في البداية، يجب تقديم الأطعمة المكونة من عنصر واحد التي لا تحتوي على سكر أو ملح (الألمانية)
متى يبدأ الرضيع تناول الطعام الصلب؟ ذلك الجدل الذي يدور بين الأمهات حول الوقت المناسب لإدخال الأطعمة للرضع، بين التعجيل بتلك الخطوة في الشهر الرابع أو الانتظار حتى بلوغ الرضيع 180 يوما.
بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يجب أن يعتمد الطفل على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمره لتحقيق النمو والتطور والصحة على النحو الأمثل.
وتعرف "الرضاعة الطبيعية الخالصة" بأنها عدم إعطاء الرضيع أي طعام أو شراب آخر -بما في ذلك الماء- سوى حليب الأم، لأنه الغذاء المثالي لنمو الرضع وتطورهم بصورة صحية.
في المقابل، بعد 180 يوم من الولادة يجب أن تكون الأطعمة كافية، وتوفر ما يكفي من الطاقة والبروتين والمغذيات الدقيقة لتلبية الاحتياجات الغذائية للطفل في مرحلة النمو. ويجب تحضير الأطعمة وإعطاؤها بطريقة آمنة لتقليل مخاطر التلوث.
كما تتطلب تغذية الأطفال الصغار رعاية وتحفيزا، لتشجيع الطفل على تناول الطعام.
آراء مختلفة لصالح الرضيع
تختلف المنظمات الصحية حول تحديد الوقت المناسب لإدخال الطعام الصلب (طعام الأسرة) للرضيع، ذلك لأن الانتقال من الرضاعة الطبيعية الحصرية إلى الاعتماد الكامل على الطعام التقليدي فترة ضعيفة للغاية؛ إذ إنه الوقت الذي يصاب فيه العديد من الأطفال بسوء التغذية.
ويسهم الاعتماد على الطعام الصلب بشكل كبير في ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم. لذلك، من الضروري أن يحصل الأطفال على أغذية تكميلية مناسبة وكافية وآمنة لضمان الانتقال الصحيح من فترة الرضاعة الطبيعية إلى الاستخدام الكامل للأغذية العائلية.
يسهم الاعتماد على الطعام الصلب بشكل كبير في ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية (بيكسابي)
متى وكيف تتخذين القرار؟
بحسب مايو كلينك، إن إعطاء طفلك الطعام لأول مرة هو حدث مهم في حياته. لذلك، إليك ما تحتاجين إلى معرفته قبل أن يأخذ طفلك اللقمة الأولى.
هل طفلك جاهز للأطعمة الصلبة؟
بداية من عمر 4 إلى 6 أشهر، يكون معظم الأطفال مستعدين لبدء تناول الأطعمة الصلبة لتكون مكملا للرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
خلال هذا الوقت، يتوقف الأطفال عادة عن استخدام ألسنتهم لدفع الطعام من أفواههم، ويبدؤون في تحريك اللسان لنقل الطعام الصلب من مقدمة الفم إلى الخلف من أجل البلع.
بالإضافة إلى العمر، ابحثي عن علامات أخرى تدل على أن طفلك مستعد لتناول الأطعمة الصلبة، على سبيل المثال:
هل يمكن لطفلك أن يرفع رأسه في وضع مستقيم وثابت؟
هل يمكن لطفلك الجلوس مستقيما مع وجود بعض الدعم مثل الوسادة؟
هل يلفظ طفلك يديه أو ألعابه؟
هل يبدي طفلك الرغبة في تناول الطعام بالانحناء للأمام وفتح فمه؟
إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة ووافق طبيب طفلك على ذلك، يمكنك البدء في استكمال النظام الغذائي السائل لطفلك.
ولكن احرصي على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، بما يعادل 32 أوقية في اليوم (946 ملليمترا).
ابدئي بتقديم الأطعمة المكونة من عنصر واحد التي لا تحتوي على سكر أو ملح. وانتظري 3 إلى 5 أيام بين كل طعام جديد لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من رد فعل، مثل الإسهال أو الطفح الجلدي أو القيء. بعد إدخال الأطعمة المكونة من عنصر واحد، يمكنك تقديمهما معا.
احرصي على اختيار الأطعمة المغذية، يعتبر الحديد والزنك من العناصر الغذائية المهمة في النصف الثاني من السنة الأولى لطفلك، وتوجد هذه العناصر الغذائية في اللحوم المهروسة.
ولا يعني إدخال الطعام للطفل، أن تطعميه البسكويت المليء بالسكر والمواد الحافظة.
ساعدي طفلك على الجلوس في وضع مستقيم وقدمي الحبوب بملعقة صغيرة مهروسة مرة أو مرتين يوميا بعد الرضاعة.
