عندما تشتد النوازل، وتتصاعد الخطوب،
وتزداد الضوائق، وتكثر العقبات،
يحتاج العبد إلى من يأخذ بيده ويشد من أزره ويعلي من همته ويرفع من عزمه، ويجبر خاطره،
إن أعظم عبادة يتقرب بها المرء إلى ربه أن يجبر خاطر أخيه المسلم،
فيسري عنه، ويمده بالعون، ويرفع عن كاهله الهم ويعطي له النصيحة،
والذي يفعل ذلك يملك خلقًا عظيمًا هو جبر الخاطر.
إن الذي يعمل علي جبر الخاطر يمتلك سمو نفس وعظمة قلب ورجاحة عقل وسلامة صدر وتألق روح وسعة أفق
،
لأنه يجبر نفوسًا كسرت، وقلوبًا فطرت، وأجسادنا أنهكت، وأرواحا أرهقت،
يقول الإمام سفيان الثوري: ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم.
جبر خاطر أمك، والدك، أختك، أخيك، زوجتك، أولادك، أقربائك، جيرانك، إخوانك في الإسلام،
من تعرفهم ومن لا تعرفهم، تطرد عنهم جوعًا، تقضي عنهم دينًا، تكشف عنهم كربة، تقضي لهم حاجة، تعودهم في المرض، تواسيهم عند الفقد، تقف معهم في الشدة، تعطيهم عند الحاجة،
من أفضل القربات عند الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم مبينًا الطريق إلي جبر الخواطر وجزائه عند الله: « أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ يطْرُدُ عنهُ جُوعًا... »