03-18-2021, 05:11 PM
|
|
|
|
|
جنين الخضراء
فاقتْ جنينُ توضّأت فاستقبلت
نوتِ الصَّلاةَ وأمعنتْ تطويلا
صلّت جنينُ الفجْر ثمّ تضرَّعت
دَعَتِ الدُّعاءَ تبتّلتْ تبتيلا
دلفتْ جنين الى الصغار تفيقهم
همست بصو ت ٍ شابَهَ التّهليلا
فاق الصغارُ وللمدارس بكّروا
فالدّرب ُ صار مُعرَّجاً وطويلا
والسّورُ يعلو عازلاً ومُفرِّقاً
عُمق الرّوابطِ حاقداً مغلولا
عبروا الحواجز والجنودُ تحيطهم
من كلِّ صوبٍ يقصدوا التّهويلا
شهروا البنادق للصغار بقسوةٍ
نحو الصّدور ويهدفوا التّعطيلا
نظر الصّغار الى الجنود تحدَّيا
إنّا قصدْنا للدّروسِ سبيلا
ردَّ الجنود على الصغار بعنوةٍ
مُنِعَ التّجوّلُ فالزّنادُ بديلا
جلس الصغار على التّراب وبينما
وقف المعلم شارِحاً ودليلا
قلبوا البنادق للكعوب وأوغلوا
صدّاً وضربا ً للصغار ثقيلا
ألقى الجنود قنابلاً فتفجّرتْ
نفثت ْ دُخَانا ًً للدّموعِ مُسيلا
ورصاصُ مطّاطٍ تطاير نحوهم
ورصاصُ يقتلُ حاقداً وغليلا
وقنابلٌ للصّوت ِ تطرق سمعهم
بدمٍ تجمَّدَ بالعروقِ ثقيلا
............................................
رجع الصغارُ الى البيوت بحُرْقةٍ
سألتْ جنينُ صغارها التّعليلا
لمحت جنينُ حجارةً بجيوبهم
فهِمتْ جنين ُ وأيقنتْ تأويلا
...........................................
عجنت جنينُ طحينها وتجهَّزتْ
لحلولِ خطبٍ يقصِدُ التّقتيلا
قامتْ جنينُ وأشعلتْ نيرانها
والدّمع كان من الدُّخان هطولا
خبزتْ جنينُ مؤونة ً وتسارعتْ
نحو المياهِ وأثقلتْْ تحميلا
..........................................
قامتْ جنينُ توضّأت فاستقبلتْ
نوتِ الصّلاة وأمعنتْ تطويلا
صلّتْ جنينُ الظّهرَ ثمّ توجّهتْ
نحو المؤونة للصّغار مُعيلا
قرأتْ من القرآنِ ثمّ تفقّدتْ
حول العرينِ وأسدلت تظليلا
ذهبت جنين الى الكروم وتبتغي
رفدَ المُرابط بالحقول نزيلا
.......................................
صلّتْ جنينُ العصْر ثمّ تطلّعت
نحو السماء تبتلتْ تبتيلا
.........................................
عادت جنينُ وأغرقت ْ بتفكُّرٍٍ
صلّتْ ونظرتْ للغروبِ قليلا
..........................................
نادتْ جنينُ على الصّغار تلمُّهُمْ
فالليلُ جَنَّ مُعَسْعِساً وكحيلا
.........................................
نادى المؤذنُ للعشاء فأذعنت
صلّت جنينُ وأوترتْ تكميلا
قرأتْ من القرآنِ ثمّ تفقّدتْ
نومَ الصِّغار فأمطرتْ تقبيلا
غُرفُ الكِبارِ خلتْ فأينَ محمّدٌ؟
نال الشّهادةَ في الجنان ِ نزيلا
وخليلُ شقَّ الليل في ريعانهِ
ليقاوِمَ الطُّغيانَ والتّذليلا
وعليُّ يقبعُ في السّجون مُقيّداً
ويقاومُ التّعذيبَ والتّنكيلا
وصلاحُ منفيٌّ بغزّةَ صابرٌ
يأبى التّنازلَ لن يكونَ عميلا
وسعيدُ يعملُ في الخليجِ مكافحاً
عانى الفراق َ صبابةً ونُحولا
وجمالُ يحتضِنُ السِّلاحَ مُرابِطاً
في أرضِ يعرُبَ صابراً ومُطيلا
وزيادُ يدرسُ في الأقاصي عازِماً
نيلَ العلوم ِ فما سواه ُ بديلا
وأبو العِيالِ مُرابِطٌ في حقلِهِ
ليقاوِمَ التَّجْريفَ والتّرحيلا
............................................
شدَّت ْ على جُرْحٍ تقادمَ نزفُهُ
دَعَتِ الإله َ بأن يكون كفيلا
كظمتْ جنينُ الغيظَ ثمَّ تضرَّعتْ
صَمَتَتْ جنينُ وأمْعنتْ تحليلا
رَدَّتْ جنينُ بعقلِها وتساءَلتْ
أهلُ الرِّباطِ وهل نريدُ بديلا؟
قنِعتْ جنينُ وروَّضتْ أفكارها
لتزيد عشقاً للحياةِ فضيلا
آوتْ جنينُ إلى الفِراش ِ قريرةً
نامتْ جنينُ وأعقلتْ توْكيلا
........................................
