تحكي قصة طالوت وجالوت عن بني إسرائيل وظروفهم
وأحوالهم عندما انقطع فيهم نسل الأنبياء فأبدلهم الله بحكم الملوك،
طلب بني إسرائيل من نبيهم
ذهب بني إسرائيل يومًا إلى نبيهم، وطلبوا منه أن يبعث الله لهم ملكًا، ليحاربوا تحت رايته، فكان السؤال الموجه من نبيهم لهم، بأنَّهم سوف يقاتلون في سبيل الله من وراء هذا الملك، فأجابوه بموافقتهم على ذلك.
طالوت وجالوت
استجاب الله لنبيهم وبعث (طالوت) من أبناء بنيامين ابن يعقوب ملكًا، وكان لطالوت آيةً في ملكه، وهي أن يُحضر تابوت محمول على أيدي الملائكة، فكوّن طالوت جيشًا وجهّزه لمواجهة أعداء بني إسرائيل الذين كانوا يُسمون بالعملاقة، فسار الجيش مسافةً طويلةً، حتى شعر الجنود بالعطش الشّديد، فحذّر الملك طالوت الجنود بأنّهم سيقابلون بعد قليل نهرًا، فمن شرب منه فهو ليس من الجيش، ومن لم يشرب منه واكتفى بِبل ريقه فقط، فهو من الجيش، وعند وصولهم للنّهر شرب منه الكثير من الجنود الضعفاء، وخرجوا من جيش طالوت، فكان هذا الاختبار لمعرفة من يطيع ومن يعصي من الجنود، فلم يبقْ من جنود طالوت غير ثلاث مئة وثلاثة عشر جنديًا، ممن اتّصفوا بالشّدة، والقوة، والإخلاص، في حين كان جيش أعدائهم بقيادة (جالوت) أكثر عددًا وعتادًا، ممّا أدى لشكوك بعض جنود طالوت، بإمكانية هزيمة هذا الجيش الكبير، ولكن المؤمنين من الجيش ثبتوهم، عند ظهور جالوت بأسلحته القوية وعتاده طلب أحدًا أن يبارزه.
شجاعة راعي الأغنام
ممّا أخاف جنود طالوت جميعهم، حتى برز من جيش طالوت راعٍ للأغنام بسيط يدعي داوود، وكان مؤمنًا بالله، وصاحب عقيدة قوية، إذ وعد الملك طالوت بأنَّ من يقتل جالوت سيعيّنه ملكًا على جيشه، ويزوجه ابنته، وكانت أخلاق داوود الإيمانيّة تدفعه لقتل جالوت من باب إزالة طاغية وظالم لا يتقي الله، وليس من أجل الزواج والسلطان، فتمت المبارزة بين داوود الذي لا يمتلك أي أسلحة، في حين كان جالوت يعتدّ بأسلحة قوية ودروع، ممّا دعى جالوت للسخرية من داوود لضعف مظهره، فما كان من داوود الا أن قام بوضع حجرٍ قوي فى مقلاعه، فأصاب جالوت به فقتله، ثم احتدم القتال بين الجيشين، وانتصر جيش طالوت بإذن الله عز وجل، وأصبح داوود ملكًا، ونبيًا لبنى إسرائيل فجمع الله له الملك والنّبوة