04-10-2021, 07:02 AM
|
|
|
|
الإمام البخاري وصحيحه والأمة
الإمام البخاري وصحيحه والأمة
عبدالحكيم الأنيس[1]
د. عبدالحكيم الأنيس
الحمدُ لله، والصّلاةُ والسّلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه.
وبعدُ: فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هيَّأ لهذا الدِّينِ رجالاً أفذاذاً أنفقوا أعمارَهم في خدمة علومهِ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَحملُ هذا العلمَ مِنْ كلِّ خلفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين"[2].
قال الإمامُ النوويُّ: "وهذا إخبارٌ منه صلى الله عليه وسلم بصيانةِ هذا العلمِ وحفظهِ وعدالةِ ناقليه، وأنَّ الله تعالى يوفِّقُ له في كل عصرٍ خلفاً من العدول يحملونه وينفون عنه التحريفَ، فلا يضيعُ، وهذا تصريحٌ بعدالةِ حامليهِ في كل عصرٍ، وهكذا وقعَ -ولله الحمدُ- وهذا مِنْ أعلام النُّبوة، ولا يضرُّ كونُ بعضِ الفسَّاق يَعرفُ شيئاً مِنْ علم الحديث؛ فإنما هو إخبارٌ بأنَّ العدولَ يحملونه، لا أنَّ غيرَهم لا يَعرفُ شيئاً منه".
وإنَّ مِنْ أعلام العلماء الإمامَ العَلَمَ الفردَ تاجَ الفقهاء عمدةَ المُحدِّثين سيِّد الحفاظ أبا عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري.
وُلد -رحمه الله- سنة (194)، وتُوفي سنة (256)، وقضى عمرَه كلَّه في البحثِ عن السُّنة، والسفرِ في طلبها، ولقاءِ العلماءِ في الأقطارِ، والأخذِ عنهم، ثم في تأليفِ الكتبِ النافعةِ التي جاء على رأسها كتابُهُ: (الجامع المُسْنَد الصحيح المُختصر مِنْ أمورِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسُننهِ وأيامهِ)، المعروف بصحيح البخاري.
وقد اتفقتْ كلمةُ العلماءِ على الثناءِ عليهِ، وعلى كُتبهِ، وهذه طاقةٌ مِنْ أقوال أهل العلم العارفين بهذا العلم المختصين به:
قال الترمذي: لم أرَ أحداً بالعراقِ ولا بخُراسان في معنى العِللِ، والتاريخِ، ومعرفةِ الأسانيد، أعلمَ مِنْ محمد بن إسماعيل.
وقال محمود بن النَّضر الشافعي: دخلتُ البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيتُ علماءَها كلها، فكلما جرى ذكرُ محمدِ بنِ إسماعيل فضَّلوه على أنفسهم.
وقال حاتم بن مالك الورَّاق: سمعتُ علماءَ مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامُنا وفقيهُنا، وفقيهُ خراسان.
وقال أحمدُ بن نصر الخفّاف: البخاري التقيُّ النقيُّ العالمُ الذي لم أرَ مثله.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان البخاري أحدَ الأئمة في معرفة الحديث وجمعهِ، ولو قلتُ إني لم أرَ تصنيفَ أحدٍ يُشبِهُ تصنيفه في المُبالغة والحُسن لرجوتُ أنْ أكون صادقاً.
وقال أبو عبدالله الحاكمُ: محمد بن إسماعيل البخاري إمامُ أهلِ الحديث.
وقال الإمامُ محمدُ بن إسحاق بن خُزيمة: ما رأيتُ تحتَ أديم السماء أعلمَ بحديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظَ له مِنْ محمد بن إسماعيل.
وعلَّق الحافظُ محمدُ بن طاهر المقدسي على هذه الشهادة العالية بقوله: وحسبُك بإمامِ الأئمةِ ابنِ خُزيمة يقولُ فيه هذا القول مع لُقيِّهِ الأئمةَ والمشايخَ شرقاً وغرباً، ولا عجبَ فيه فإنَّ المشايخَ قاطبةً أجمعوا على تقدُّمهِ وقَدَّموه على أنفسهم في عُنفوانِ شبابهِ، وابنُ خزيمة إنما رآهُ عند كِبَرهِ وتفرُّدهِ في هذا الشأن.
