أكدت الإحصاءات أن: 63 بالمائة من الأطفالِ بين 2 و 4 سنوات في جميعِ أنحاءِ العالم - حوالي 250 مليون طفل- يتعرضون للعقابِ الجسدي، واعتبرت 62 دولة هذه الممارسة من أشكالِ العنف.
إذ يستخدمُ مقدمو الرعاية ودور رعايةِ الأطفال في مناطق عديدة من العالم العقابَ الجسدي كردِ فعلٍ على سوءِ السلوك المتصورِ لدى الأطفال.
وهناك 94 بالمائة من الآباءِ يضربُون أطفالهم في سن الثالثةِ والرابعة، ويَعُدُّون الضربَ طريقة لحلِ المشكلات، وقد يستمرون في ذلك في مراحل لاحقةٍ من العمر.
ورغم ذلك لا يوجد دليلٌ على أن العقابَ الجسدي مفيدٌ للأطفال، بل تشير جميعُ الأدلة إلى أن العقابَ الجسدي يضر بنموِ الأطفالِ وقدر تقبلهم لذاتهم.
العقوبات البدنية على الأطفالِ تأتي بنتائجٍ عكسية؛ تُزيد من المشكلات السلوكية وتعزز المشاعرَ السلبية الأخرى بمرورِ الوقت.
العقاب البدني لا يرتبط بأي نتائج إيجابية للأطفال، بل يزيدُ من خطرِ تعرض الأطفال للعنفِ الشديد أو الإهمالِ.
الآباءُ يضربون أطفالهم لأنهم يعتقدون أن ذلكَ سيُحسن سلوكهم؛ والواقع الفعلي أن العقابَ البدني لا يحسن سلوكَ الأطفال بل يزيده سوءاً.
محاولة تهذيب سلوك الأطفال من خلال ضربهم وصفعهم على الوجهِ يُمكن أن يؤثرَ سلبًا على حالتهم المزاجية والسلوكية، ويجعلهم أشخاصًا عدوانيين في المستقبلِ.
الأثر الذي يتركه الضرب على تعديلِ سلوكيات الطفل يكون لحظيًّا، ويخلُف آثارًا أخرى سلبيةً في المستقبلِ.
الأطفال الذين يعاقَبون بشدةٍ يكونون أكثر عدوانية لدى بلوغهم سن 10 إلى 11 عاماً، كما أنهم يكونون أيضًا أقل إظهارًا للسلوكيات الإيجابية.
مسؤوليةُ الآباءِ في توجيهِ الطفلِ
طريقة تعامل الآباء مع أطفالهم في سن مبكرة يمكن أن يكون لها تأثيرٍ طويل الأمدِ على سلوكهم في مرحلةِ الشباب.لهذا ينبغي على الآباءِ تشجيعُ الأطفال على تنظيم مشاعرهم في سنٍ مبكرةٍ، والامتناعُ عن ضربهم، خصوصًا على الوجهِ.
ولأن عقابَ الطفل بدنيًّا له آثار طويلة الأمد، ومع رغبةِ الآباء في رعايةِ السلوكيات الإيجابية للطفل، يجب تعليم الطفل كيفية تنظيمِ سلوكياته في وقتٍ مبكرٍ.
هناك العديد من أساليب العقاب التي يمكن أن يعتمدَ عليها الوالدان في التأديب، مثل العزلِ لدقائق، وعدم التحدث معه لبعضِ الوقت، أو حرمانه من بعضِ الامتيازات.
وتُعَدُّ هذه الوسائل فعّالة مع الأطفالِ صغارِ السن، لكن عند دمج الضربِ مع وجود خطر أصدقاء السوء، أو التعرض لوسائلِ إعلام عنيفة، ستكون النتائجُ سيئةً جدًا.
تعرُّض الأطفال للعقابِ البدني في سنٍ مبكرةٍ يصيبهم بالعدوانية، كما يؤدي إلى تنامي التصرفاتِ العدوانية للأطفال بعد التحاقهم بالمدرسةِ.
للعقاب البدني علاقةٌ كبيرةُ بتطور الأمراضِ النفسية لدى هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمةٍ من العمر، مثل إصابتهم بالاكتئابِ والقلقِ وفقدانِ الأمل.
وكذلك ضعف النموِ الذهني كذلك، وما يتبعه من ضعفِ التحصيل العلمي، ونقص المادة الرمادية في المخِ.
ضرورة تزويد الوالدين بأساليبِ التربيةِ الصحيحة؛ يمكن توعيتهم بأن مقاومة الطفل لتناولِ الطعامِ لا يمثل تحديًا لوالديه، بل هو جزءٌ من التطورِ الطبيعي للطفلِ.[/CENTER]