08-24-2020, 09:06 AM
|
|
|
|
مناقب سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
.
مناقب سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
كان من بين ٩ من الصحابة يقفون دفاعا عن رسول الله صل الله عليه وسلم عندما حاصره المشركون ، وقيل : إن أبا بكر لما جاء وجد في جسده بضعا وستين جرحًا ، ولكنه مات رضي الله عنه في موقعة الجمل ، فهل حادثة الدفاع تلك صحيحة ؟ وإن كانت فهل عاش بعدها ؟ لذلك لُقِب بالشهيد الذي يمشي على الأرض ؟
التعريف بهذا الصحابي الجليل :
هو طلحةُ بنُ عُبيد الله بنِ عثمان بنِ عمرو بنِ كعب بنِ سعد بنِ تَيْم بنِ مُرة بنِ كعب بنِ لؤي، القرشى أبو محمد التيْمى.
أحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة .
وأحدُ الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
وأحدُ الستة أصحاب الشورى الذين نَص عليهم عُمَرُ رضي الله عنه، وقال : تُوفي رسول الله صل الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وأحدُ الخمسة الذين أسلموا مِن سادات الصحابة على يدي أبي بكر رضي الله عنه ، وهم : عثمانُ ، وعبدُ الرحمن بن عوف ، والزبيرُ بن العوام ، وسعدُ بن أبي وقاص .
وكان يُقال له ولأبي بكر رضي الله عنهما : القرينانِ ؛ لأن نوفلَ بن خُويلد بنِ العَدَوية أخذهما ، فقرنهما في حبل واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما ، ولم يمنَعْهُما بنو تَيْم .
وكان يُقال له: طلحةَ الخير ، وطلحةَ الجُود ، وطلحةَ الفَيَّاض .
شَهِدَ المشاهد كُلها مَعَ رسولِ الله صل الله عليه وسلم إلا بدراً ، فإنه كان بالشام ، فضَرَبَ له رسولُ الله صل الله عليه وسلم بسهمه وأجره .
وأبلَى يومَ أحدٍ بلاءً حسناً ، وأصيبت يدُه يومئذٍ ، ورقاها رسولُ الله صل الله عليه وسلم ، وكان جماعة من الصحابة يقولون عن يوم أحد : ذاك يوم كله لِطلحة ، ولما طأطأ لِرسول الله صل الله عليه وسلم لِينهضَ على تلك الصخرةِ يومَ أحدٍ قال :" أوجب طلحةُ " .
قُتِل رضي الله عنه يومَ وَقْعة الجَمَل في العاشر من جُمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقد استَكْمَل من العمر يومئذٍ أربعاً وستين سنة .
ثانيا:
أما قصة دفاعه عن النبي صل الله عليه وسلم في أحد ، فرواها جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَأَدْرَكَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ؟ .
فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : كَمَا أَنْتَ .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ ، فَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ؟
فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ : كَمَا أَنْتَ
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ !
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : مَنْ لِلْقَوْمِ؟
فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ ، حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ ، فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ ، فَقَالَ : حَسِّ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ " .
حسن من قوله : فقطعت أصابعه...، وما قبله يحتمل التحسين ، وهو على شرط مسلم " انتهى .
وقال شعيب الأرناؤوط في "تخريج سير أعلام النبلاء" (1/27): " رجاله ثقات ، إلا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعن " انتهى.
وعليه : فالحديث لا بأس به ، ولم يمت فيها طلحة رضي الله عنه ، وإنما مات في وقعة الجمل - كما سبق ذكره - .
ثالثًا:
وأما ما جاء من أنه " شهيد يمشي على الأرض": فقد روى ذلك أيضًا جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
عن ابي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم إِذَا رَآنِي قَالَ : سَلَفِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ طَلْحَةَ الْخَيْرَ ، وَفِي غَزْوَةِ ذَاتِ الْعُسَيْرَةِ طَلْحَةَ الْفَيَّاضَ ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ طَلْحَةَ الْجُودَ ، وَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ
والحاصل: أن في ثبوت هذه الرواية نظرا، وسبق بحث الخلاف فيها ؛ لكن أحاديث الفضائل يتسامح فيها ، ومنها هذا الحديث ، ولا يظهر حرج في ذكره في فضائل طلحة رضي الله عنه ، والاستئناس به في هذا الباب ، ولذلك ذكره جمع من أهل السير والتراجم في كتبهم وسكتوا عنه .
رابعًا:
أما ما ذُكِر من وَصْفِ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي أُصِيبَ بها طَلْحَةُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ الْنبي صل الله عليه وسلم ؛ فقد جاء ذلك عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَمَّا صُرِفَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ يُقَاتِلُ عَنْهُ وَيَحْمِيهِ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ : كُنْ طَلْحَةَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، مَرَّتَيْنِ .
قَالَ : ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ خَلْفِي كَأَنَّهُ طَائِرٌ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ أَدْرَكَنِي ، فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، فَدَفَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم ، وَإِذَا طَلْحَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَرِيعٌ ، فَقَالَ صل الله عليه وسلم : دُونَكُمْ أَخُوكُمْ، فَقَدْ أَوْجَبَ .
قَالَ : وَقَدْ رُمِيَ فِي جَبْهَتِهِ وَوَجْنَتِهِ ، فَأَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي جَبْهَتِهِ لِأَنْزِعَهُ ، فَقَالَ لِي أَبُو عُبَيْدَةَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَّا تَرَكْتَنِي ، قَالَ : فَتَرَكْتُهُ ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ السَّهْمَ بِفِيهِ ، فَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ ، وَيَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم ، ثُمَّ اسْتَلَّهُ بِفِيهِ ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي وَجَنَتِهِ لِأَنْزِعَهُ ، فَقَالَ أَبُو عبيدة : نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تَرَكْتَنِي ، فَأَخَذَ السَّهْمَ بِفِيهِ ، وَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ وَيَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَلَّهُ .
وَكَانَ طَلْحَةُ أَشَدَّ نَهْكَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم ، وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَشَدَّ منه ، وكان قد أَصَابَ طَلْحَةَ بَضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ، بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ ورمية ".
والله أعلم.
lkhrf sdvm hgwphfd hg[gdg 'gpm fk ufd] hggi vqd uki
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
08-24-2020, 02:33 PM
|
#2
|
رد: مناقب سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
08-24-2020, 09:26 PM
|
#3
|
[
رد: مناقب سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الجنرال على المشاركة المفيدة:
|
|
08-25-2020, 12:39 AM
|
#4
|
رد: مناقب سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
سلمت ايدك ع الطرح
و الابداع والتواصل المستمر
في نشر الجديد والمفيد
أُحييك على اختيارك الرائع والمميز
تحياتي الك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ طبعي حنون على المشاركة المفيدة:
|
|
| | | |