اكتشف باحثون أن عمر منحوتات الإبل في محافظة الجوف، الواقعة شمال المملكة العربية السعودية، قد يصل إلى ثمانية آلاف عام، وليس ألفي عام فقط كما كان يُعتقد، للتشابه بينها وبين أعمال فنية مُكتشفة في مدينة البتراء الأردنية.
وهذا الاكتشاف يجعل من منحوتات الإبل أقدم من الأهرامات المصرية، وضعف عمر صخور «ستونهنج» البريطانية.
واعتمد فريق الباحثين من أوروبا والشرق الأوسط على استخدام أدوات مختلفة لتحديد عمر منحوتات الإبل بشكل دقيق، بينها علامات الأدوات وتشريح عظام الحيوانات المكتشفة في أماكن قريبة، مع تقييم العوامل الجوية على المنحوتات، وكثافة الطبقات العليا للصخور.
وتوصلوا إلى أن تلك المنحوتات تعود إلى عصور سحيقة أقدم بكثير مما كان يُعتقد. وأكد بحثهم، المنشور في مجلة علم الآثار، بداية الشهر الجاري، أن عمرها يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف عام مضى.
ووجد الباحثون أن الجزيرة العربية مرت بفترة من الأمطار الغزيرة خلال عصر الهولوسين، ما جعلها موطن لأسلافنا من البشر، والحياة البرية المتنوعة، نحتوا أشكالها في سفوح المنحدرات.
كما توصلوا إلى أن كل منحوتة إبل ربما استغرقت ما بين عشرة إلى 15 يوم عمل. وبالنظر إلى حجم المنحوتة، وجميعها بالحجم الطبيعي أو أكبر، يجزم الباحثون أنه من المستحيل إتمام العمل بدون استخدام سقالات. ويعتقد الباحثون، من تصميم المنحوتة والأدوات المستخدمة، أن هناك هدف مهم وراء البناء.
ويبدو أن المنحوتات صُنعت بأدوات حجرية خلال الألفية السادسة قبل الميلاد، وهي الفترة التي كانت فيها القبائل ترعى الماشية والأغنام والماعز. وبحلول أواخر الألفية، جرى نحت معظم النقوش، إن لم يكن كلها، ما يجعل النقوش البارزة من موقع الإبل أقدم نقوش معروفة في العالم.
وقال أحد الباحثين، إن الحجم والإشارات إلى موسم التزاوج في نقوش الإبل قد تعني أنها مرتبطة بشكل ما بالدورة السنوية للفصول الرطبة والجافة.
ويعد الفن الصخري صعبًا للغاية حتى الآن، لا سيما في موقع الإبل في محافظة الجوف، حيث تسبب التعرية في إتلاف النقوش ثلاثية الأبعاد على نطاق واسع.