09-13-2020, 09:12 AM
|
|
|
|
دَس جِبرِيل عليه السلام التُرَاب في فَمِ فِرعَون
دَس جِبرِيل عليه السلام التُرَاب في فَمِ فِرعَون
هذه قصة تبين لنا مدى البغض الذي كان يحمله جبريل عليه السلام لفرعون الطاغية حتى أنه عندما
قال : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) يونس : 90
حال غرقه , خشي أن تدركه رحمة الله فأخذ يدس التراب في فمه ليمنعه من النطق بكلمة التوحيد .
نص الحديث ..
روى الترمذي في سننه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ لما أغرق الله فرعون قال :
( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) يونس : 90 , فقال جبريل : يا محمد , فلو رأيتني وأنا
آخذ من حال البحر , فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة ] .
قال أبو عيسى هذا حديث حسن .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ( أن جبريل يدس في فِي فرعون الطين خشية أن يقول :
لا إله إلا الله , فرحمة الله أو خشية الله أن يرحمه الله )
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .
تخريجه ..
رواه الترمذي في كتاب التفسير , باب من سورة يونس , 4/287
وانظره في صحيح سنن الترمذي 3/61 ورقمه 3320 , 3321
وعزاه محقق جامع الأصول ( 2/192 ) إلى الترمذي وأحمد وابن جرير و أبي داود الطيالسي
غريب الحديث ..
حال البحر : الطين الأسود الذي يكون في أرض البحر
شرح الحديث ..
حدثنا القرآن طويلا عن فرعون وطغيانه وجبروته , وصولته وجولته في وجه الحق , كما أخبرنا عن نزول
نقمة الله به وبجنده عندما أغرقهم فأهلكهم , وقد كان جبريل عليه السلام حاضرا شاهدا , وقد أخبر جبريل
رسولنا صلى الله عليه وسلم أن فرعون عندما أدركه الغرق وقال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل
أخذ يحشي فمه بطين البحر , حتى لا يمكّنه من النطق بكلمة التوحيد , خشية أن تدركه رحمة الله ويقبل توبته .
وما فعل جبريل ما فعله إلا من شدة حنقه على ذلك الطاغية الذي أمعن في الكفر والإفساد ومحاربة الإسلام
وفتنة المؤمنين .
وقد يقال
وما يضير جبريل أن يرحم الله فرعونا , ويغفر له ؟
والجواب : أن العبد يصل إلى حالة من الكراهية
للظالمين بحيث يدعوا الله أن لا يقبل توبتهم , ولا يدخلهم رحمته
وهذا وقع من موسى عليه السلام , فإنه دعى على فرعون وملئه أن يشد الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا
العذاب الأليم ( ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة و أموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس
على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) يونس : 88
وقد يقال أليس مقررا أن الله لا يقبل التوبة عند حلول العذاب , وعند الغرغرة , فكيف ظن جبريل أن الله يمكن
أن يغفر لفرعون وهو في هذه الحال ؟
والجوابأن جبريل عمل بمقتضى ظنه من غير التفات إلى علمه , والله أعلم .
عبر الحديث و فوائده
1- عظم رحمة الله , فقد خشي جبريل وهو أعلم الخلق بالله أن تنال رحمة الله فرعون عندما نطق
بكلمة التوحيد في غرقه .
2- فضل كلمة التوحيد , فإن جبريل خشي أن يرحم الله بها فرعون الكافر , فكيف اذا قالها العبد في حال الصحة
والعافية موقنا بها , لا شك أن في ذلك أجر عظيم وثواب جزيل .
3- شدة بغض الملائكة للكفرة المجرمين , حتى أن جبريل كان يدس التراب في فم فرعون عند نزول العذاب به .
]Qs [AfvAdg ugdi hgsghl hgjEvQhf td tQlA tAvuQ,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
09-13-2020, 06:14 PM
|
#2
|
رد: دَس جِبرِيل عليه السلام التُرَاب في فَمِ فِرعَون
| | |