10-26-2021, 02:40 AM
|
|
|
|
|
أذنان وفم واحد!
أذنان وفم واحد!
كان الكاتب الشهير (ديل كارنيجي) مدعوًا على حفلة أقامها أحد الأصدقاء ولكن المشكلة كانت أنه لا يعرف أحدًا في هذه الحفلة لكنه لم يستطيع ألا يلبي دعوة صديقه.
ذهب كارنيجي إلى الحفلة وقرر أن يستمتع بوقته، وبعد أن انتهى الحفل، اندهش صديق كارنيجي من كم المدعويين الذين أكدوا له أن كارنيجي شخص لطيف جدًا وأنه يجب أن يدعوه في كل الحفلات القادمة!
وبعد أن مضى الضيوف، هرع صديق كارنيجي عليه وسأله في لهفة: كيف فعلت هذا؟! قال كارنيجي: لم أتحدث قط، بل استمعت إليه فقط.
ما فعله ببساطة هو الاستماع، راح يسأل كل شخص عن حياته ويستمع لما يحكيه ويوجه الأسئلة في صميم ما يحب الناس الحديث عنه ويستمع لهم فقط.
ولذا نفهم أن هناك حكمة ربانية عميقة في أن يكون لنا أذنان وفم واحد وهي: أن نستمع أكثر مما نتكلم.
الاستماع الفعال: Effective listening
لو استمعت لوجهة نظر الناس واهتممت فعلًا بأن تعرف ما يقولونه وما يقصدونه ستتعجب جدًا من الفائدة التي ستعود عليك.
أولاً : سيحبك الناس:
كل شخص يحاول أن يتكلم عن تجاربه الشخصية.
الأول: اكتشفت مطعمًا رائعًا يقدم وجبات بحرية لذيذة ورخيصة الثمن وسريعة التحضير.
فقال الثاني: آممم، وأين هو؟! أنا أحب المأكولات البحرية جدًا.
فرد عليهم الثالث: أما أنا فلا أحب المأكولات البحرية أبدًا.
الناس يشعرون بالسعادة حين يتكلمون عن تجاربهم الشخصية، فلو منحتهم هذه السعادة سيحبونك ويشعرون أنك مهتم بهم وأنك مختلف عن باقي المتحدثين عن أنفسهم.
ببساطة .. استمع لهم بصدق كي يحبوك
ثانيًا ـ ستتعرف على أخطاء الإدراك لديك:
أكرم يكره والده، هكذا يؤكد دومًا للناس في كل مناسبة؛ فهو يؤكد أن والده لا يحبه ويصر على معاقبته بقسوة حين يخطئ ودائمًا ما يعطيه النصائح المباشرة في كل مناسبة وكأنه عديم الكفاءة ولا يستطيع التصرف وحده.
والد أكرم تربى بهذه الطريقة التي عرفها في حياته ولا يعرف طريقة أفضل، لذلك كان يحاول أن يؤكد حبه لأكرم بالطرق التي تربى بها؛ فكانت ممارساته هي تعبير عن حبه وليس العكس.
Ãلا تحكم على الناس من معنى تصرفاتهم بالنسبة لك بل بالنسبة لهم هم.
Ãسل الناس وصدق ما يقولون؛ لأن الناس لا يفكرون مثلما تفكر أنت، فلا تتعجب من إجاباتهم.
ثالثًا ـ ستفهم الناس أكثر:
لن يمكنك أن تكون صورة عن شخص معين إلا إذا تركته يتكلم واستمعت إليه، وقتها ستعرف كيف يفكر وستستطيع التعامل معه على هذا الأساس.
فمثلًا:
مديرك: هل رأيت مباراة الأمس بين الهلال والنصر؟! كانت مباراة غريبة.
أنت: فعلًا، لقد استحق النصر الهزيمة.
مديرك: استحق النصر الهزيمة؟! أنا نصراوي!
حسناً لو كنت صمت وسمعت؛ ماذا سيحدث؟
فلنعد للمثال مرة أخرى:
مديرك: هل رأيت مباراة الأمس بين الهلال والنصر؟! كانت مباراة غريبة.
أنت: ابتسامة وهزة رأس.
مديرك: النصر هزم رغم أنه أدى بشكل جيد، لقد أحزنني ذلك.
أنت: هكذا هي كرة القدم يا سيدي المدير، وسيعوض النصر في المباراة القادمة إن شاء الله.
هل عرفت أهمية الاستماع قبل أن تتسرع وتصدر أحكامًا؟!
