أوضحت مذكرات تاريخية لرحالة ومستشرقون زاروا الجزيرة العربية والمنطقة، أن أبناءها شاركوا في حفر قناة السويس الواصلة بين البحرين الأحمر والأبيض، التي بدأت أعمال الحفر فيها قبل نحو 150 عاماً.
وبينت المعلومات إن عائلات من القصيم وغيرها من مناطق المملكة، عملت في أعمال الحفر، وكذلك في سقيا العمال، من خلال جلب المياه عبر ظهور الإبل، خلال عمليات حفر القناة التي استمرت نحو 10 سنوات، بحسب صحيفة الاقتصادية.
وروى الرحالة الإنجليزي تشارلز دوتي في كتاب ترحال في صحراء الجزيرة العربية، قصص مواطنين سعوديين عملوا في حفر القناة، بعد أن عاش في صحراء الجزيرة العربية من 1876، قائلا " بعدما تعرف على شاب يدعى إبراهيم "كان إبراهيم واحدا من النجديين الشرقيين الكثيرين الذين ذهبوا قبل أعوام عدة للعمل نظير أجر في حفر قناة السويس، يعتقد إبراهيم أن 200 من رجال القصيم كانوا يمارسون هذا العمل في حفر القناة"، وقال أيضا "إنه سبق له أن شاهد في هذا المشروع فرنسيين وإيطاليين ويونانيين، وكان يظن أنهم يتكلمون لغة واحدة".
وأضاف دوتي نقلاً عن صديقه إبراهيم، " أنه شاهد بعض الطرود التي كانت ترسل من قناة السويس على عناوين الحانوتيين، كما تمعن في عمل المرأة الإفرنجية"، وتفكر أيضا - على حد قوله - "في المرأة الرجل، التي تحمل مسدسا تعلقه في وسطها، وتقوم بدور الريس الذي يشرف على العمال أثناء أدائهم عملهم، حيث كان هناك جمع كبير من أمم مختلفة، خليط من الرجال المعسرين والمحتاجين، مسلمين ومسيحيين".
وأظهرت وثيقة تاريخية، أفرج عنها أحد محبي التراث، أن عدداً من أبناء قبيلة غامد سافروا إلى مصر للمشاركة في حفر القناة، وفي الرسالة التي يعود تاريخها إلى عام 1864 كتب الشاب مساعد إلى والده عن مرض الكوليرا الذي أهلك كثيرين هناك.
وقال الدكتور عبدالله الغذامي "إن قريبه من آل الفياض، واسمه محمد الريس، شارك في حفر قناة السويس مع آخرين من أبناء الجزيرة العربية"، كما أكد في مقال سابق مشاركة أسلاف له من أهله وأقاربه في حفر القناة، وكانت قصصهم تروى في مجالس الأهل.
ووثق الإنجليزي ديفيد هوجارث في كتابه المعروف "اختراق الجزيرة العربية" أن "أهل القصيم كانوا يشكلون أغلبية العمال الذين كانوا يعملون في حفر قناة السويس"، في إشارة إلى الأعداد الكبيرة للمشاركين من الأجانب في عمليات الحفر.