نقابل العديد من الشخصيات في حياتنا اليومية ، فنحن منذ بدء تعاملنا مع العالم الخارجي ، سوف نقابل في كل مرحلة من حياتنا شخصيات مختلفة . منهم من يترك فيك أثرا طيبا ، و منهم أيضا من يجعلك تكره كل الأشياء من حولك .
و على أثر ذلك ، فهناك نوع من الشخصيات التي تلفت من أتباهك و يكون من الصعب التعامل معها . فإذا قمت بالتهاون و التساهل في كل الأمور معه سوف تساعده بالطبع على تنمية شخصيته الطاغية ، و إذا عاندته و خالفت كلامه سينقلب الأمر عليك رأسا على عقب .
فالشخصية الديكتاتوريةموجودة بالفعل من حولنا قد تجدها في الوالد أو الزوج أو مدير العمل و هكذا ، و ستجد أن كل من يتعامل معه يشتكي من ديكتاتوريته و ظلمه في كثير من الأحيان . كيف تتصدى للشخصية الديكتاتورية
و من هذا المنطلق ، إذا ظهر في حياتك شخصية ديكتاتورية ، فلابد و أن تتفهمها جيدا ، و أن تعرف أه رسول الله قد حثنا على الطاعة لأولى الأمر و لكن في غير معصية الله كما في الحديث صحيح ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” .
و أن الله لا يرضى بجميع أشكال الظلم حتى و لو ظلم النفس مع هذا النوع من الاشخاص مثل الزوج الديكتاتوري . لذلك لابد لكَ من معرفة كيفية التغلب و التعامل مع الشخص الديكتاتوري ، لكي لا تظلم نفسك .
محاولة فهم الأسباب التي دفعته للتسلط و الرغبة في التحكم فى الآخرين.
لابد و أن تعلم جيدا أن الشخص المتسلط هو شخص ضعيف للغاية ، يحاول دائماً أن يخفى ضعفه وراء قناع التحكم و الطغيان ، لذا فعند التعامل معه لابد و أن تعلم ما هو سبب خوفه المباشر ، و ما الذي دائما ما يقلقه ، و سوف تجده في أغلب الأحيان أن حياته خارج سيطرته ، و أنه عاجز تمام عن التحكم فى الإتجاه الصحيح لها .
و لذلك سوف ينبع الخوف من الفشل الذي هو دافعه الأساسى و ذلك لإبراز السيطرة و القوة على الأخرين ، و أثناء سيطرته كأنه يريد القول “أنا مازلت موجود و أستطيع التحكم فى مجريات أمورك حتى و إن لم يحق لي ذلك ”
و يأتي على غرار ذلك أنه دائما على صواب ، لأن الأمور تعتبر خارجة عن سيطرته تماماً ، فتستطيع أن تفهم دوافعه مسبقاً حتي يعطى لك المفاتيح الأساسية للتعامل معه.
حاول أن تجعله يعلم أنك شخص إيجابي تفهم جيدا ما يفعله .
ليس معنى أن تفهم دوافع الشخص الديكتاتوري هو أنك سوف تنصاع له و لأوامره ، و تترك له الفرصة لكى يتحكم بك، لكن ذلك على العكس تماما ، فمعنى أنك تتفهم أنه شخص يحاول دائماً تقليل ثقتك بنفسك و التقليل من شأن إنجازاتك،
بل على العكس تمام عليك لابد و أن تثق بنفسك و خصوصا في أمامه ، و لابد أن لا تمنحه الفرصة لأن يشعر انه قد سيطر عليك لان ذلك هو الوقت الذي يشعر فيه أنه قد سيطر عليك .
التحدث معه شخصيا
حاول أن تتحدث معه عن طباعه و عن أن ذلك يزعجك ، و ذلك بالطبع بعد أن يكون قد أخذ عنك فكرة إيجابية ، فإذا إستمع إليك فلابد لك أن تعرف أن الطبع يغلب التتطبع و أنه لن يتغير معك بين ليلة و ضحاها . و إذا لم يستمع إليك ، فحاول أن تتجبه تماما و راجع نفسك معه .
