هدي نبينا المصطفى ▪●عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ
ففي حضور الناشئ مجالس العلماء
ومن يكبرونه سناً وقدراً تكريم له وتوسيع لمداركه
وتبصير له بأمور الحياة ولكن ينبغي على الأبوين تعليمه آداب المجلس وكيفية التخلق فيه فلا يطاول الكبار في مجالسهم أو يتقدمهم بحديث أو كلام
وقد روي مسلم في صحيحه أن سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه قال: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً،
فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني
وهناك أيضاً ما رواه البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنه- قال:
كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا،
ولنا أبناء مثله، فقال: إنه ممن قد علمتهم،
قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني
فقال: ما تقولون ( إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون) حتى ختم السورة
فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا،
وقال بعضهم لا ندرى ، ولم يقل بعضهم شيئاً،
فقال لي: يا ابن العباس أكذلك تقول؟ قلت: لا ، قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له
( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة،
فذاك علامة أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً )
قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم
المداعبة والتعليم بطريقة اللعب
هناك الكثير من الأحاديث التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
قد أقر نهج المداعبة والتعليم بطريقة اللعب
وعمل به ومن القصص التي تؤيد ذلك ما رواه الشيخان وغيرهما
من حديث أنس رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً،
وكان لي أخ يقال له أبو عمير، وكان إذا جاء قال:
" يا أبا عمير ما فعل النغير"
والنغير تصغير لكلمة نغر وهو طائر كان يلعب به
التلطف بهم واحترام مشاعرهم ومواساتهم
فقد روى أنه ذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق
فرأى أبا عمير يبكي، فسأله عن السبب
فقال له " مات النغير يا رسول الله
فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه ويحادثه ويلاعبه حتى ضحك، فمر الصحابة بهما فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه،
فقال لهم " مات النغير، فجلست أواسي أبا عمير "
يا الله
تلك هي الرحمة الحقة
ومما يدل على ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإذا أخذه قال: " اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا"
ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر
التأكيد على عدم غشهم أو الكذب عليهم
ومما جاء في ذلك حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه،
قال: " دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا
فقالت: ها تعال أعطيك"
فقال لها صلى الله عليه وسلم: " ما أردت أن تعطيه؟"
قالت " أعطيه تمرا"
فقال لها: " أما أنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة"
التأديب بلطف مع بيان السبب
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة،
فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كخ، كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟"غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذي توجه الثناء له.