تختلف مناقشة موضوع الحرية و موضوعية ان كان الانسان حر أم مقيد من منطلق ديني أو من منطلق فكري . من منطلق ديني اسلامي فان الانسان المسلم له حدود حتمية يخضع لها نظرا لاحترامه و التزامه بأوامر الله سبحانه و تعالى , أما ضمن المحللات فللمسلم حرية واسعة وكبيرة يستطيع أن يتحرر بها قدر ما يريد و أن يفعل ما يريد , فطالما هو ملتزم بحدود الله فله كامل الحرية مثلا فهو يستطيع أن يتزوج من يريد و يصاحب من يريد و يعمل ما يريد , له الحرية المطلقة أن يسكن أينما يشاء و يذهب أينما يشاء . بعض الأشخاص بالرغم من أنهم مسلمين الا انهم تحرروا من الضوابط الاسلامية الشرعية , فلا يصلون ولا يصومون و لا يلتزمون حدود الله , فيشربون الخمر و يزنون و يسرقون و غيره . أما من منطلق فكري فمن المفترض أن لكل انسان كامل الحرية طالما أنه لا يتعدى على حرية الأخرين و لا يضرهم و طالما أنه يضع لنفسه ضوابطه الخاصة و يلتزم بها , فلكل انسان اختيار نمط العيش الذي يريده و عليه أن يتحرر من الضوابط و القيود التي تحد حريته , عليه أن يتحلى بالشجاعة لينطلق و ليزيل كل ما يعيق طريقه و أن لا يسمح لأي شخص أو لأي ظرف أن يوقف من حريته أو أن يطوق حدوده . أحيانا يخضع الانسان لظروف و يرضخ لضغط يشعره أنه مقيد و لا يستطيع الانجاز أو التقدم ولكن عليه أن يتحلى بالايمان الكافي بنفسه و بقدراته حتى يصل الى حريته . و من واجب كل انسان حر أن يحترم حدود الأخرين و حرياتهم , و أن لا يقيد حرية أحد حتى لو كان يمتلك القدرة على ذلك بل عليه أن يدافع عن حرية الأخرين , و أن يشجع الأخرين على البحث عن حريتهم و الحصول عليها