وصَحَتْ جنينُ على هديرِ مُفزِعٍ
شقَّ الظّلامَ مُدَوِّياً وثقيلا
هرعتْ جنينُ إلى الصِّغارِ بلهْفةٍ
لتقي الصِّغار َ مخافةً وعويلا
عَجِبتْ جنينُ فلا تصدِّقُ ما ترى!
أبدى الصِّغارُ رُجولةً وصليلا!
فحسامُ فاضَ إلى الفِناءِ مُهرْوِلاً
نحْوَ الحجارةِ للنِّزالِ سبيلا
ونبيلُ يجتازُ الحواجز مُسْرِعاً
نحو الخطوب ِ مُعانِداً ونحيلا
وسِهامُ تجمعُ بالحجارةِ خلفهم
تدعو ويعلو صوتُها تهليلا
وسعادُ ترفعُ بالأكفّ الى السّما
والعينُ تحبسُ بالدّموعِ كليلا
والقلبُ يخفِقُ بالدُّعاءِ تضرُّعاً
والجفنُ كبَّلَ دمعها تكبيلا
وحياةُ تُرْضِعُ بالرَّضيعِ لعلَهُ
مِن هوْلِ صوتٍ يستريحُ قليلا
........................................
هجمَ العدوُّ بجيشهِ وعتادِهِ
نحوَ المخيّمِ يبتغي التّقتيلا
بالطاّئراتِ وبالدُّروع ِ مدجّجٌ
بالقصْفُ والتّدميرِ كان مُطيلا
قصَفَ المساكنَ والمرافِق غِلّةً
عشرينَ يوماً بل تزيد قليلا
صَمَدَ المخيّمُ واستحال دخولُهُ
زادَ العدوُّ شراسةً وغليلا
جلبَ القيادةَ واستزادَ مؤونةً
صاحَ الجنودُ منيّةً وعويلا
ردَّ الأشاوسُ في تحدٍ نادِرٍ
نبغي الشّهادةَ لا نريدُ بديلا
صَمدَ الأشاوسُ في ثبات ٍ مُبْهِرٍ
كان العتادُ مُصنّعاً وضئيلا
نفذتْ ذخيرتهم وكان قرارُهم
بالصّدرِ نهجمُ لا نهاب ذليلا
ربطوا الحزامَ وكبّروا ثُمْ أقبلوا
نحو العدوِّ ويقصِدوا التّضليلا
ظنَّ العدوُّ بأنّهم قد سلّموا
فإذا الصّدورُ تذيقهُ التّقتيلا
وقضى الأشاوسُ مُهطعين لربّهِم
نحو الجنانِ فخصَّهمْ تفضيلا
دخلَ العدوُّ الى المخيّمِ مُنهكاً
ذاق المرار َ مُعلقماً وثقيلا
............................................
ألقتْ جنينُ برأسِها في حرقةٍ
فوقَ الأريكةِ إذ ترى التّمثيلا
فخليلُ لحِق محمّداً نحو العُلى
وحسامُ يرقدُ في الفراش ِ عليلا
وحياةُ تنعي زوجها بتجلُّدٍ
نِعْمَ الرَّفيقُ مُناضلاً وخليلا
وأبو العيال مهشمٌ في وجهه
والكرمُ أضحى خاوياً وهزيلاِ
............................................
وسعيدُ أطرق حائراً مُتسائلاً
فالبنكُ أحجمَ يرفض ُ التّحويلا
وصلاحُ جاسَ بغزّةٍ متلمِّساً
وصْلَ الأحبة قائداً ودليلا
وعليّ مُنِعَ من الزّيارة صابرا
فالحُكْمُ كان مؤبّداً وطويلا
وجمالُ هزّ سلاحهُ متذمِّرا ً
فالدَّمُّ أضحى كالمياهِ سُيولا
وزياد هاتف لا دراهم يبتغي
في الليل يعملُ بالرّسومِ كفيلا
............................................
عادتْ جنينُ لِرُشدِها واستحضرت
أهلُ الرِّباطِ ولا نريدُ بديلا
لمّتْ جنينُ جراحها في عِزّةٍ
لتزيدَ حُبّاً في الحياة ِ نبيلا
قرأتْ من القرآنِ في جوف الدُّجى
قرأت ْ جنينُ ورتّلتْْ ترتيلا
صلّتْ جنينُ قيامَ ليل ٍ قد طوى
ألمَ الجريمةِ لا تُحِبُّ عويلا
صبرت جنين على الجراح ونزفها
عاشت وليس لحالها تمثيلا
ظلّت جنينُ عصيَّةً لا تنحني
إلاّ ركوعاً في الصّلاةِِ مُطيلا
كَبُرَتْ جنينُ على الجراحِ وعُمقها
شُفِيتْ جنينُ ونالتِ التّبجيلا
[kdk hgoqvhx
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
|