حاول أن تكون هادئاً معه
مجرد أن تفقد أعصابك ، سيشعره ذلك بقوته و أنه بالفعل قد أستطاع أن يصلك للمرحلة التي يريدها و هي أن تصبح مثله . و على أثر ذلك حاول أن تكون هادئا تماما و لا تجعله يغير من صفاتك
طلب المساعدة من شخص متخصص او طبيب معالج.
و ذلك على أعتبار أن التسلط لا يعتبر مجرد سلوكاً شخصياً يسهل التعامل معه، لكنه قد يكون مؤشر على إصابة الشخص بأمراض نفسية عديدة تضر بالآخرين مثل ( إضطراب الشخصية النرجسية، أو إضطراب الشخصية الغير إجتماعية) .
تجاهله تماما
يكره الشخص الديكتاتوري كونه أن لا أحد يهتم يه و لا يهتم بوجوده . لذلك إذا تجنبت التعامل مع الشخص المتحكم سيعتبر ذلك أفضل وسيلة للتوضيح له بانه صار شخص لا يطاق. و إن عليه إما التغيير من سلوكه تجاه الأخرين او إكمال حياته وحيداً لأن الإنسان لا يحب من يعطي نفسه حق مكتسب . سيكولوجية الشخصية الديكتاتورية في الحياة
قد تتسم الشخصية الديكتاتورية بالعديد من الصفات التي تميزها عن غيرها ، و نجد أن أغلب الصفات التي تخص الشخصية الديكتاتورية صفات ليس مفضلة لدى البعض ، و على أثر ذلك لابد لك من معرفة الصفات الموجودة في الشخصية الديكتاتورية و منها
طغيان النرجسية
في الواقع ، إن الديكتاتوري لديه صفة نرجسية و هي تتلخص في أن لديه إحساس مبالغ فيه إلى حد كبير بأهميته الخاصة و دائما منشغل بإنجازاته الخاصة و قدراته .
و إنهم يرون أنفسهم كأشخاص مميزين جدًا ، يستحقون الإعجاب ، و بالتالي يجدون صعوبة في التعاطف مع مشاعر و احتياجات الآخرين.
شدة التحكم
يعتقد صاحب الشخصية الديكتاتورية أنه محور الكون و أن من على الأرض جميعا ، لابد لهم من تنفيذ أوامره ، و لأن السلطة دائما ما تكون في يده ، فذلك يساعده في التحكم فيمن حوله سواء كانوا الأهل أو الموظفين ، و بالفعل يكره الناس التعامل مع المتحكم في جميع أحوالهم بصفته المسؤول عنهم .
غلظة القلب
يقول الله تعالي ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ ) . يميل الشخص الديكتاتوري دائما إلى أن يكون حاد في معاملته مع الآخرين ، غليظ القلب .
و هو بذلك يعتبر أن هذا الطبع يساعده أكثر على التعامل مع من حوله . فعلى العكس تماما ، ستجد أن أغلب من يتعاملون معه ينفرون منه و يفضلون الإبتعاد عنه و عن كل ما يخصه أيضا
تحمل الأخرين جميع أخطائه
و لأنه دائما ما يرى نفسه على صواب و حق ، فهو أيضا يرى نفسه غير مُخطئ ، و دائما ما يتهم الأخرين في أخطائه ، لكي يظهر دائما أمام نفسه في شفافية . اسباب تحول الشخص العادي إلى متسلط
لقد أثبتت جميع الأبحاث و الدراسات أن هناك عدد من العوامل الكثيرة الخارجية ، التى قد تؤدى مباشرة إلى تحويل سلوك الشخص العادى الى سلوك متسلط و عدوانى تجاه الاخرين و من اهم هذه العوامل الآتى:-
تسلط أحد الأبوين على أبنائهم فى التربية
تجاهل الإستجابة لحاجات الطفل
التسامح مع السلوك العدوانى و التشجيع دائما على الكراهية و رفض الأخرين.
محاولة إستخدام العقاب و الضرب كوسيلة للتربية الاطفال منذ الصغر .
تشجيع بعض الاطفال على الإستحواذ و السيطرة على الاطفال الأخرين .
تشجيع بعض الاطفال على الإستحواذ و السيطرة على الاطفال الأخري