12-05-2020, 09:49 PM
|
|
|
|
غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾[1].
اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وهل يردُّ أَحَدٌ فضْلًا أَرَادَهُ اللَّهُ؟
﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾[2].
وهلْ يُمُسِكُ أَحَدٌ رَحْمَةً أَرْسَلَهَا اللَّهُ؟
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[3].
هَذَا مَا أَرَادَهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَاليَهُودُ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ
عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ
ثُمَّ عَمِلَتِ النَّصَارَى عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ
عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ:
هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟» قَالُوا: لاَ، فَقَالَ: «فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ»[4].
وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: السَّلَامُ وَالتَّأْمِينُ
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ»[5].
وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ قَالَ تَعَالَى:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾[6].
وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: أنَّه لَم يَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلَهُ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأنَّه لَم يُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ؛ قَالَ تَعَالَى:
﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾[7].
وَهَذَا غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى، وَقَطْرَةٌ مِنْ بَحْرِ إِحْسَانِهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ.
[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 74.
[2] سُورَةُ يُونُسَ: الْآيَة/ 107.
[3] سُورَةُ فَاطِرٍ: الْآيَة/ 2.
[4] رواه البخاري- كِتَابُ الإِجَارَةِ، بَابُ الإِجَارَةِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، حديث رقم: 2268.
[5] رواه ابن ماجه- كِتَابُ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَالسُّنَّةُ فِيهَا
بَابُ الْجَهْرِ بِآمِينَ، حديث رقم: 856، بسند صحيح.
[6] سُورَةُ الْقَدْرِ: الْآيَة/ 1- 3.
[7] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَة/ 286.
سعيد مصطفى دياب
yQdqR lAkX tQdqA [E,]AiA jQuQhgQn jQuQhgQn [E,]AiA yQdqR
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
12-05-2020, 10:06 PM
|
#2
|
رد: غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى
سلمتي ع الطرح المفيد
جزاك الله خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عين الثريا على المشاركة المفيدة:
|
|
12-05-2020, 11:05 PM
|
#3
|
رد: غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى
أسعدني كثيرا مروركم
وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-05-2020, 11:52 PM
|
#4
|
رد: غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى
سلمت ايدك ع الطرح
و الابداع والتواصل المستمر
في نشر الجديد والمفيد
أُحييك على اختيارك الرائع والمميز
تحياتي الك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ طبعي حنون على المشاركة المفيدة:
|
|
| | | |