا الراهن، حيث يرغب أصحاب المنازل في جعلها تلازم مساحاتهم العصريّة، وذلك لاستنشاق رائحة الحطب".
• المدافئ الغاز؛ تتطلّب بدورها حضور المداخن، بيد أن الفارق مع تلك التي يشغّلها الوقود الحطبي يتمثّل في أن مداخن الأولى قصيرة، ومزوّد كلّ منها بقسطلين أحدهما يدخلها الأُكسيجين إلى المساحة، فيما الثاني يقوم بوظيفة إخراج هبّ السخونة إلى واجهة البناء. هذه المدافئ حديثة العهد نسبيّاً حسب المهندس شامي، إذ ترجع إلى عشرين عاماً خلت، مع تطوّرات طالتها. تغطّى واجهات المدافئ الغاز الأماميّة بالزجاج المقسى، علماً أن الواحدة منها قد تستوعب واجهتين، بحيث تحقّق القطعة الفصل بين قسمي المساحة المفتوحين على بعضهما البعض.
• المدافئ العاملة بطاقة الـ"بيو إيثانول"، والرائجة أخيراً، سهلة التركيب، لأنّها عبارة عن قوالب جاهزة، بحيث يثبت القالب منها في قاعدة مصنوعة من الرخام أو من الحديد. لا تتطلّب المدافئ الحديثة المذكورة حضور المداخن أو تجهيز الإمدادات حتّى تستوعبها المساحات العصريّة، وإنما يكفي وجود نقطة كهرباء لتشغيل الواحدة منها، بوساطة جهاز التحكّم عن بعد (الريموت كونترول). لكن، بخلاف النوعين المذكورين آنفاً، لا تسخّن المدفأة المسيّرة بطاقة الـ"بيو إيثانول" المساحة، وإنما هي تحلّ في المنزل، لطمع صاحبه بالجوّ الذي تشيعه في المساحة العصريّة.
أضف إلى جاذبيّة المدافئ، يولي المصمّمون الديكورات التي تحيط بها أهمّية، سواء لناحية المواد التي يشتغلون عليها في التصاميم أو الإكسسوارات أو عناصر التحلية التي توزّع فيها... سؤال "سيدتي. نت" شامي عن المواد الأكثر استخداماً، في هذا الإطار، يجب عنه، قائلاً إن "نوع المدافئ مقرّر للتصميم المحيط؛ فخطوط المدرسة الكلاسيكيّة (أو الطراز الريفي) مناسبة لتلك العاملة على الحطب، أمّا الاتجاه الحديث سائد، مع المدافئ الشغّالة على الغاز أو البيو إيثانول". ويضيف أن "الاشتغال على الحديد بارز أخيراً، كما إعداد توليفة من الرخام الإيطالي مع لمسات من الخشب. بالمقابل، يندر الحجر في التصميم العصري حول المدفأة". ويبلور نقطة هامّة، مفادها أن "المدافئ، لا سيّما تلك العاملة على الغاز أو الـ"بيو إيثانول"، لا ترتبط غالباً بإحماء المنازل الواقعة في مناطق باردة بل بتحقيق جوّ عائلي مريح. لذا، تكثر المدافئ أخيراً في المنازل الواقعة في مدن ساحليّة معتدلة أو حتّى حارّة".
المدفأة نقطة محوريّة في التصميم الداخلي، بحيث تتوزّع الجلسة (الديوان) حول نارها، وتتعدّد وسائط الترفيه، منها: شاشة التلفزيون أو طاولة البلياردو أو الـ"بيبي فوت"... فالمدفأة تجمع أفراد المنزل معاً أو هؤلاء بضيوفهم، أو حتّى هي تغري بالاسترخاء بجوارها، صحبة كتاب.
من جهةٍ ثانيةٍ، هي الفاصل بين أجزاء المساحة، كركني الجلوس والأكل، أو صالة الاستقبال وغرفة الجلوس العائليّة.
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]