ساعدي طفلك على الجلوس في وضع مستقيم وقدمي الحبوب بملعقة صغيرة بعد الرضاعة (الألمانية)
ابدئي بتقديم ملعقة أو ملعقتين صغيرتين، وبمجرد أن يبدأ طفلك ابتلاع الحبوب السائلة، اخلطيها بكمية أقل من السائل مع زيادة حجم الحصص الغذائية تدريجيا. قدمي مجموعة متنوعة من الحبوب التي تحتوي على حبة واحدة مثل الأرز أو دقيق الشوفان أو الشعير. وتجنبي إطعام طفلك حبوب الأرز فقط بسبب التعرض المحتمل للزرنيخ.
أضيفي الخضروات والفواكه المهروسة تدريجيا، على أن تبدئي بنوع واحد من الخضروات أو الفواكه من دون إضافة سكر أو ملح. وانتظري من 3 إلى 5 أيام بين كل طعام جديد.
قدمي أطعمة مفرومة على شكل أصابع، في عمر 8 إلى 10 أشهر، حيث يمكن لمعظم الأطفال التعامل مع أجزاء صغيرة من الأطعمة المقطعة جيدًا، مثل الفواكه الطرية والخضروات والمعكرونة والجبن واللحوم المطبوخة جيدا والحبوب الجافة.
ماذا لو رفض طفلي إطعامه لأول مرة؟
بحسب مايو كلينك، غالبًا ما يرفض الأطفال حصصهم الأولى من الأطعمة المهروسة لأن المذاق والملمس جديدان. وإذا رفض طفلك الطعام، فلا تجبريه على ذلك.
حاولي مرة أخرى في غضون أسبوع، وإذا استمرت المشكلة، تحدثي إلى طبيب طفلك للتأكد من أن المقاومة ليست علامة على وجود مشكلة.
لا يعني إدخال الطعام للطفل، أن تطعميه البسكويت والحلوى المليئة بالسكر والمواد الحافظة (بيكسابي)
ماذا عن الحساسية الغذائية؟
يوصى بإعطاء طفلك الأطعمة التي يحتمل أن تكون مسببة للحساسية عند تقديم أطعمة تكميلية أخرى. وتشمل الأطعمة التي يحتمل أن تسبب الحساسية الفول السوداني والجوز والبيض ومنتجات حليب البقر والقمح والأسماك والمحار والقشريات والصويا.
ولا يوجد دليل على أن تأخير إدخال هذه الأطعمة يمكن أن يساعد في منع الحساسية الغذائية. في الواقع، قد يقلل الإدخال المبكر للأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني من خطر إصابة طفلك بحساسية الطعام تجاه الفول السوداني.
ومع ذلك، إذا كان هناك تاريخ مرضي عائلي يتضمن حساسية تجاه الطعام، فامنحي طفلك طعامه الأول من الطعام الشديد الحساسية في المنزل، وليس في مطعم، مع توفر مضادات الهيستامين عن طريق الفم. وإذا لم يكن هناك رد فعل، يمكن إدخال الطعام بكميات متزايدة تدريجيا.
هل العصير غذاء جيد؟
لا تعطيه لطفلك إلا بعد عمر عام. فالعصير ليس جزءا ضروريا من النظام الغذائي للطفل، كما أنه ليس بقيمة الفاكهة الكاملة. قد تسهم كميات كبيرة من العصير في مشاكل الوزن والإسهال وتسوس الأسنان.
أطعمة محظورة
توجد بعض الأطعمة غير المناسبة للأطفال، فضعي في اعتبارك هذه الإرشادات:
لا تقدمي حليب البقر أو العسل قبل عمر عام. إذ لا يلبي حليب البقر الاحتياجات الغذائية للرضيع فهو ليس مصدرا جيدا للحديد، بل قد يزيد من خطر نقص الحديد. وقد يحتوي العسل على جراثيم يمكن أن تسبب مرضا خطيرا يعرف باسم تسمم الرضع.
لا تقدمي الأطعمة التي قد تسبب اختناق طفلك أيضا مثل الفشار وحبوب المكسرات (بيكسابي)
ولا تقدمي الأطعمة التي قد تسبب اختناق طفلك أيضا مثل الفشار وحبوب المكسرات.
وتجنبي تقديم النقانق أو قطع اللحم أو الجبن أو العنب أو الخضار النيئ أو قطع الفاكهة، ما لم يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة للغاية.
وأخيرا، لا تحاولي أن تجعلي طفلك يأكل قدر الإمكان قبل وقت النوم لدفعه للنوم العميق طوال الليل.