وقال أحمد بن حمدون القصّار: سمعتُ مسلمَ بن الحَجّاج وجاءَ إلى البخاري فقال: دعني أقبِّلْ رجليك يا أستاذَ الأستاذين، وسيِّدَ المُحدِّثين، وطبيبَ الحديثِ في عللهِ.
وقال الإمام أبو العباس القرطبيُّ: هو العلَمُ المشهورُ، والحاملُ لواءِ علمِ الحديثِ المنشور، صاحب "التاريخ" و"الصحيح"، المرجوعُ إليه في علم التعديل والتجريح، أحدُ حفّاظ الإسلام، ومَنْ حفظَ اللهُ به حديثَ رسوله عليه الصلاة والسلام.
وقال النوويُّ: اعلمْ أنَّ وصفَ البخاري -رحمه الله- بارتفاعِ المَحلِّ والتقدُّمِ في هذا العلم على الأمثالِ والأقرانِ، متفقٌ عليه فيما تأخرَ وتقدَّمَ من الأزمان، ويكفي في فضله أنَّ معظمَ مَنْ أثنى عليه ونشرَ مناقبَه: شيوخُه الأعلامُ المُبرِّزون، والحُذّاقُ المُتقنون.
وقال الحافظ المزِّي: البخاريُّ الحافظُ صاحب "الصحيح" إمامُ هذا الشأن، والمُقْتدى به فيه، والمُعوَّلُ على كتابهِ بين أهلِ الإسلام.
وقال تاجُ الدين السُّبكي: هو إمامُ المسلمين، وقدوةُ الموحِّدين، وشيخُ المؤمنين، والمُعوَّلُ عليه في أحاديثِ سيِّدِ المرسلين، وحافظُ نظام الدِّين، أبو عبدالله الجُعفي مولاهم، البخاري، صاحبُ "الجامع الصحيح"، وساحبُ ذيلِ الفضلِ للمُستميح.
وقال الحافظُ ابن حجر العسقلاني: جبلُ الحفظِ، وإمامُ الدُّنيا في فقهِ الحديث.
وقال المؤرِّخُ الزِّركلي: حبرُ الاسلام، والحافظُ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
♦ ♦ ♦
وقال النوويُّ عن كتابه "الصحيح": اتفقَ العلماءُ على أنَّ أصحَ الكتبِ المُصنَّفةِ صحيحا البخاري ومسلم، واتفقَ الجمهورُ على أنَّ صحيحَ البخاري أصحُّهما صحيحاً وأكثرُهما فوائد.
وقال الذهبيُّ: وأمَّا جامع البخاري الصحيحُ فأجلُّ كتبِ الإسلام وأفضلُها بعد كتابِ الله تعالى.
وقال القسطلاني: لله درُّه مِنْ تأليفٍ رُفِعَ علَمُ علمهِ بمعارفِ معرفتهِ، وتسلسلَ حديثُهُ بهذا الجامعِ فأكرمْ بسندهِ العالي ورفعتهِ.
انتصبَ لرفع بيوتٍ أذنَ اللهُ أنْ تُرْفَع، فيا له مِنْ تصنيفٍ تَسْجدُ له جباهُ التصانيف إذا تُليتْ آياتُه وتركع.
وقال عنه: هتكَ بأنوارِ مصابيحهِ المُشرقةِ من المُشكلاتِ كلَّ مُظْلم، واستمدَّتْ جداولُ العلماء مِنْ ينابيعِ أحاديثهِ التي ما شكَّ في صحَّتِها مُسلم[3].
♦ ♦ ♦
إنَّ صحيحَ البخاري كتابُ دينٍ وعلمٍ ومنهجٍ، مَنْ عرَفَ ما فيه حقَّ المعرفة بجَّله تبجيلاً عظيماً، ولو كان مثلُه عند أصحابِ المللِ والمذاهبِ الأخرى لفاخروا به الدنيا.
والحمدُ لله الذي جعلَه فينا، وأكرَمنا به، وجعلنا مِنْ أمةٍ فيها مثلُ هذا المنهجِ العلميِّ الدقيقِ الذي تدهشُ به عقولُ العلماء.