الاستماع سيجعلك أكثر دراية بنفوس الآخرين، استغل أذنيك لفهم الناس أكثر؛ فهم يعطوننا مفاتيح شخصياتهم طوال الوقت حين يتحدثون، لكننا نقاطعهم لأننا نريد التحدث وإعطاءهم مفاتيحنا بدلًا منهم!
رابعًا ـ ستتعرف على دوافع الآخرين ونياتهم:
(نحكم على الناس من سلوكهم و نحكم على أنفسنا من نوايانا)
لان بيرسي
أحيانًا نكون على صواب فعلًا لكن الناس لا يفهمون هذا ويتعاملون معنا كما لو كنا على خطأ.
فمثلًا:
سامية فتاة متميزة هذا إن تغاضينا عن بعض الأمور الهامة، فقد كانت سامية تتجنب والدتها دائمًا، كانت ترفض مرافقتها في أي زيارة عائلية وترفض الذهاب معها للتسوق.
في أحد الأيام مرضت أمها بشدة لدرجة أنه قد تم نقلها إلى المستشفى، هل تعرف ماذا فعلت سامية حينها؟!
رفضت زيارتها كما رفضت حتى الاتصال للاطمئنان عليها! كيف هي سامية الآن؟
سامية فتاة سيئة، دعنا نستمع لرأي سامية نفسها فيما حدث:
(أمي لا تحبني؛ فيه دائمًا تفضل أختي عني، دائمًا تتكلم عنها كما لو كانت ابنتها الوحيدة، كنت أصطحبها كل يوم إلى السوق وأقضي لها حاجتها، لكن هذا لم يمنع تفضيلها لأختي، لقد حاولت التقرب لأمي كثيرًا، لكن هذا لم يفد؛ لذلك سأتوقف عما كنت أفعله من أجلها فهي لا تحبني ولا تريد مني شيئًا).
بالنسبة لسامية فهي ضحية بريئة تدافع عن ذاتيتها، هذه هي نظرتها لما تفعله، وهذا هو الحال عند كل من يقوم بسلوك سيء، فهو من الداخل مقتنع أنه يفعل الصواب!
الحكم على التصرفات لا على النية:
لا تعتقد أن الناس يجب أن يبجلوك بسبب قلبك الأبيض وسريرتك الصافية؛ بل راقب تصرفاتك وما الذي تفعله ولاحظ سلوكك.
مثال:
هل تذكر المرة الأولى التي سمعت فيها صوتك مسجلًا على شريط الكاسيت؟ لقد شعرت أن صوتك أسخف مما كنت تعتقد أليس كذلك؟! هل تعرف السبب؟ السبب هو أننا لم نعتد أن نراقب أنفسنا من الخارج، بل نراقب أنفسنا من الداخل فقط.
Ãسيحدث ذلك أيضًا إذا رأيت نفسك وأنت غاضب وأنت تتجادل وأنت تتعامل مع شخص ما بانفعال، ستفهم أن الناس يرونك من الخارج لا كما ترى نفسك من الداخل.
Ãأهم أساليب التواصل هو أن تدرك أن الآخرين يعتقدون دائمًا أنهم على صواب لذلك حاول أن تكلمهم من هذا المنطق.
وختامًا:
إليك جملة من النصائح التي تعينك على فهم الآخرين والتعامل معهم وتجعل من إنصاتك لهم انصاتًا فعالًا يدفعك إلى إقامة صلات قوية معهم، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
1.لا تكلم الناس بلغتك بل بلغتهم.
2.لا تحكم على الناس من معنى تصرفاتهم بالنسبة لك بل بالنسبة لهم هم!
3.تذكر قول ريتشارد باندلر: (وراء كل سلوك سلبي، نية إيجابية).
4.حاول أن تصل للنية الإيجابية التي وراء كل سلوك كي تستطيع التعامل معه.
5.لا تحكم على الأشخاص المقربين لك من سلوكهم؛ فهذا السلوك الذي تراه سلبيًا ما هو إلا انعكاس لنية إيجابية ما عليك أن تعرفها.
أهم المراجع:
1.كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ ديل كارنيجي.
2.لماذا من حولك أغبياء، شريف عرفة.
3.سحر الاتصال، محمد العطار.
4.أفضل ما قيل في النجاح، كاثرين كارفيلاس.
|
|
H`khk ,tl ,hp]!
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
10-26-2021, 02:51 PM
|
#2
|
رد: أذنان وفم واحد!
| | |