اعتدنا في المجتمعات العربية اغتيال الاختلاف،وإعدام أصحابه؛
فكل اختلاف يؤذينا.. اختلاف الألوان يؤذينا،
اختلاف الأشكال، والأجناس، والأفكار، والأديان يؤذينا،
حتى أصبح اختلافنا يُبيح خلافنا.
نحن نُجيد الهتاف بشعارات لا نُطبّقها،
نزعم أن "الاختلاف لا يفسد للود قضية"،
والواقع عقب كل اختلاف ألف قضية خلاف،
وحبال ودٍ يُلقى بها منسية،
نريد أن نكون نسخاً بلا هوية، تكرار يتبعه تكرار،
لا مجال للتميز والتفرد،
ديكتاتورية واضحة ورثناها من الأجيال السابقة
ونورثها للأجيال اللاحقة،
فهل نخاف الاختلاف أم تنقصنا ثقافته؟!
من المؤكد أننا بحاجة إلى تربية ذواتنا
على تقبل الآخر بكل اختلافاته،
والإيمان التام بأن هذه الاختلافات جوهر الحياة
وسنة الله في خلقه؛
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ
أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ } [الروم: 22].
فما يتوافق مع ذائقتك وتؤمن به من أفكار ومبادئ ومعتقدات
ليس بالضرورة أن يتوافق مع ذائقة غيرك،
فمن حق كل إنسان أن يحب ما يشاء ويكره ما يشاء،
يُؤْمِن بما يشاء ويكفر بما يشاء،
ولكن ليس من حقه أن يغتال من يعارضه.
ثقافة الاختلاف يقوم على احترام كل رأي واختيار مخالف
لآرائنا واختياراتنا،
بل تُوجب تبنيها ومناقشتها "رأيي صواب يحتمل الخطأ،
ورأيك خطأ يحتمل الصواب"،
في جو يسوده الحب والسلام بعيداً عن الكره والعداء؛
فالعقلاء ما زالوا يختلفون ويتحاورون في حدود "العقل"
دون أن تصل آثار خلافهم لحدود "القلب"،
قدوتنا في ذلك رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم،
الذي كان يستشير أصحابه ونساءه،
ويأخذ بآرائهم ومقترحاتهم.
أرجوك.. لا تغتَل اختلافي
اختلافي معك أمر طبيعي ناتج عن تباين مستوى
فكري وثقافتي وبيئتي،
والزاوية التي أنظر منها للحياة، وليس كرهاً فيك
أو ازدراءً لعقلك، أو تهميشاً لرأيك وذوقك.
واختلافك معي لا يُجيز غيبتي أو قطيعتي،
كما أنه لا يُبيح معاداتي والحقد عليّ.
همسات :
- تقبلني كما أنا، وأعدك أن أقبلك كما أنت؛
فنحن نُكمل بعضنا.
- عندما نحسن كيف نختلف سنحسن كيف نتطوّر.
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
التعديل الأخير تم بواسطة aksGin ; 03-31-2021 الساعة 04:37 AM