وحقا أقولُ: إنَّ الطاعنَ في البخاري أحدُ اثنين: جاهلٌ مغرقٌ في الجهالةِ، أو عدوٌّ معرقٌ في العداوةِ.
♦ ♦ ♦
ويُشرِّف مجموعةَ (المخطوطات الإسلامية) أنْ تخصِّص هذا العدد مِنْ (نشرتها) العلمية المباركة لهذا الإمام وصحيحه، وقد جاء -بحمد الله- عدداً حافلاً بالموضوعات المتنوعة الشائقة، ما بين بحثٍ وتحقيقٍ ومقالٍ وخاطرةٍ، وصلَ عددُها إلى (أربعين) مشاركة قيمة، قدَّمها (سبعة عشر) باحثاً، مِنْ (عشر) دول، يؤازرُهُم في التحريرِ والتنسيقِ (تسعةُ) جنودٍ بررة من خمس دول.
وإذا كان الإمامُ البخاريُّ يقولُ لورَّاقه: "طبْ نفساً فإنَّ أهلَ الملاهي في ملاهيهم، وأهلَ الصناعات في صناعاتهم، والتجارَ في تجاراتهم، وأنتَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ"، فنحنُ نحمدُ الله أنْ عشنا بواسطته مع حديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأصحابهِ الكرامِ، بكلِّ ثقةٍ واطمئنانٍ، وعشنا معه ساعاتٍ هي مِنْ صفو ساعات العمر علماً وعملاً وارتقاءً.
♦ ♦ ♦
لقد رأينا مِنْ خلالِ هذا العددِ المباركِ العلمَ بأجلى معاني التحقُّق والتوثُّق، ورأينا منهجاً تخضعُ له أعناقُ العلماءِ العقلاءِ، منهجاً يُلاحِقُ الكلمةَ، بل الحرفَ، بل الحركةَ، ويسلطُ عليها أضواء كاشفةً مهما غمُضَتْ أو دقَّتْ.
ورأينا تاريخاً شارَك في صنعه علماء وعالماتٌ مِنْ مختلفِ الأقطارِ والأعصارِ، تاريخاً لا يشبهُهُ تاريخٌ لدى أيّ أمةٍ من الأمم.
وحسبُك أنْ تستذكرَ امرأةً مِنْ أقصى المشرق... مِنْ "مرو"... تعيش حياتها متفرِّغةً في مكة فتنشر العلم، يرحلُ إليها الرجالُ من المشرق والمغرب ليحملوا عنها "الصحيح"! ولا تدع واحداً نقلَ مِنْ نسختها نسخةً حتى تقابلها معه حرفاً حرفاً!
ولعل موضوع (المرأة والبخاري) يستهوي باحثاً فيُوسع القول قائلاً، ويُمتع المُتلقي سامعاً، وفي عددِنا هذا ما يُبْنى عليه ويُنْطَلقُ منه.
وإنْ تعجبْ فعجبٌ عكوفُ العلماء على خدمةِ "الصحيحِ" وحفظهِ وصونهِ وتبليغهِ على الرغم مِنْ أعاصيرِ الدنيا وهزاهزِها... حتى وصلَ إلينا عسلاً مصفّى فيه شفاءٌ للناس...
وأين في تواريخ الأمم أنَّ فلاناً سمِعَ بفوتٍ، هو كذا، وأنَّ هنا لفظةً مُدْرجةً، هي هذه؟ وأنَّ فلاناً قال: (فـ)، وفلاناً قال: (و)، وأنَّ كتاباً واحداً يُثير مِنْ همم العلماء ما يشيدون به مكتبةً لا يأتي عليها الحصرُ؟
ألا ليت المسلمين يعلمون أي تراثٍ تراثهم، وأي تاريخٍ تاريخهم! بل أي دينٍ دينهم، فما كان هذا ليكون إلا لأنَّ هذا العلمَ دين.
والحمدُ للهِ فللأجدادِ أحفادٌ، وللأسودِ أشبالٌ، وللميادين رجالٌ، يهبّون كلَّما نادى المنادي، فيدفعون بجولاتِ الحقِّ جولةَ الباطل، ويصفعون المنتفخَ فإذا به صاغرٌ عاثرٌ فائل... والجهادُ ماضٍ إلى يوم القيامة.
