كانت شجرة البلوط الضخمة تنتصب بكبرياء الى جانب حقل مملوء بأعواد القصب ، وكانت الريح إذا هبت تواجه الشجرة الضخمة التي كانت أذرعها الكبيرة ترتفع الى السماء فتقاوم الشجرة الرياح الشديدة بينما كانت أعواد القصب تنحني مع اتجاه الرياح لعدم قدرتها على المقاومة وهي تغني أغنية حزينة.
قالت شجرة البلوط : من الطبيعي أن تحزنوا بهذا الشكل ، فكل هبة ريح ولو كانت خفيفة تجبركم بأن تحنوا رؤوسكم أمامها لكي لا تتكسروا بينما أقف أنا شجرة البلوط بعظمة واقتدار في وجه الرياح العاصفة والشديدة، قالت أعواد القصب : لا تقلقي من أجلنا فإن الرياح لا تؤذينا فنحن ننحني أمامها لكي لا ننكسر فتمر العاصفة بسلام ولا يحدث لنا مكروه ، ولكن المشكلة في كبرياءك انت الذي يجعلك تقاومين ضربات الرياح حتى الآن ولكن الى متى ستستطيعين الصمود في وجهها ؟
وبينما كانت الأعواد تتكلم ، هبت عاصفة شديدة فانحنت أعواد القصب باتجاه الرياح فكانت تمر من خلالها ولا تسبب لها ضرراً بينما قامت شجرة البلوط بمقاومة العاصفة وعدم الانحناء أمامها فضاعفت الرياح سرعتها مما أدى الى اقتلاع الشجرة من جذورها والقتها على الأرض جانب أعواد القصب التي كانت تشفق عليها من هذا المصير.