كانت ساندي التي تبلغ خمسة أعوام تخبر والديها باستمرار أن هناك وحش في خزانة غرفتها ، وكان والديها يعتقدان أن الأمر محض خيال أطفال ، وأنها تتدلل عليهم وتريد فقط أن تكسب تعاطفهم لتنام في عرفتهم .
كانت الأمور عادية وكان والديها يتناوبان على وضعها في السرير ، ولكن الفتاة كانت تتعبهما بالفعل ، طوال اليوم هادئة مطيعة إلا وقت النوم تبكي وتصرخ وتصارعنا حتى لا نتركها في غرفتها وحيدة .
وكان الأمر مرهق ويقول والدها وصلنا لمرحلة من اليأس فنحن نحاول أن نقنعها أن لا وجود الوحش ، وأن كل ذلك خيالها فقط لكنها لم تقتنع ، بدأت تصمت في كثير من الوقت وتفقد اهتمامها بالأشياء كلها .
ولكن على الرغم من ذلك كان الأمر الطبيعي الوحيد الذي تفعله هو البكاء والصراخ قبل النوم ، فكرت أنا وزوجتي أن نعرضها على طبيب نفسي ، هناك جلست وتحدثت معه وكان رأيه مشابه لرأينا أنها مجرد أوهام .
ولكنه بعد عدة جلسات قال لنا الطبيب أن هناك شيء أو شخص بالفعل يخيفها ، هي تصفه بأنه مهرج عجوز يرتدي ملابس متهرئة وقديمة ، انشغلت أنا وزوجتي كثيرًا ، خاصة أن كافة الرسوم التي تقوم ساندي بها هي لمهرج يضحك بلوؤم .
أو مهرج يقف بالقرب من سريرها ويلمسها ، في هذا اليوم قررت أن أرسلها إلى جدتها وعدت مع زوجتي إلى المنزل ، صعدت مباشرة إلى غرفة ساندي وبدأت بالبحث في أوراقها ، فوجئت بعدة رسوم لها .
كانت الرسوم كلها لمهرج ولكنه يقف بجوار فتاة نائمة ويلمسها في أماكنها الخاصة ، شعرت برأسي سينفجر من الغضب من هذا وأين ومتى يفعل ذلك !! كيف يفعل هذا بملاكي الصغير .
ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة وتحدثت مع معظم العاملين لأسألهم هل تم استضافة أي عروض لمهرجين في وقت قريب ، وكانت الإجابة بالنفي ، ذهبت إلى الساحة الرملية التي تلعب بها ساندي وإلى النادي ولكن الإجابات كلها كانت بالنفي .
حينها جلست في غرفتي أفكر في طفلتي وكيف يمكن أن أساعدها في ما تمر به ، وفكرت أن أتحدث معها لكنني لا أعرف ماذا أقول لها ، فكرت أن أخبر زوجتي لكنني أيضاً خائف عليها من الصدمة .
في هذا المساء وحين أعدت ساندي إلى المنزل وذهبت لأضعها في سريرها كانت تبكي كالعادة ، ولكني أمسكت بيدها وأخبرته بأني أصدقها وبأني سأقتل وحش الخزانة في أقرب وقت ، نزلت إلى الأسفل شارد الذهن لا أستطيع أن أبيح لزوجتي بما أفكر فيه ، كيف أخبرنا بأن صغيرتنا تتعرض للإساءة ، كيف أخبرها أن هناك من يتحرش بطفلتنا .
صعدنا إلى غرفة النوم لكني لم أستطيع أن أغمض عيني ولو دقيقة واحدة ، مع أول شعاع الشمس كنت قد توصلت للحل ، في هذا اليوم لم أذهب إلى عملي ، بل توجهت مباشرة إلى أحد محال الأدوات الإلكترونية وقمت بشراء كاميرا صغيرة .
عدت إلى المنزل وقمت بتركيبها فوق سرير ساندي وحتى لا ترتاب زوجتي في أي شيء أغلقت المنزل وأعدت كل شيء كما كان وتوجهت إلى عملي ، أنهيت يومي كالمعتاد وأنا أفكر فيما سيحدث ، كان هناك شيء ما يحيرني لا أعلم ما هو .
فمنزلي آمن ولا يمكن أن تتعرض طفلتي للأذى بالمنزل ، ولكن كل ما كانت تقوله عن وحش الخزانة وخوفها من النوم وحيدة دفعني لأفعل ذلك ، آتى الليل ببطء وصعدنا للنوم كان دور زوجتي في وضع ساندي في سريرها .
دخلت زوجتي إلى الغرفة بعد أن تركت ساندي تبكي كالعادة وخلدت إلى النوم مباشرة ، وضعت سماعات الأذن وقمت بفتح التطبيق الخاص بكاميرا المراقبة ، توقعت أن أنتظر طوال الليل وألا يحدث شيء ، لكن توقعاتي لم تكن في محلها فبعد خمسة عشر دقيقة من نوم ساندي شاهدت أسوء كوابيسي .
فتح باب الخزانة وخرج مهرج ملطخ الوجه يسير بثقل وبطء شديد وتوجه مباشرة إلى سرير ساندي وكأنه يحفظ الغرفة عن ظهر قلب ، وأقترب منها وبدأ يلمس جسدها ، رأيتها تستيقظ فزعة وتغطي وجهها بالغطاء ، لكنه لم يتوقف واستمر فيما يفعل .
لم أشعر بنفسي إلا وأنا ألتقط مضربي من أسفل السرير وأتوجه ببطء إلى غرفة ساندي ، فتحت الباب بحرص وتوجهت مباشرة إليه بضربة على الرأس أفقدته الوعي ، حملت طفلتي إلى زوجتي وعدت بسرعة إلى المهرج الملقى على الأرض .
اتصلت بالشرطة التي أتت في أقل من خمس دقائق ، تم القبض على المهرج الوحش والذي أتضح أنه جارنا العجوز ، والذي أعترف أنه يفعل ذلك منذ أكثر من عام ، وأنه كان يدخل إلى الغرفة من فتحة قام يصنعها في الحائط لا يعرف عنها أي أحد غيره.
قررنا أن نعيد ساندي للطبيب النفسي ليساعدها فيما تعرضت له ، وقررنا غلق الفتحة في الحائط وأخيراً قررنا ترك المنزل والانتقال إلى منزل جديد ، كل ما أندم عليه اليوم هو أني لم أستطع إلى طفلتي وأصدقها منذ البداية .