وفي هذه الصفحاتِ الآتيةِ أمثلةٌ حيةٌ، وحسبُك -مرةً أخرى- أنْ تقف مع طلائع كتابَيْ "جبر" و"مُوضي"، فتستمتع بتسلسلِ النُّسخِ البُخاريةِ، وأنْ تستغرقَ معَ مَنْ قلَّب ألافاً مِنْ أوراق "الدشت" ليُقيم أودَ جزءٍ مِنْ روايةٍ مِنْ روايات هذا الصحيح، ولكلِّ مشاركةٍ بعدُ أهميةٌ خاصةٌ مِنْ وجهٍ أو وجوهٍ تتجلى لمَنْ قرأَ ونظَرَ وأمعنَ، يضيقُ المجالُ عن الوقوفِ معها.
والنقاشُ واردٌ، وبذلك ينمو العلمُ.
♦ ♦ ♦
وما زالَ هذا "الكتابُ الصحيحُ" مورداً عذباً للظامئين، وما زالَ مرتعاً خِصباً للدارسين، وإنا لنرجو أنْ ينفرَ منهم طائفةٌ فيُولوا مصادرَه عنايتَهم الفائقة، وطريقتَه في الاختيار رعايتَهم الناطقة...
نحبُّ أنْ يقومَ مختصٌّ أو مختصون فيجمع أو يجمعوا كلَّ ما لحديثٍ أخرَجَهُ البخاريُّ مِنْ طرقٍ وألفاظ، ثم يبين أو يبينوا للمُحبين وغيرِهم ماذا أخذَ البخاريُّ مِنْ تلك الطرق وما ترَكَ، وما فضَّلَ مِنْ لفظٍ وما طوى، وما وراء التكرارِ باتحادِ السندِ واختلافهِ مِنْ أهدافٍ وغاياتٍ، عند ذلك قد يَفهمُ مَنْ يريدُ الفهم كيف تكوَّنَ "الصحيح"، ويفهمُ معنى تخريجهِ واختصارهِ مِنْ ألوفٍ مؤلفةٍ.
ونحبُّ أنْ تكونَ في ديار الإسلام كراسٍ علميةٌ في كل مدينةٍ تتولى قراءةَ هذا الكتاب وبيانَ ما فيه مِنْ علمٍ وصناعةٍ وهديٍ وتوجيهٍ وإرشادٍ.
ونحبُّ أنْ يكون في ساعات الدرس في المدارس والجامعات مساحةٌ أكبر لكتب السُّنة و "الصحيحُ" في مقدمتها.
ونحبُّ أنْ تصطبغَ الأمةُ بصبغةِ السُّنةِ، وتستنير بنورها، فتتلألأ قلوبٌ بمصابيحِ الكلماتِ الإلهيّةِ، وتتهذب نفوسٌ بمَصافي الكلماتِ النبويّةِ، وأنعمْ بصحيح البخاري مدخلاً كريماً وطريقاً مستقيماً إلى ذلك الرفرف الأعلى.
♦ ♦ ♦
[1] هذه مقدمة للعدد الخاص بالإمام البخاري وصحيحه من نشرة "مجموعة المخطوطات الإسلامية الوتسابية"، السنة الرابعة، ع (27) و(28)، سنة (1441).
[2] وهو حديث ضعيف.
[3] أي ما ينبغي أنْ يشك فيها مسلم.
|
|
hgYlhl hgfohvd ,wpdpi ,hgHlm hgj[hvd hgighg ,hgHlm ,wpdpi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
04-10-2021, 10:53 AM
|
#2
|
رد: الإمام البخاري وصحيحه والأمة
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-11-2021, 12:21 AM
|
#3
|
رد: الإمام البخاري وصحيحه والأمة
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-11-2021, 01:41 AM
|
#4
|
رد: الإمام البخاري وصحيحه والأمة
طرح عطر
بارك الله فيك وجزاك الله خير
مـآقصرتي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-11-2021, 07:10 AM
|
#5
|
رد: الإمام البخاري وصحيحه والأمة
بـــــارك الله فيــك وجزاك خيرا
كل الشكر لك على طـــرحك القيــم
والله يجعله في موازيــن حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| | | | |