05-26-2021, 11:36 AM
|
|
|
|
شرح حديث زيد بن أرقم: "أذكركم الله في أهل بيتي"
عن يزيد بن حيان قال: انطلَقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه
فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا؛ رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه، وصليتَ خلفه؛ لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا، حدِّثْنا يا زيد
ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يا بن أخي، والله لقد كبرتْ سنِّي، وقدُم عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعي من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبَلوا، وما لا فلا تُكلِّفونيه، ثم قال: قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه
ووعظ وذكَّر، ثم قال:
((أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشرٌ يوشِك أن يأتي رسولُ ربي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلينِ
أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخُذوا بكتاب الله، واستمسِكوا به))، فحثَّ على كتاب الله
ورغَّب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي، أذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي)).
فقال له حصين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: نساؤه من أهل بيته، ولكنَّ أهل بيته من حُرِم الصدقة بعده.
قال: ومَن هم؟ قال: هم آل عليٍّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.
قال: كلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقةَ؟ قال: نعم. رواه مسلم.
وفي رواية: ((ألا وإني تاركٌ فيكم ثقلينِ: أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله، مَن
اتبَعه كان على الهدى، ومَن ترَكَه كان على ضلالة)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه موقوفًا عليه أنه قال:
ارقُبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخاري.
معنى (ارقبوا): راعوه واحترموه وأكرِموه، والله أعلم.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذا الحديث وهذا الأثر في بيان حقِّ آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أنَّ آل بيته
هم زوجاته ومن كان مؤمنًا من قرابته، من آل عليٍّ وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس
وهم الذين تحرُمُ عليهم الصدقةُ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمِّه العباسِ وقد سأله
عن الصدقة، قال: ((إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحلُّ لمحمدٍ ولا لآل محمد)).
وآل محمد لهم خصائصُ ليست لغيرهم؛ ففي باب الفَيْءِ لهم حقٌّ يَختصُّون به
كما قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ﴾ [الأنفال: 41]
يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهم كرامة وشرف وسيادة، فلا تحلُّ لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة؛ لأنها أوساخ الناس
كما قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾ [التوبة: 103]، فلا يحلُّ لهم الصدقة
فهم أشرف وأعلى من أن تحلَّ لهم الصدقة، لكنْ يُعطَوْن بدلها من الخُمس.
ثم بيَّن في حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومَ غديرِ خُمٍّ، وهو غدير
بين مكة والمدينة، نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ووعظ وذكَّر، وحثَّ على القرآن
وبيَّن أن فيه الشفاء والنور، ثم حثَّ على أهل بيته، فقال: ((أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي
أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي)).
ولم يقل: إن أهل بيته معصومون، وإن أقوالهم كالقرآن يجب أن يُعمَل بها، كما تدَّعيه الرافضة
فإنهم ليسوا معصومين، بل هم يُخطِئون كما يخطئ غيرهم، ويُصيبون كما يصيب غيرهم
ولكنْ لهم حقُّ قرابةِ النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
وقوله: ((أذكِّركم الله في أهل بيتي)): يعني اعرِفوا لهم حقَّهم، ولا تَظلِموهم، ولا تعتدوا عليهم
هذا من باب التوكيد، وإلا فكل إنسان مؤمنٍ له حقٌّ على أخيه، لا يحق له أن يعتدي عليه
ولا أن يظلمه؛ لكنْ لآل النبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ زائد على حقوق غيرهم من المسلمين.
وإذا كان هذا في حق آل النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالُك بحقِّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
حقُّ الرسول صلى الله عليه وسلم أعظمُ الحقوق بعد الله؛ يجب أن يُقدَّم على النفس
والولد والأهل وعلى جميع الناس، في المحبة والتعظيم وقَبول هَدْيِه وسنته صلى الله عليه وسلم
فهو مقدَّم على كل أحدٍ صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين مِن أتْباعِه ظاهرًا وباطنًا.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 225- 228)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
avp p]de .d] fk Hvrl: "H`;v;l hggi td Hig fdjd" Hvrl: hggi fdjd"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
05-27-2021, 02:00 AM
|
#2
|
رد: شرح حديث زيد بن أرقم: "أذكركم الله في أهل بيتي"
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ خياط على المشاركة المفيدة:
|
|
| |