هدي نبينا المصطفى ▪●عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (الجزء 3 صفحة 290) ما نصه - بعد كلام سبق:
"كما أن طائفة أخرى زعموا أن من سب الصحابة لا يقبل الله توبته وإن تاب، ورووا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "سب أصحابي ذنب لا يغفر"، وهذا الحديث كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يروه أحد من أهل العلم، ولا هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة، وهو مخالف للقرآن، لأن الله قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48][النساء: 116]، هذا في حق من لم يتب، وقال في حق التائبين: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، فثبت بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن كل من تاب تاب الله عليه.
ومعلوم أن من سب الرسول من الكفار المحاربين، وقال: هو ساحر أو شاعر أو مجنون أو معلم أو مفتر؛ وتاب: تاب الله عليه، وقد كان طائفة يسبون النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الحرب، ثم أسلموا، وحسن إسلامهم، وقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم، منهم: أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب -ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح.."[1].
[1] لم أجد هذا الحديث مرويا بعد البحث.
وقال الحافظ ابن الصلاح في الفتاوى (1/190): إن الحديث من أحاديث العوام التي لا أصل لها يُعرف.
وقد تكلم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في مكان آخر مختصر عما نقل سماحة الشيخ، فقال في أحاديث القصاص (40 وهو في مجموع الفتاوى 18/381): هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
ونقل المصنفون في الأحاديث المشتهرة والموضوعة حكم ابن تيمية محتجين به، مثل السيوطي في ذيل الموضوعات (203)، وابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة (1/320)، والفتني في تذكرة الموضوعات (92)، والقاري في الأسرار المرفوعة (223)، ومرعي الكرمي في الفوائد الموضوعة (145)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (386)، والحوت في أسنى المطالب (749)، والقاوقجي في اللؤلؤ المرصوع (241)، والأزهري في تحذير المسلمين (88).